هسبريس ـ حسن الأشرف
الصديقي: المغرب مَدعو للقيام بخطوات حُسن النية اتجاه إيران
شارك يوسف العمراني، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، في اجتماع وزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز، أمس الثلاثاء، بالعاصمة الإيرانية طهران، وذلك لبحث جدول أعمال ومقررات مؤتمر القمة السادسة عشرة لرؤساء دول عدم الانحياز.
وتعد هذه المرة الأولى التي يحضر فيها مسؤول دبلوماسي مغربي رفيع المستوى إلى إيران بعد قطع العلاقات بين البلدين في 11 مارس 2009، بسبب اتهام المغرب لإيران من خلال بعثتها الدبلوماسية بالرباط بـ"التدخل في الشؤون الداخلية للبلد، ودفع المغاربة إلى تغيير عقيدتهم السنية"، وهي العلاقات التي لم تكن في أحسن أحوالها حتى قبل ذلك التاريخ باعتبار الروابط المتأرجحة بين الطرفين منذ فترة الإطاحة بشاه إيران، واحتضانه من طرف المغرب وتأييده لنظام صدام حسين.
ويعلق الدكتور سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة فاس، على زيارة العمراني لطهران في إطار أشغال مؤتمر دول عدم الانحياز، بالإشارة في البدء إلى كون قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران جاء في سياق اتخذ فيه المغرب سلسلة من المواقف المتسرعة مع بعض الدول، مثل إيران وفنزويلا وقبلها السنغال وإسبانيا، والتي كانت لها تداعيات سياسية في علاقاته الثنائية مع هذه البلدان، كما فوتت على المغرب فرص تعزيز نفوذه على المستويين الجهوي والعالمي.
واعتبر الصديقي، في تصريحات لهسبريس، بأن حضور يوسف العمراني أشغال مؤتمر دول عدم الانحياز بطهران يعد "مبادرة حسنة وخطوة في الاتجاه الصحيح لتجسير هوة الخلاف بين بين المغرب وإيران، بيد أنه لا يمكن الاستناد إلى هذه المبادرة للقول بوجود إرادة واضحة لإعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها قريبا".
ويشرح الخبير في العلاقات الدولية بأن "الأمر لا يتعلق بزيارة دبلوماسية رسمية لدولة إيران كما هو متعارف عليه دوليا، بل بمشاركة في مؤتمر دولي تستضيفه إيران"، لافتا إلى أن "عدم مشاركة رئيس الحكومة ووزير الخارجية، والاكتفاء بالوزير المنتدب يقلل إلى حد ما من أهمية هذه الزيارة، إضافة إلى عدم وجود مؤشرات قبلية لتحسن العلاقة بين البلدين"، وفق تعبير الصديقي.
وتابع المحلل بالقول "نظرا لكون المغرب هو الذي بادر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، فإنه مدعو اليوم للقيام بمبادرات وخطوات حسن النية لتطبيع هذه العلاقات، لاسيما وأن بلدان الخليج بدأت تحسن من علاقاتها مع إيران"، مشيرا إلى أن "هذا يبرز من خلال نوع وحجم وفودها المشاركة في هذا المؤتمر بطهران، بما في ذلك البحرين التي بسببها حدث هذا الجفاء بين المغرب وإيران".
وخلص الصديقي إلى أنه من المهام الملقاة على الحكومة المغربية الحالية إذا أرادت أن تعزز من تأثير المغرب في محيطه الإسلامي هو إعادة جسور التواصل مع إيران التي تعد دولة محورية في العالم الاسلامي، وتملك نفوذا في فضاءات جيوسياسية مهمة، وعدم الانخراط في أية استراتيجية غربية تهدف إلى تضييق الخناق أكثر على إيران التي أبانت حتى الآن على مناعة كبيرة اتجاه كل القرارات الغربية.