هسبريس من الرباط
على بعد أيام قليلة من اختتام الملك محمد السادس لزيارته إلى دول الخليج، يجمع أغلب المتتبعين على الأهمية الاستراتيجية لهذه الزيارة في هذا الوقت بالذات، وهو ما عبر عنه أيضا المحلل الاقتصادي المغربي إدريس بنعلي بالقول: "أعتقد أن قيام الملك بهذه الزيارة، في هذا الوقت بالضبط، هو اختيار جيد".
وأضاف بنعلي في تصريحات خص بها جريدة "هسبريس" الإلكترونية: "السياق الاقتصادي الذي جاءت فيه الزيارة أيضا هو مهم للغاية: ففي الوقت الذي تستفيد فيه دول مثل تونس ومصر من إعانات خليجية مهمة في إطار المرحلة الانتقالية التي تعيشها مثل هذه الدول فإن المغرب يقدم نفسه كمنافس لها من موقع أكثر إيجابية واستقرارا".
المحلل الاقتصادي المغربي يشير أيضا إلى أن التفاعل الكبير لقادة دول الخليج مع زيارة الملك محمد السادس يرجع إلى سببين رئيسيين، الأول: دول الخليج تريد أن تبعث رسالة للمغرب مفادها: لا تذهب كثيرا في الإصلاحات لكي لا تصير ملكية مثالية وتنافسنا نحن "ملكيات الخليج". أما السبب الثاني، حسب إدريس بنعلي دائما، فهو أن الدعم المالي الذي سوف يتلقاه المغرب سيفهم منه رسالة سياسية أساسية يمكن تلخيصا في عبارة "تضامن الملكيات"، وبالتالي فإن هذه الملكيات تقدم نفسها كأنظمة سياسية ناجعة ومتضامنة في مقابل أنظمة سياسية أخرى عصف بها الربيع الديموقراطي، ويشير بنعلي إلى أننه إذا تمكن المغرب من توقيع اتفاقية مع دولة قطر "فسيكون لذلك أثر كبير ومهم على اليد العاملة المغربية".
في هذا الصدد يؤكد الاقتصادي المغربي أنه وبالإضافة إلى التوقيت السياسي للزيارة والذي وصفه بنعلي بـ"الجيد" فإن السياق الاقتصادي أيضا جيد "لأن المغرب في أمس حاجة لهذا الدعم اليوم، وأيضا لأن المغرب يسوق اليوم موقعه الإيجابي أمام دول أخرى ما زالت تعبر عن عدم استقرار"، وختم بنعلي بالقول: "المغرب سجل أيضا نقطة قوية لصالحه بقرار الملك زيارة مخيم الزعتري للاجئين السوريين، وهي الزيارة التي قد تضع مقصورة الديبلوماسية المغربية على السكة الصحيحة في المستقبل".