كمال قبيسي
تم اكتشاف مكالمات هاتفية تؤكد تورط بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد، بمخطط أعده الوزير اللبناني السابق، ميشال سماحة، واعتقل بسببه حين عثروا بحوزته منذ شهرين على متفجرات نقلها بسيارته من سوريا، واعترف بأنها للتفجير في مناطق بالشمال اللبناني من ضمن مخطط لإشعال فتيل حرب طائفية تصرف النظر عما يجري في سوريا.
المكالمات الهاتفية مسجلة، وجرى ضبطها وتحليلها من المخابرات اللبنانية المعروفة باسم "شعبة المعلومات" في قوى الأمن الداخلي، وتؤكد أن شعبان، التي تولت في الماضي وزارة المغتربين في سوريا، "كانت على علم" بما يعد له الوزير السابق بالتكاتف مع اللواء علي مملوك، المسؤول الأمني العسكري البارز في النظام السوري، ومعاونه العميد عدنان، المجهول باقي الهوية.
وما تم كشفه قد يؤدي إلى مطالبة لبنان بإصدار مذكرة اعتقال في حق شعبان والمملوك، لكن برغم أنها قضية حساسة، إلا أن صحيفة "النهار" اللبنانية لم تتطرق إليها حين أتت على ذكر المكالمات الهاتفية في عددها الصادر أمس الجمعة، قائلة إن "شعبة المعلومات" سلمت إلى النيابة العامة العسكرية ملفا إضافيا بقضية سماحة "يتضمن محضرا حرفيا مفرغا لمكالمات هاتفية أجراها سماحة مع شعبان وتثبت أن المستشارة متورطة بمخطط التفجير من خلال علمها به" وفق تعبيرها.
ويتضح من المحضر بوضوح، وبعد تحليل المكالمات، أن سماحة أخبر شعبان بما كان ينويه، وأن الحوار بينهما تناول المخطط وتفاصيله، "وأمكن التأكد من ذلك بعد عمل طويل على المكالمات المسجلة التي ضبطت في سيارة سماحة وفي هواتفه الخليوية"، وأن ضبط مضمون المكالمات "حصل أثناء تفريغ التسجيلات الشخصية لسماحة من هاتفه النقال، وقد سلم المحضر إلى النيابة العامة العسكرية قبل 10 أيام" طبقا لما بثته "قناة الجديد" التليفزيونية اللبنانية ليلة أمس الجمعة.
"الكبير (الأسد) يعلم به وهو وأنا وأنت"
وهناك تفصيل آخر كشفت عنه قناة "أم.تي.في" اللبنانية أمس الجمعة أيضا من أن سماحة "أخبر شعبان بما يخطط له مع اللواء مملوك من نقل للمتفجرات من سوريا إلى لبنان وتفجيرها شمال لبنان".
كما ذكرت "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، نقلا عن مصادر لم تسمها، أن "الملف أحيل على مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي صقر صقر، الذي أحاله بدوره على القاضي رياض أبو غيدا، المفترض أن يستجوب سماحة حول هذا الموضوع لاتخاذ المقتضى القضائي" كما قالت.
وفي قولها إشارة ربما إلى اضطرار لبنان إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق كل متورط بالمخطط التفجيري، وهو ما تطرقت إليه "أم.تي.في" بعبارة: "لغاية اليوم لم تصدر مذكرة توقيف بحق اللواء مملوك، لأن فيها إدانة للنظام السوري، وهناك في لبنان دائماً من يتريث في هذه الخطوة، وحتى في محاكمة سماحة".
وقبل اكتشاف مضمون المكالمات الهاتفية التي أجراها سماحة من هاتفه النقال، ترددت في بداية التحقيقات معه معلومات عن إمكانية معرفة المستشارة بمخطط التفجير، وبشكل خاص اتصال "بينه وبين سيدة سورية في دمشق يوم 7 أغسطس/ آب الماضي، تسأله فيه عن مكان وجود اللواء جميل السيد" فيجيبها بما معناه: "ذهب ليقابل وزير الداخلية (السوري اللواء محمد الشعار) فأنا لدي عمل لا أريده أن يعلم به"، طبقا لما تسرب من ملف التحقيق.
كذلك تسرب من الملف قوله للشاهد ميلاد كفوري إن الأمر "بيعرف فيه (يعلم به) الكبير (الأسد) وهوّي (هو) في إشارة إلى اللواء علي مملوك، وأنا وإنت"، وحين علم كفوري بكل التفاصيل، وقام بتصوير وتسجيل كل ما جرى بينه وبين سماحه بقلم تسجيل متطور، نقل ما علم إلى قوى الأمن اللبناني، ثم غادر لبنان إلى جهة ما زالت مجهولة خوفا على حياته.