هسبريس | هـ.تسمارت – م. الطاهري
قال سيف الدين عبد الفتاح، أستاذ النظرية السياسية بجامعة القاهرة،إن المغرب يشكل نموذجا في غاية الأهمية، يجب على الملكيات العربية الاقتداء به في القيام بالإصلاح، مضيفا أن المغرب سبق الدول العربية إلى القيام بإصلاحات مهمة حتى قبل الربيع العربي.
الأكاديميُّ المصريُّ الذي عملَ مستشاراً للرئيس المصري، محمد مرسي، قالَ أمس الخميس، في ندوةِ بكلية الحقوق سلَا، إنَّ فشلَ الثورة المصرية في المرحلة الراهنة، ستكونُ لهُ تبعاتٌ وخيمةٌ على المدَى البعيد، ممَّا قدْ ينذرُ ببقاءِ مصر على حالهَا لمدة قد تصلُ مائة عام، وهوَ ما يستدعِي حسب الباحث المصري، الشُّروعَ فِي مرحلةِ الانتقالِ أو "الإقلاعِ السياسي.
وأعربَ عبد الفتاح، أستاذ النظرية السياسية بجامعة القاهرة، عن أملهِ في أن ينبريَ الشبابُ المصريُّ لإنقاذِ ثورة 25 يناير من الفشل، مؤكداً أنَّ هناكَ حاجةً ماسَّةً اليوم إلى نخبة شابةٍ وجديدةٍ تخرجَ مصر من المرحلة الحرجة التِي تمرُّ بهَا اليومَ، والتي وصفَها بالخطيرة جدًّا والآخذة في الاِنتكاس، مضيفا أن "الخوف حاليا في مصر على الوطن وليس فقط على الثورة".
وفي المضمارِ ذاتهِ، أردفَ عبد الفتاح أنَّ مصر واقعةٌ في الوقت الحاليِّ بين مطرقة نخبة محنطة تريد أن تشكل الوطن على مقاسها ومصالحها، وسندان جماعة سيئة ضيقة الأفق لا تفكر باتساع الموقف على بلاطه، قائلاً إنَّ السلفيين والنخبة والإخوان يشكلونَ مثلثاً جهنمياً، ينبغي العملُ على تفكيكِ أضلاعهِ من خلال نشاط نخبة شبابية جديدة.
ولأجل تفكيك ما نعتهُ بالمثلث الجهنمي، أشارَ الباحثُ المصري إلى أنَّه سيعمل بعد العودة إلى مصر على "الاجتماع معَ الشباب بغيةَ عمل ميثاق للميدان." محيلاً إلى ميدان التحرير الذي إنطلقت منه الثورة، وحددت فيه معالمهَا رُغمَ أنَّ الثورة لا تعنِي حسبَ قوله أنْ يحكمَ الشبابُ، فالمطلوبُ هوَ أن يكونَ ذَا تأثير في المجال السياسي، قطعاً للطريق على أضلاع المثلثِ المذكور، بمَا تحتفظُ معهُ الثورة المصرية بفرداتهَا المتجسدة في طابعهَا السلمي.
وعلاقة بما يسمى في مصر بأزمة الإعلان الدستوري، الذي أصدره الرئيس مرسي، قال المستشار السابق للرئيس، والذي استقال قبل أسبوعين، احتجاجا على ما يعرف بأحداث الاتحادية، إنه "كان يمكن أن يكون هناك طريق آخر غير الاعلان الدستوري، وقد شرنا على الرئيس به لكنه لم يأخذ بمشورتنا".
التدخل الخارجي في مصر كان حاضرا في محاضرة سيف الدين عبد الفتاح، فقد نبه في هذا السياق إلى أن الخارج صار له تأثير كبير في ما بعد الثورة وليس أثناءها.
إلى ذلك دعا أستاذ النظرية السياسية إلى تأسيس علم إدارة المراحل الانتقالية، والتي يعتبرها مراحل ليست استثنائية وعابرة، بل هي مفصلية في حياة الشعوب والدول. وقال إن علم السياسة يجب أن يتحول من علم إدارة الصراع على السلطة إلى علم إرادة الشعوب.
وقدم أستاذ النظرية السياسة خلاصة معرفية لاحتكاكه المباشر بالثورة، وقال إن نجاح المرحلة الانتقالية التي تعيشها الثورات العربية تحتاج إلى تحقيق أربع مستويات من الانتقال، الأول حالي سريع يرتبط بتحقيق الأمن والاستقرار، وتوفير الحاجيات الضرورية، والثاني سياسي يتحقق ببناء نظام سياسي جديدة بناءا انتخابات نزيهة، أما الثالث فمؤسساتي ببناء مؤسسات جديدة تعبر عن روح الثورة، وأخيرا انتقال مجتمعي، وهو الأهم، لكن هذا الاخير لن يتحقق قبل عشر سنوات من قيام الثورة، وقال إن مرحلة الاقلاع السياسي أمامها تحديات، عدد منها تحدي المرجعية، وتحدي الشرعية، وتحدي المواطنة، والمشاركة والفعالية.