عاشت مدينة تنجداد بعد زوال يوم السبت 20 أكتوبر 2012 على وقع تهجم هستيري لشاب على مقر بلدية تنجداد حيث أقدم في خلسة على اقتحام غرفة أرشيف الحالة المدنية بعد أن هشم الأبواب و النوافذ، و أدرم النار في أرشيفها، و ذكرت مصادر أن الحريق طال أرشيف الوفيات و الولادات لسنوات 1970 إلى 1990.
تدخل بعض موظفي البلدية لاخماد النيران حال دون انتشار الحريق ليطال كل الأرشيف، و لم يقف المهووس بالعنف عند حد الاعتداء على البلدية، بل صب جم غضبه و بواسطة فأس على الشباك الأتوماتيكي و الواجهة الزجاجية لبريد المغرب، ليكبد هذه المؤسسة العمومية خسائر مالية فادحة جدا، المواطنون مرة أخرى تطوعوا لتوقيف المهووس إلى أن حضر الدرك.
جرى كل هذا في واضحة النهار و في اليوم الذي أغلقت فيه هذه المؤسسات أبوابها، و لحسن الحظ أن الفأس و النار أتت على الممتلكات و لم تكن هناك خسائر في الأرواح، جاءت هذه الحادثة لتعيد إلى الأدهان معضلة انعدام قوات حفظ الأمن بتنجداد، فبعد السيبة التي تعيشها هذه المدينة الهادئة بسبب مروجي الخمور و المخدرات، وكذا بعد استباحة ليلها الساكن باصوات فؤوس تقلع النوافذ للسطو على المنازل الفارغة من ساكنتها، و بعد السرقات المتكررة أيضا للخرفان و المواشي في القصور و النواحي، و بعد الاعتداءات المتكررة على المارة الذين تقطع الطريق أمامهم و يسلبون كل ما في جيوبهم تحت تهديد السيوف و الخناجر، هذه المرة يشهر الفأس في واضحة النهار و أمام مرأى العامة، في صورة فاضحة لانعدام الأمن و تسيب الأوضاع و تهديد الاستقرار، فإلى متى و إلى متى ستتوقف هذه الفوضى؟؟
محمد ض/ م ح