ادارة المنتـدى Admin
عدد المساهمات : 1842 تاريخ التسجيل : 01/11/2011
| موضوع: بيداغوجيا الإدماج : أولا :تقديم وملاحظات تمهيدية السبت ديسمبر 24, 2011 4:20 am | |
| بيداغوجيا الإدماج : أولا :تقديم وملاحظات تمهيديةإعداد : د. محمد الدريج انطلق البرنامج الاستعجالي كما هو معلوم (2009-2012) لتجاوز تعثر الميثاق الوطني للتربية والتكوين وإعطاء نفس جديد لإصلاح التعليم ، وتجاوز اختلالا ته المسجلة في العديد من الدراسات والتقارير. ومن مشاريع هذا البرنامج ، مشروع التطوير البيداغوجي ، الذي يهدف إلى استكمال إرساء المقاربة بالكفايات، وتوفير إطار منهجي لأجرأتها. و تبعا لذلك تم اختيار نموذج بيداغوجيا الإدماج ،دون غيره من النماذج الكثيرة،كإطار منهجي ،على ما يبدو، لتطبيق المقاربة بالكفايات في التعليم،وهو في نهاية الأمر عبارة عن قراءة من بين القراءات الممكنة لهذه المقاربة، والذي لنا عليه جملة من الملاحظات والانتقادات نبدأ بها كخطوة أولية ، قبل اقتراح وفي دراسات مستقلة ، بعض البدائل الممكنة أو على الأقل بعض المراجعات ، التي يمكن أن تجنبنا طعم الفشل المرير الذي تجرعناه من مختلف تجارب الإصلاح البيداغوجي السابقة. 1 - تبنت وزارة التربية الوطنية إذن ،وتحمست بشكل غير مسبوق ، لبيداغوجيا الإدماج، وجعلت منها نموذجا لتطوير المناهج . وجندت لها عدة من البرامج والمشاريع والأطر والتدريب والوسائل والدلائل والمذكرات ... لكن ، وبعد مرور حوالي سنتين على بداية "تطبيق"هذه البيداغوجيا ، جزئيا في المراحل الأولى وبشكل تجريبي في بعض الأكاديميات، تم"تعميمها" بعد ذلك على المدارس المغربية والابتدائية منها على وجه الخصوص، حتى دون تقديم وتوظيف نتائج التقويم الأولي للتجريب وحتى قبل أن يفتح في شانها نقاش وطني ، كان يمكن أن يساهم بفعالية في معرفة نقاط قوتها وضعفها و مدى مراعاتها لخصوصيات بلدنا ، قبل بلورتها في صياغتها النهائية ثم تطبيقها. 2- لكن وفي مقابل ذلك ، فإن أزيد من 85% من المدرسين المستجوبين في استفتاء وطني للرأي ، سجلوا موقفا سلبيا من بيداغوجيا الإدماج . فهم إما غير مقتنعين بها (بنسبة 38% (، أو لم يفهموها (بنسبة 11%) ، رغم استفادتهم من الدورات التدريبية الخماسية أو يطالبون بمراجعتها ( 25%) أو يرفضونها جملة وتفصيلا ويطالبون بإلغائها ،بنسبة تفوق 52 في المائة.(النسبة هنا باعتماد عدد الإجابات وليس بعدد المستجوبين ،راجع موقع منتديات دفاتر التربوية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] والذي أشرف على هذا الاستطلاع الوطني / ماي 2011). ولا يفوتنا أن نسجل بهذا الخصوص، سابقة خطيرة تتمثل في رفض نقابات تعليمية وازنة لهذه البيداغوجيا والمطالبة بإلغائها بكل بساطة ،حيث أصدرت المكاتب الإقليمية لأربع نقابات تعليمية محترمة بسلا ، بيانا تطالب فيه بمقاطعة بيداغوجيا الإدماج ،وهي (النقابة الوطنية للتعليم CDT والنقابة الوطنية للتعليم FDT والجامعة الوطنية لموظفي التعليم UNTM والجامعة الوطنية للتعليم UMT) عقب اجتماعها الاستثنائي في2يونيو 2011، لتدارس مشاكل نساء ورجال التعليم حول بيداغوجيا الإدماج، طالبت فيه بمقاطعة هذه البيداغوجيا إثر توصلها بعرائض في الموضوع من الشغيلة التعليمية وبالنظر إلى عدد من الأسباب الإدارية والتربوية، منها: -استيراد بيداغوجيا الإدماج بعد ثبوت فشلها في العديد من البلدان ( ونضيف إلى هذا استغرابنا لعدم تطبيقها حتى في بلدها الأصلي، بلجيكا). -غياب رؤية موحدة في الفهم والتنزيل نتيجة لسوء التكوين و التأطير. - الشرخ التربوي الحاصل بين محتوى الوضعيات من جهة والموارد و التعلمات من جهة أخرى. -الطابع التقني المعقد للمذكرة 204 الخاصة بالتقويم ، لاتخاذ قرارات الانتقال من مستوى إلى آخر وتغليب الجوانب الكمية على الجوانب الكيفية، وعدم ملاءمة و انسجام المناهج و مقتضيات هذه المذكرة ( التي حملت في نظري نوعا من التراجع). -حذف حصص الدعم التربوي الدوري بصفة نهائية . -الإجهاز على مبدأ تكافؤ الفرص عند تقويم المتعلمين . وكتعقيب من المدونة ،التي نشرت هذا الخبر،على هذا البيان ورد ما يلي: "ومعلوم أن هذه البيداغوجيا قد فرضتها الوزارة من جانب واحد، وخصصت لها أموالا طائلة، سواء من أجل التكوين أو توفير العدة اللازمة خاصة الكراسات التطبيقية، لكن إنزالها إلى أرض الواقع يثير مشاكل كثيرة، منها أوراق التفريغ، تعقد التقويم، صعوبة إدماجها مع نقط المراقبة المستمرة ونقط الامتحانات الإشهادية وفق معادلة معقدة وطويلة… كما أن جل الوضعيات المقترحة بشكل موحد على المغرب بأسره لا تساير واقع التلاميذ وأحيانا مستواهم المعرفي والعمري… بينما كان من اللازم أن تكون بعض المواد الدراسية هي "المدمجة" فعلا، كمواد التفتح، عبر توفير الوسائل التعليمية وضمان الانتقال إلى وسط طبيعي للاطلاع والتطبيق…" ( عن عبد الإله عسول ، مدونة سيدي سليمان ،SidiSlimane.com ، يونيو 2011). 3- فعلا ، يطالب أزيد من25% من المستجوبين في الاستفتاء الوطني المذكور وعدد كبير ممن قابلناهم شخصيا واستجوبناهم ، بمراجعة بيداغوجيا الإدماج وليس بالضرورة مقاطعتها. لكن السؤال هو، من سيقوم بهذه المراجعة ؟ وكيف ؟ إننا نلاحظ وبأسف شديد ، أن كل (جميع) المؤلفين المغاربة الذين نشروا كتبهم حول هذه البيداغوجيا وهم كثر ومنهم من المهرولين من نشر حولها و لوحده أزيد من 10 كتب في بضع سنوات ، أقول هؤلاء الكتاب لا ينتقدونها ولو بجملة واحدة وكأنها وحي يوحى . ومعظم اللذين انتقدوها ، هم فقط ممن نشروا مقالات او دراسات ، تركزت انتقاداتهم على ظروف استيرادها و فرضها كسلعة غربية – غريبة وتحدثوا ،كما يفعل بيان النقابات السالف الذكر ،عن صعوبات تطبيقها في المدرسة المغربية ( مشكلات الاكتظاظ ، الأقسام المشتركة ، ضعف التكوين ، غياب الكتب المدرسية الملائمة لهذه البيداغوجيا ،عدم توزيع الكراسات في الوقت المناسب ، غياب أجهزة الاستنساخ والحواسب والبرمجيات ، صعوبات ملاءمة التقويم... ) ولم يمسوا هذه البيداغوجيا في الصميم ،من حيث أسسها وخلفياتها ومفاهيمها و مسلماتها و عناصرها ونتائجها...إلا لدى القلة القليلة ،لمن تفطن بالفعل ، إلى أن هذه البيداغوجيا كغيرها من البيداغوجيات لها ما علمت وعليها ما اكتسبت . 4- إننا وإن كنا سجلنا موقفا مبدئيا ضمن المطالبين بالمراجعة وليس الإلغاء أو المقاطعة، نؤمن بضرورة التأني في إصدار الأحكام ، فنحن بحاجة إلى أكثر من استطلاع وأكثر من دراسة تقويمية معمقة وشاملة وبحاجة قبل هذا وذاك، إلى أن نترك الفرصة الكافية للتطبيق الفعلي وللممارسين في الميدان ليقولوا كلمتهم . وإن كان الكثير ممن قابلناهم من المدرسين والمشرفين، يتشكك في ضرورة هذا التأني ، و يقولون إن هذه البيداغوجيا ورغم فرضها لا تطبق حاليا من قبل المدرسين ، سوى بنسبة تقل عن 15في المائة. | |
|