أكدت الجزائر أن بناء المغرب العربي، في عصر التكتلات الإقليمية والدولية “ضرورة حيوية وملحة”، لكنها شددت على أهمية “مقاربة واقعية وتدريجية” تأخذ في الحسبان مصالح بلدان وطموحات شعوب المجموعة الإقليمية، واقترحت كبداية عاجلة “تعاوناً فعالاً” بين الدول المغاربية في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة .
وأعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي خلال اجتماع مع نظرائه المغاربيين في الرباط أمس أن “الجزائر تقترح إقامة تعاون مغاربي حقيقي وفعال في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتجارة الأسلحة والمخدرات والهجرة غير الشرعية” . وأضاف “أمام تسارع الأحداث يجب على بلدان المغرب العربي تنسيق مواقفها كي يصبح اتحاد المغرب العربي شريكاً إقليمياً لا سيما مع الاتحاد الأوروبي”، وجدد تمسك بلاده بالمبادرة العربية من أجل تسوية الأزمة السورية ورفضها أي تدخل أجنبي في سوريا مهما كان شكله .
وكان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة قد قال في رسالة وجهها إلى قادة دول الاتحاد المغاربي إن “تحقيق وحدة المغرب العربي في عصر التكتلات الجهوية والدولية ضرورة حيوية ملحة لتمكين شعوبنا الشقيقة من مواجهة التحديات ضمن تجمع مرصوص البناء وموحد الكلمة” . وجدد بوتفليقة “حرص الجزائر وعزمها على العمل معكم من أجل الحفاظ على هذا المكسب وتطوير هياكله باعتباره عامل تنمية وإطاراً للتكامل والتشاور السياسي” . وأضاف أن “في هذا المسعى يتعين علينا جميعاً العمل وفق مقاربة واقعية وتدريجية تأخذ في الحسبان مصالح بلداننا وطموحات شعوبها” . وخلص إلى القول إنه “لاشك في أن الفرصة سانحة الآن لتحيين التفكير حول التشييد المغاربي المبني على تكامل اقتصادي يرتكز على متابعة سياسات مشتركة في الميادين كافة” .
يذكر أن اجتماع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي في الرباط يهدف إلى إعادة إحياء اتحاد المغرب العربي المنظمة التي ظلت حبراً على ورق منذ تأسيسها في 17 فبراير/شباط 1989 .
.