العرب:
تصاعدت المخاوف من عمليات انتقام تطال الشيعة في سوريا بعد انهيار نظام الرئيس بشار الأسد، اثر اختطاف 48 من الإيرانيين الزوار، فيما قال الجيش الحر المعارض أنهم من "الشبيحة" وبينهم ضباط في الحرس الثوري الايراني.
وأعلن القنصل الإيراني في دمشق مجيد كامجو للقناة العامة الإيرانية إن "مجموعات ارهابية خطفت 48 من الزوار الإيرانيين كانوا متجهين "في حافلة" الى المطار".
وخطفت مجموعات مسلحة في سوريا خلال الأشهر الأخيرة 32 إيرانيا بينهم 22 زائرا وسبعة مهندسين وثلاثة سائقين شاحنات وافرج عن 27 منهم بمساعدة تركيا في معظم الحالات.
وقال احد ضباط الجيش الحر في شريط فيديو ان "كتيبة" من القوات المنشقة "قامت بالقبض على 48 من شبيحة ايران" الذين قال انهم كانوا في مهمة "استطلاع ميدانية" في دمشق"
واضاف انه "اثناء التحقيق معهم تبين وجود ضباط ايرانيين عاملين في الحرس الثوري الايراني".
وقتلت جماعات مسلحة 23 من الشيعة العراقيين المقيمين في سوريا، وقبلها كان احد الافغان الشيعة ضحية الجماعات المسلحة.
وكانت إيران قد أوقفت رحلات الزيارة الدينية إلى سوريا في نهاية شهر فبراير الماضي. وقال علي ليالي رئيس منظمة الحج والزيارة في إيران لمراسل لوكالة مهر الإيرانية أنه بسبب الإحداث الأخيرة في سوريا واختطاف عدد من الزوار الإيرانيين ، فإن السلطات الإيرانية قد توصلت إلى نتيجة مع مسؤولي دمشق، بوقف السفر البري مؤقتا، وان يتم إرسال الراغبين بزيارة مرقد السيدة زينب، عبر الرحلات الجوية فقط.
ويرى المتابعون ان ثمة نفسا طائفيا سائدا يرى أن الاحداث في سوريا هي الانتقام السني مما حدث للسنة في العراق، وان الشيعة قد اعمتهم فورة العراق وحزب الله والخداع الإيراني.
وطالب المتابعون التمييز بين عناصر حزب الله وجماعات جيش المهدي التي تقاتل إلى جانب النظام السوري، وبين لاجئين شيعة وجدوا أنفسهم في سوريا بعد أن تقطعت بهم السبل في بلدانهم وخصوصا العراق.
وحاولت إيران بدورها تغيير وجه دمشق عن طريق الانفاق الكبير على الاضرحة الشيعية هناك، وهو ما أثار الأغلبية السنية وأعتبر مسعى إيرانيا للتبشير بالمذهب الشيعي في سوريا استغلالا للعلاقات التاريخية مع النظام والعلويين.
وسبق وان عبرت منظمة "شيعة رايتس ووتش" عن قلقها على آلاف الشيعة المقيمين في سوريا من عمليات انتقام منظمة بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
ودعت المنظمة الأمم المتحدة والولايات المتحدة، والدول الأعضاء في مجلس الأمن للتدخل الفوري لوقف المجزرة الوشيكة لآلاف من الأبرياء الذين يعيشون حول الضريح المقدس للسيدة زينب حفيدة النبي محمد "ص".
وطالبت تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر باستخدام نفوذها على الجيش السوري الحر لوقف استهداف المسلمين الشيعة في سوريا، مؤكدة انهم لم يشتركوا في الصراع بين الحكومة السورية والمعارضة.
ويعيش عدد كبير من اللاجئين الشيعة من العراق وأفغانستان وباكستان، وغيرها من البلدان في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق.
وازدهرت الطائفة الشيعية بفضل المهاجرين الى سوريا حيث اسهمت في بناء المستشفيات والمدارس والفنادق والمحلات التجارية.
ولعبت بعض حلقات الطائفة الشيعة المرتبطة بايران والاحزاب الطائفية الحاكمة في بغداد والداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد دورا في موجة العنف المتصاعدة في البلاد.
الا ان غالبية الطائفة الشيعية في سوريا مازلت تنأى بنفسها عن الاحداث، لكنها مع ذلك تخشى من عمليات الانتقام التي لن تميز بين شيعي وآخر.
وطالبت منظمة "شيعة رايتس ووتش" وسائل الاعلام الدولية والمجتمع الدولي لارسال الصحفيين إلى المنطقة من أجل منع هذه المأساة عبر شد اهتمام الرأي العام الدولي.
واتهمت المنظمة من أسمتهم بممولي الجيش السوري الحر بالتحريض على قتل الشيعة، وقالت ان عضوا سابقا في مجلس الأمة الكويتي وعد بتدمير ضريح السيدة زينب بمجرد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وحملت الحكومة الكويتية المسؤولية عن هذا التصريح، مطالبة بوقف مثل هذه التصريحات الطائفية.
وسبق وان أعلن عضو الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان العلامة السيد هاني فحص إن "هناك عددا محترما من العقلاء الشيعة في لبنان والبلاد العربية يتزايد ببطء وباستمرار أيضا، يلحّ على التفاهم مع المختلف والمتفق.
وقال فحص "ان هؤلاء العقلاء لا يقطعون مع ايران بل هي التي تقطع معهم لأنها تهتمّ بالولاء لها كيفما اتفق ولا تهتم بالمشاركة في الرأي والرؤية والمصلحة".
وأضاف "هذا كله يعني ان عقلاء الشيعة مدعوون الآن بقوة إلى إعلان التمايز طمعا بالتفاهم مع شركائهم في الإيمان والدين والوطن وعلى أساس ان الحرية والعدالة والدولة المدنية هي الضمانة لسلامة ونهوض الجميع من اجل الجميع".
وتابع "السنّة في كل أماكن التعدد وغيرها مدعوون إلى الانتباه إلى مسؤوليتهم في تنشيط حركة الاندماج الوطني على أساس الإنصاف والمشاركة، ما يعني ان السنّة في سورية، إسلاميين ووطنيين، مدعوون إلى الاحتياط وتحصين سورية ضد الفتنة، التي لن تسلم من تداعياتها جماعة وطنية مهما كان حجمها. وإذا فقدت سورية المستقبل قدرتها على حماية التعدد وإدارته الحكيمة، فإنها ستدفع مجتمعة أثمانا باهظة".
وأكد على "ان مسيحية فاعلة في سورية وبلاد العرب ضرورة عربية ديموقراطية".