رحبت تونس الأربعاء بدعوة ملك المغرب محمد السادس إلى تفعيل اتحاد المغرب العربي التي تشهد مؤسساته جمودا منذ تأسيسيه عام 1989.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية عدنان منصر إن تونس ترحب بالمعاني التي تضمنها خطاب الملك محمد السادس ملك المغرب بمناسبة عيد العرش في الثلاثين من شهر تموز-يوليو الجاري والذي أكد حرص بلاده على التقدم في انجاز الاتحاد المغاربي.
يأتي التصريح بعد أيام قليلة من انتقاد الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي نظام الملكية الدستورية خلال خطاب ألقاه بمناسبة عيد الجمهورية بالمجلس التأسيسي في حضور عدد من السفراء من بينهم السفير المغربي نجيب زروالي.
وأثار الانتقاد لنظام سياسي يتبناه بلد شقيق في المغرب العربي عاصفة من الجدل في تونس كونه يمثل إحراجا للدبلوماسية التونسية. لكن مصادر من الدبلوماسية المغربية نفت ان تكون تلك التصريحات ذات تأثير على العلاقات بين البلدين.
وقال عدنان منصر، في بيان إن تونس ترى "ضرورة نشأة نظام مغاربي جديد لتجاوز حالة التفرقة القائمة بالمنطقة والتصدي لضعف المبادلات بقصد بناء فضاء مغاربي منفتح".
وأضاف أن تونس تعتبر أيضا أن "التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة تمنحنا فرصة تاريخية للانتقال بالاتحاد المغاربي من الجمود إلى حركية تضمن تنمية مستدامة ومتكاملة".
وتعرقل الخلافات الحدودية والسياسية بين دول الاتحاد تفعيل مؤسسات اتحاد المغرب العربي التي تشهد جمودا منذ تأسيسه في عام 1989.
وأحيا الربيع العربي في المنطقة الآمال من جديد بإنعاش الاتحاد. ودعا الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي الذي زار المغرب في شباط-فبراير الماضي إلى تأسيس الحريات الخمس بين شعوب المنطقة وهي حرية التنقل والإقامة والاستثمار والتملك والاقتراع في الانتخابات البلدية المحلية.
وينتظر عقد قمة مغاربية في تشرين أول-أكتوبر القادم في مدينة طبرقة التونسية لبحث مزيد من مقترحات الاندماج.
وقال منصر إن مواقف المغرب تتطابق مع المواقف التونسية وهي توضح الالتزام الرسمي بالاستجابة لطموحات شعوب المغرب الكبير في فضاء حر ومندمج ومتضامن.
وأضاف أن تونس تشكر السلطات المغربية للخطوات العملية التي تقوم بها لتدعيم مسار الاندماج المغاربي وخاصة دفع مساهمتها في رأس مال المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية الذي سيكون أداة عمل اندماجي واسع المدى على المستوى الاقتصادي بين بلدان المنطقة.