مما لا شك فيه ان الغضب شعور طبيعي، الجميع يشعر به، وينتج عنه رد فعل سريع وهو العصبية، والعصبية سلوك له اسباب ودوافع، ودرجات متفاوتة.فهناك العصبية الطبيعية التي من الممكن تقبلها والتفاهم معها، وتكون مجرد سحابة صيف لا تؤثر ابدا في نفوس الاخرين، وهناك العصبية الزائدة المبالغ فيها، المفرطة التي تحرق الاخضر واليابس، وتقتلع الحب من نفوس الاخرين، وتترك الاثر السيىء على مدار الزمن.
عصبية الزوج مختلفة عن عصبية الزوجة، وان كان الرجل الزوج هو دائما الاكثر عصبية، ويرجع ذلك لان الزوج هو الاكثر تحملا للمسؤولية، وان كانت الزوجة في الفترات الاخيرة ايضا اصبحت متصفة بالعصبية المفرطة خاصة مع الاطفال، ويرجع ذلك الى ان الزوجة في الفترة الاخيرة خرجت الى سوق العمل اكثر من ذي قبل، واصبحت عليها مسؤوليات اكثر داخل البيت، وخارج البيت في العمل؛ مما ادى الى زيادة العصبية والغضب عند النساء، ومما لا شك فيه ان للغضب والعصبية أثر سلبي على العلاقة الزوجية بين الزوج والزوجة، وايضا اثر سلبي ضخم يترك بصمته على نفوس الاطفال، وهذا الاثر كلما تضخم وتعمق واستمر، كلما كان من الصعب معالجته.
لذا، تعرفي على طرق التعامل مع الزوج العصبي، او الزوجة العصبية :
- عدم الاستمرار في مناقشة الموضوع الذي سبب الغضب عندما تبدأ ظواهر الانفعال في الظهور لدى الشخص العصبي، وهذا لا يعني تقبل كل ما يصدر عنه رغبة في تجنب انفعاله، ولكن المقصود إرجاء المناقشة لوقت آخر.
- معرفة الوسيلة التي يفضلها في النقاش، فهؤلاء الأشخاص – في الغالب – لا يفضلون سياسة الأمر الواقع، والتي هي أصلا عادة سيئة في الحياة الزوجية، ولكنها غالبا ما تكون تحت تأثيرات أكثر سلبية مع الأشخاص الانفعاليين.
- لا يجب الانفعال مع انفعال الشخص العصبي؛ فهذا لا يعالج ابد الامر، بل يزيد الأمر سوء، ويوسع دائرة الخلاف والعصبية، التي من الممكن ان تؤدي الى العنف .
- ا ختيار الأوقات المناسبة للنقاش، فوقت الظهيرة وعند العودة من العمل من أسوأ الأوقات للنقاش وعرض الآراء، ولكن في وقت العصر وبعد الاستيقاظ من نوم القيلولة، يكون الإنسان مستعدا للاستماع لرأي الآخر وللحوار.
- اذا قمت بكل هذه الخطوات على اكمل وجه، فهناك شيء اخر بسيط، وهو استخدام الصبر والصمت أمام عصبية وعدوان الطرف الاخر؛ حتى يشعر بالذنب، وتأنيب الضمير على فعله، ويتراجع عن هذا السلوك والفعل .