وجّه عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عدة رسائل إلى جماعة العدل والإحسان، محذّرا الجماعة من مغبة "اللعب بالنار" على حد قوله، مُوضحا أن "من سيشعل النار سيكون أول من سيحترق بها".
وأضاف ابن كيران في حوار مطول مع جريدة "الشرق الأوسط" الصادرة من لندن في نسختها ليوم الخميس 9 فبراير الجاري، أن "الإخوان في الجماعة يتكلمون عن الاستبداد منذ 30 سنة.. ونحن نؤمن بدخول المعترك والقيام تدريجيا بالإصلاح" قبل أن يتساءل قائلا: "هل الانتظار سيزيل الاستبداد أم لا؟". مُضيفا أن حزبه "لا يؤمن بهذه الطريقة في التغيير أي أن يظل ينتظر 30 سنة، ويضيف عشرية أخرى ثم تليها عشرية أخرى من الانتظار، بل بدخول المعترك والقيام تدريجيا بالإصلاح".
وتساءل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية خلال حواره مع "الشرق الأوسط" عن وضعية جماعة العدل والإحسان اليوم، وهل هي نفس الوضعية التي كان فيها السيد عبد السلام ياسين محاصرا في بيته؟ مذكرا في ذات الوقت بأن الرجل لم يكن معتقلا أو كان منفيا في بريطانيا مثل راشد الغنوشي. فياسين ـ يضيف ابن كيران ـ كان يعيش بطريقة محترمة في بيت لائق كبير، وجماعته تعقد جلساتها ولقاءاتها.
وشدد ابن كيران من لهجته اتجاه إخوان عبد السلام ياسين حينما ذكّرهم بأن عليهم أن "يفهموا ويعرفوا أن هذه البلاد قائمة على أسس، وأن هذه الأسس إذا أرادوا أن يتحاوروا في إطارها ويتمتعوا بحقوقهم فإنهم مرحب بهم، ولكن إذا كانوا يتصورون أن الدولة ستترك أحدا يروم تقويضها بطريقة أو بأخرى فإنهم مخطئون، وذلك حتى تكون الأمور واضحة بالنسبة لهم ولغيرهم".
وخاطب زعيم حزب "المصباح" جماعة "ياسين في ذات الحوار قائلا: " أقول للإخوان في الجماعة بأنه لا يجوز لهم اللعب بالنار، لأن من سيشعل النار سيكون أول من سيحترق بها".
من جهة أخرى تحدث رئيس الحكومة عن علاقته بالملك محمد السادس، إذ كشف بنكيران في هذا السياق أنه أجرى اتصالا مباشرا بالملك ثلاث مرات (قبل انعقاد المجلس الوزاري الثلاثاء). مشيرا في الآن نفسه إلى أنه والملك يتبادلان الاتصالات كلما كانت الحاجة إلى ذلك.
ولم يفت ابن كيران الحديث عن أحداث تازة التي اعتبر أنها "أحداث تتعلق بمجموعة تتكون من ستة معتقلين متابعين من أجل أسباب واضحة"، مشيرا إلى أن "الأهالي يطالبون بإطلاق سراحهم، وما دامت مطالبهم تتم في إطار قانوني وسلمي فلا مشكلة في ذلك". قبل أن يضيف بالقول: بأن "من سيشعل النار سيكون أول من سيحترق بها، ولهذا يجب على البعض أن يعودوا إلى رشدهم قليلا".
وأضاف رئيس الحكومة في حواره المطول مع الجريدة اللندنية أن "الحكومة عازمة على أن تتحمل مسؤوليتها كاملة لا فيما يخص معالجة الإشكاليات الاجتماعية والطارئة فحسب. فالاختلالات قد تقع في أي وقت، ففي تازة مثلا توصل السكان بفواتير الماء والكهرباء تتعلق بمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، وهي مشاكل تتطلب نوعا من الاتصال المباشر لا فيما يخص معالجة الإشكاليات المستعجلة ولا فيما يخص معالجة الإشكاليات على المدى الطويل مثل التعليم والسكن والصحة حتى لا تبقى رخصة السكن امتيازا، والشغل امتيازا أيضا، فكل هذه الأشياء سنضع لها حدا بحول الله".
.