أحمد صلاح
للمرة الثانية يصر الرئيس المصري محمد مرسي على استبعاد قطر من اللجنة المكلفة بإيجاد حلول للأزمة السورية بعد ان أصر على ذلك في القمة الاسلامية الاستثنائية في مكة المكرمة، ويتوقع ان يبحث مرسي مع مسؤولين ايرانيين فكرة انشاء مجموعة اتصال حول سوريا تضم ايران، التي تدعم النظام السوري، والسعودية وتركيا، اللتان تدعمان المعارضة السورية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي "لو كتب النجاح لهذه اللجنة ونحن مصرون على نجاحها ستكون ايران جزءا من الحل وليس من المشكلة وبالتالي نحن دعونا ايران لتكون جزءا من هذه اللجنة الرباعية".
واضاف "اذا كنا نريد ان تحل المشكلة لا بد ان نجمع كل الاطراف التي لها تاثير حقيقي في المشكلة" معتبرا انه "اذا نجحت هذه المجموعة فان ايران ستكون جزءا من الحل وليس المشكلة".
ويثير هذا الاستبعاد استغراب الكثير من المراقبين للعلاقة الوثيقة التي تربط تنظيم الإخوان المسلمين الذي يعتبر مرسي أحد افراده مع قطر، لكن مؤشرات في مصر تدل على ان الرئيس المصري يحاول إبعاد إدارته عن الوقوع تحت تأثير قطر والتمسك بجعل مصر ضمن نادي كبار المنطقة والذي يتكون من السعودية وايران وتركيا حسب وصف أحد المحللين القريبين من جماعة الاخوان المسلمين في مصر.
وأثارت الزيارة المقررة للرئيس المصري محمد مرسى إلى إيران للمشاركة فى قمة عدم الانحياز جدلا واسعا بين الأوساط السياسية فى مصر الأمر الذى أدى الى اشتعال الخلاف بين جماعة الإخوان المسلمين وعدد من الفصائل السياسية فى مصر فى مقدمتها حزب النور السلفى حيث رفضت القيادات السلفية فى مصر زيارة مرسى لطهران بسبب الدعم الإيراني لنظام بشار الأسد في سوريا.
ويتخوف سلفيو مصر من أن يزور مرسي ضريح الزعيم الديني الإيراني الخميني بعد أن روجت صحف إيرانية أن ضمن برنامج زيارة زعماء دول عدم الانحياز زيارة لضريح الخميني وأحد المفاعلات النووية.
وأكد الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، فى تصريحات لــ"العرب" أن زيارة الرئيس مرسي إلى إيران ليست بهدف تطبيع العلاقات مع طهران، وإنما بهدف المشاركة في قمة دول عدم الانحياز.
وقال حسين، إن مرسي سيتناول قضية ثورة الشعب السوري مع المسئولين الإيرانيين خلال قمة دول عدم الانحياز، وسيطالب إيران بوقف الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي لبشار الأسد".
وأضاف حسين ان تطوير العلاقات بين القاهرة وطهران مرتبط بعدة أسباب من بينها تخلي إيران عن دعمها للأسد، وكذلك عدم العبث الإيراني بالأمن القومي لمنطقة الخليج، لأنه جزء من الأمن القومي المصري".
وقال الدكتور أحمد خليل، عضو الهيئة العليا لحزب النور إننا كتيار سلفي نعترف بأننا "موسوسون" تجاه العلاقة مع إيران، وأنه من غير المقبول أن تقوم مصر بتطوير العلاقات مع طهران، في الوقت الذي تدعم فيه إيران نظام بشار الأسد الذي لا يألو جهدًا في إبادة الشعب السوري السني المتطلع لحكم نفسه بنفسه.
وأضاف عضو الهيئة العليا لحزب النور انه عندما يخرج علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني، ويقول إذا سقط نظام بشار الأسد في سوريا، فإننا سندفع بثورة شيعية في الكويت"، مشددًا على أن التيار السلفي كان يتوقع من رئيس مصر، أن يرد على هذه التصريحات العدائية تجاه دولة عربية سنية خليجية بمقاطعة المشاركة في مؤتمر دول عدم الانحياز.
ولفت عضو الهيئة العليا لحزب النور إلى أن لاريجاني لم يتوقف عند ذلك، بل أكد أن وقوف الدول العربية أمام تطلعات إيران الإقليمية، فإن طهران سترد بـ"تسونامي" في الخليج، ولن يتوقف عند البحرين والكويت، موضحًا أن إيران تريد تحييد مصر في صراعها مع دول الخليج، كذلك ضمان مساندة القاهرة لها في صراعها مع الولايات المتحدة بشأن المشروع النووي الإيراني.
وأكد عضو الهيئة العليا لحزب النور أن تقارب مصر من إيران قد يؤدي إلى موجة غضب سلفية تجاه الإخوان، مشيرًا إلى أن الجماعة تعهدت بعدم التقارب مع طهران بسبب سياساتها العدائية تجاه الدول الإسلامية السنّية.
وأوضح خليل أن هناك هاجسًا كبيرًا من استغلال إيران لتطبيع العلاقات مع مصر لنشر المذهب الشيعي، مشيرًا إلى أن الحسنة الوحيدة للرئيس المخلوع حسني مبارك هي عدم تقاربه مع طهران.
من جانبه وصف الشيخ علي غلاب، أحد أعضاء الدعوة السلفية فى بيان لها أن زيارة مرسي لطهران ، مشيرًا إلى أن التقارب بين القاهرة وطهران سيسيء لدور مصر الإقليمي في المنطقة، وسيؤثر سلبيًا على زعامة القاهرة للدول الإسلامية السنية.
وكان المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي، في القاهرة، قد أكد فى تصريحات صحفية له أن هذه الزيارة ستكون الأولى التي يقوم بها رئيس مصري لطهران منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل أكثر من 30 عاما،مشيرا الى أن الزيارة لن تستغرق سوى ساعات وستكون مخصصة فقط لحضور الجلسة الافتتاحية لقمة عدم الانحياز وأوضح، ردا على سؤال بشأن ما أثير من احتمال استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أن الزيارة لن تشمل أي موضوع آخر، مشيرا الى انه سيغادر طهران مباشرة بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية للقمة.