العرب أونلاين- زهير دراجي
تحوّل استفزاز إيران لجيرانها الخليجيين بشأن الجزر الإماراتية المحتلة إلى ورطة حقيقية لطهران، بإعلان واشنطن نشر مقاتلات "اف 22" في منطقة لا تبعد سوى بضع عشرات من الأميال عن السواحل الإيرانية.
وبعد الخطاب الإيراني المستفز الذي أعقب زيارة أحمدي نجاد لجزيرة أبو موسى المحتلة، بدت طهران في وضع دفاعي وعلى درجة عالية من العصبية مهدّدة بقطع العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست إن نواب مجلس الشورى ببلاده قد يتخذون قرارا بإعادة النظر في العلاقات بين البلدين.
وما يجعل من هذا التهديد موقفا غير سياسي وأقرب إلى ردّ الفعل العصبي، كون إيران الرازحة تحت حصار دولي خانق هي المستفيد من أي متنفّس مع جيرانها، الأمر الذي يجعلها أحرص منهم على عدم قطع العلاقات معهم.
وبإعلان الولايات المتحدة نشر مقاتلات في المنطقة تكون لعبة الاستفزاز وسياسة الهروب إلى الأمام التي ميزت فترة حكم نجاد لإيران، وواصل انتهاجها في موضوع الجزر الاماراتية المحتلة، قد جاءت بنتائج عكسية وغير متوقّعة حيث وضعت طهران في اختبار قوة مباشر لم تكن تتوقعه مع الولايات المتحدة القوة العسكرية الأولى في العالم.
وعلّق أحد الصحفيين على الحدث بأن رعونة نجاد فتحت الباب لمن يعتبرهم ألد أعداء بلاده ليرابطوا بمزيد من المعدات المتطورة قريبا من حدوده ويفرضوا عليه رقابة مباشرة.
وكان مسؤولون امريكيون أعلنوا الاثنين أن الولايات المتحدة نشرت مقاتلات "اف 22" في الإمارات العربية المتحدة على خلفية التصعيد الايراني بشأن الجزر الإمارتية المتحدة.
واشارت المايجور ماري دونر جونز الى ان "سلاح الجو الامريكي نشر مقاتلات اف 22 في المنطقة.. ومثل عمليات الانتشار هذه تعزز العلاقات بين الجيشين الإماراتي والامريكي وتساهم في تعزيز الأمن الاقليمي وتحسن العمليات الجوية المشتركة".
ومن جهة أخرى أكد تقرير نشرته شبكة فوكس نيوز الامريكية السبت الماضي أن الطائرات الامريكية نشرت في قاعدة تبعد أقل من 200 ميل عن إيران.
ورغم النفي الأمريكي لنية استهداف إيران بعملية نشر الطائرات، إلا أن ملاحظين استبعدوا إمكانية الفصل بين هذه الخطوة والتصعيد الإيراني في موضوع الجزر المحتلة.
وكانت إيران فوجئت بالحزم الإماراتي المدعوم خليجيا في الردّ على الزيارة المستفزة لأحمدي نجاد لجزيرة أبو موسى المحتلة.
ونجح الموقف الإماراتي الحازم ممثلا خصوصا بالتصريحات القوية لوزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، في لفت النظر إلى خطورة الاستفزازات الإيرانية، وإلى جدية النوايا التوسعية لإيران على حساب جيرانها العرب.
وفي تأكيد خليجي على أن التمسّك بالخيار السلمي التفاوضي لحل مشكل الجزر الإماراتية المحتلة ليس دليل ضعف ولا يعني استبعادا نهائيا لخيارات أخرى، قامت قوات درع الجزيرة، الاحد والاثنين الماضيين بتمارين مشتركة في ابوظبي على مستوى القيادة.
واطلق على التمارين اسم "جزر الوفاء" في إشارة الى الجزر الاماراتية الثلاث التي تحتلها إيران.
وهدفت التمارين حسب المشرفين عليها الى اختبار قدرة قوات درع الجزيرة "على تنفيذ المهام الخاصة المحدودة والعمليات الكبرى في السواحل والجزر الواقعة بالمياه الإقليمية في ظل المعطيات الراهنة".
.