مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المغرب في مواجهة الحرب السياسية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
MohMed




عدد المساهمات : 375
تاريخ التسجيل : 02/11/2011

المغرب في مواجهة الحرب السياسية Empty
مُساهمةموضوع: المغرب في مواجهة الحرب السياسية   المغرب في مواجهة الحرب السياسية I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 05, 2012 10:12 am




خيرالله خيرالله:

منذ ظهرت قضية الصحراء، وهي قضية مفتعلة، كان على المغرب مواجهة الهجمة تلو الأخرى. واجه في البداية حربا حقيقية شنتها عليه الجزائر بالواسطة. وعندما انتهت الحرب بالسيطرة على الصحراء عسكريا وأمنيا واجتماعيا ابتداء من العام 1985، بما يحمي سكان تلك المنطقة، بدأت حرب أخرى ذات طابع سياسي وديبلوماسي. لا هدف لهذه الحرب سوى استنزاف المملكة المغربية التي تخوض حروبها على طريقتها الخاصة. والطريقة الخاصة المغربية تعني ممارسة الصبر وضبط النفس إلى النهاية ولكن من دون تجاهل ضرورة اتخاذ القرار الحاسم، من نوع سحب الثقة بممثل الأمين العام للأمم المتحدة، في الوقت المناسب ومتى دعت الحاجة إلى ذلك.

لا بدّ دائما من العودة إلى نقطة البداية. إذا كان مطلوبا منح الصحراويين حقّ تقرير المصير، فمن هم الصحراويون المعنيون بهذا الحقّ؟ هل هم الصحراويون المنتشرون على طول الشريط الممتد من موريتانيا إلى جنوب السودان مرورا بدول عدة في المنطقة من بينها الجزائر؟ في حال كانت الجزائر حريصة كلّ هذا الحرص على حقوق الصحراويين لماذا لا توفّر لهم دولة مستقلة على أراضيها الشاسعة بدل السعي باستمرار إلى إيجاد دولة للصحراويين في ما يسمّى الصحراء الغربية على حساب المغرب؟!

هل الصحراويون الموجودون في الجزائر أو في موريتانيا يختلفون في شيء عن صحراويي جبهة "بوليساريو" الذين يرفضون في معظمهم البقاء أسرى السياسة الجزائرية القصيرة النظر التي لا هدف لها سوى شنّ حرب استنزاف على المغرب؟ لماذا لا تسعى الأمم المتحدة، في حال كانت بالفعل صادقة مع نفسها ومع تطبيق القانون الدولي إلى إجراء استفتاء بين الصحراويين المقيمين في سجن كبير في تندوف، أي داخل أرض جزائرية، بدل البحث عن المستحيل وعن حلول لا علاقة لها بالواقع من قريب أو بعيد؟

يتمثل هذا المستحيل في اقتطاع أرض مغربية وإقامة دولة فيها، دولة تدور في الفلك الجزائري وتؤمن ممرا لهذا البلد إلى المحيط الأطلسي. إنها أحلام تراود نظاما مريضا أسس له هواري بومدين يعتقد عبد العزيز بوتفليقة أنه وريثه الشرعي. مثل هذا النظام لا يبني دولا، بل يستخدم عائدات النفط والغاز للإساءة إلى دول أخرى واختراع دور إقليمي غير موجود سوى في الأحلام.

إنها مشكلة الجزائر التي يعتقد النظام فيها أن عائدات النفط والغاز كفيلة بخلق دور إقليمي لدولة متخلفة على كل الصعد لا تستطيع تلبية أي متطلبات لأبنائها. على رأس هذه المتطلبات وضع سياسات واضحة تؤدي إلى رفع مستوى التعليم في البلد والحد من النمو السكّاني العشوائي والسعي في الوقت ذاته إلى توظيف موارد الدولة في التنمية وخلق فرص عمل للشبّان بدل تشجيعهم بطريقة غير مباشرة على سلوك طريق التطرف الديني.

يعرف المبعوث الدولي كرستوفر روس، الذي سبق له أن عمل دبلوماسيا في المغرب ثم سفيرا للولايات المتحدة في الجزائر، أن قضية الصحراء لا علاقة لها بالصحراء. إنها مشكلة بين الجزائر والمغرب لا أكثر ولا أقلّ. بدل أن تنصرف الجزائر إلى معالجة مشاكلها الداخلية، إذا بها تهرب من هذه المشاكل إلى الخارج، مستهدفة المغرب. إنها سياسة جزائرية عقيمة لا تشبه سوى تلك التي اتبعها النظام السوري الذي يواجه حاليا ما يستحقّه إثر دخوله في مواجهة مباشرة مع شعبه.

هناك قوتان إقليميتان في منطقة شمال إفريقيا، هما المغرب والجزائر. التعاون بين القوتين يخدم كلا منهما. هذا ما يسعى إليه المغرب. في المقابل، تعتبر الجزائر أنّ من واجبها الإساءة إلى المغرب بشكل يومي!! متجاهلة أن مثل هذا التوجه سينقلب عليها عاجلا أم آجلا. هناك خطر الإرهاب الدولي الآتي من الصحراء الواسعة والذي يهدد المغرب والجزائر في آن. بدل أن تعمل الجزائر مع المغرب على التصدي لهذا الخطر الداهم الذي لم يعد في استطاعة أي طرف تجاهله، إذا بها تعمل على تشجيعه بكلّ الوسائل الممكنة... ما دام ذلك يؤذي المغرب. تلك هي المفارقة!

بدل سعي المبعوث الدولي إلى وضع حدّ لمثل هذه السياسة التي لم تؤدّ سوى إلى قيام بؤرة إرهابية تسيطر عليها "القاعدة" في مالي، إذا به يقدم على تشجيع كلّ ما من شأنه عرقلة أي حلّ في الصحراء الغربية يستفيد منه المغرب والجزائر في آن وفي طبيعة الحال الجهود الدولية الهادفة إلى مواجهة إرهاب "القاعدة" الذي مصدره الصحراء.

هناك مشروع حلّ طرحه المغرب في الصحراء الغربية؛ إنه اللعبة الوحيدة المتوافرة في المدينة. من يرفض البناء على هذا الحل القائم على لامركزية واسعة إلى أبعد حدود في الصحراء إنما يخدم الإرهاب.

من الواضح أن الجزائر عاجزة عن الاستفادة من تجارب الماضي القريب، بما في ذلك تجربتها مع الإرهاب والتطرف الديني الذي كاد يقضي على البلد لولا تصدي أجهزة الدولة له بدعم واضح من المغرب.

هل في الجزائر من يريد تناسي أن المغرب كان أوّل من وقف مع الجزائر لدى اندلاع أحداث خريف العام 1988 في وجه نظام كان على رأسه الشاذلي بن جديد؟

الأكيد أن هناك في الجزائر من يريد تجاهل ذلك. هناك خدمات كبيرة إلى درجة لا يمكن الرد عليها إلاّ بنكران الجميل. هكذا يقول المثل الفرنسي الذي ينطبق على تصرفات عبد العزيز بوتفليقة الذي لا همّ له سوى تقمّص شخصية هواري بومدين، علما بأنه من بين الذين عرفوا بومدين عن قرب، وقد عرف خصوصا نقاط ضعفه وعقده الشخصية، على رأسها العقدة المغربية.

اتخذ المغرب قرار واضحا فحواه أن كفى تعني كفى وأنه آن أوان خروج المجتمع الدولي ممثلا بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة من عقدة الصحراء الغربية التي هي عقدة جزائرية اوّلا وأخيرا لا علاقة للصحراويين بها. هناك وسيلة لإيجاد حلّ في الصحراء الغربية. ما يفترض أن تنصبّ عليه الجهود هو مواجهة مشكلة الإرهاب في المنطقة بدل سقوط الأمم المتحدة في العقدة الجزائرية. هذا ما يفترض بكريستوفر روس أن يستوعبه قبل غيره.

من يسقط في أسر عقدة الجزائر تجاه الصحراء الغربية والمغرب يساهم بطريقة أو بأخرى في تشجيع الإرهاب على الصعيد الإقليمي. من يستطيع في نهاية المطاف ضمان عدم وجود علاقة بين "بوليساريو" والشبكات الإرهابية في المنطقة، خصوصا في مالي؟!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المغرب في مواجهة الحرب السياسية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تدبير الوقت وسط "الحرب الباردة" بين المغرب والجزائر
» السؤال الديني والممارسة السياسية في المغرب الحديث ( 1/2 )
» السؤال الديني والممارسة السياسية في المغرب الحديث ( 1/1 )
» جوانب من تاريخ المغرب : المعرفة العلمية في خدمة السلطة السياسية (3)
» فرنسا ترغب في استدامة الشراكات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية مع المغرب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة سـياسة واقتصــاد-
انتقل الى: