عبـد الفتـاح الفاتحـي
وصف الدكتور محمد بنسعيد العلوي المخطط الاستعجالي بالدجل التربوي. وذلك خلال كلمته في الجلسة الثانية من الندوة العلمية التي نظمتها مؤسسة علال الفاسي حول موضوع المدرسة العمومية بالمغرب الواقع والآفاق وقال: "إن المخطط الاستعجالي الذي اعتمدته وزارة التربية الوطنية لتجاوز فشل منظومة التعليم يعني باللغة الأكاديمية الدجل".
واعتبر عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط سابقا أن قضية التكوين والاستعجال قضيتان متناقضتان لا تلتقيان.
وحول مسألة الهدر والانقطاع المدرسي أكد بنسعيد العلوي أنها لا يستدعي تقييمها من حيث الكلفة المادية كقضية في ذاتها ولذاتها، ولكن يجب اعتبارها مؤشر تقني دال لمحاكمة المنهاج التعليمي المسؤول والمتسبب فيها.
وشدد عضو اللجنة الثقافية لمؤسسة علال الفاسي على أهمية جودة المنهاج التعليمي وكامل المنظومة التعليمية كعنصر حاسم في تطور الأمم؛ بدليل أن كل أزمة من أزمات ونكسات الأمم كانت على الدوام تطرح من زاوية قضية التكوين والتعليم والمدرسة، وهو ما كان يستدعي القيام بمراجعات شاملة للمنهاج التعليمي.
وأضاف سعيد بنسعيد العلوي أن من بين التحديات التي تعترضنا حين الحديث عن تقويم وتطوير المنهاج التعليمي، كوننا نكون جيل اليوم لأن يكونوا رجالات الغد، وفضلا عن هذا التحدي الموضوعي فإننا نُحْكَم بهاجس تجميع جملة من المعطيات والمعلومات على أساس إدخالها في المنهاج التعليمي وما يترتب عن ذلك من صعوبات على بينة المنهاج وطبيعته.
وتساءل بنسيعد العلوي عن أي شخصية يريد أن نكون اليوم؟ واعتبر أن هذا الإشكال يتحدد من خلال ثلاثة نقط أساسية منها البحث المشترك الوطني الوحيد بين المغاربة.
ذلك لأن كل أمة تضع غايتها الكبرى من التعليم قضية تكوين شخصية بمشترك وطني وحيد، يستوعب الوعي بالخصوصيات المحلية والجهوية.
وأضاف أن المنهاج التعليمي يقتضي الحرص على الانتماء للعصر الذي نعيشه والغاية الكبرى من التكوين لرجالات الغد، غير مشحونة بكم المعارف، بل أن تكون غايته تكوين شخصية معاصرة وذات تكوين معاصر، فضلا على ضبط معاير تكوين الشخصية المغربية عبر أبعاد متعددة منها التربية الدينية واللغة العربية والأمازيغية.