هسبريس - طارق بنهدا
أبدى رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، في الجزء الثاني من حواره مع هسبريس، إعجابه وسروره بأداء قيادة حزب العدالة والتنمية وبرؤية عبد الاله بنكيران، الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة، معتبرا إياه نموذجا يقتدى به في البلدان الأخرى..
نفس الإعجاب أبداه أبو الوليد اتجاه تجربة التغيير المغربية وسط رياح الربيع الديمقراطي، والتي، حسب رأيه، تعامل معها الملك محمد السادس بطريقة "حكيمة" و"سليمة"، و"حفظت البلد وعززت وحدته الداخلية واستقراره، وزادته قوة ومنعة وأوجدت حالة من الرضا في الشعب"، يقول مشعل.
كما رفض رمز المقاومة الفلسطينية التعليق السياسي المباشر عن الوضع في سوريا، واختار الحديث بشكل عام، لعدم وجود رؤية واضحة حول مصير سوريا التي كانت عاصمتها دمشق محضنا لمشعل، إضافة إلى قطر، قبل أن يغادرها مع اشتداد التوثر هناك.
شلال الدم لا يزال يسيل في سوريا جراء بطش نظام الأسد، ما موقفكم في "حماس" مما يجري لحد الآن؟
سياسة حماس والفلسطينيين عموما تقتضي ألا نتدخل في الشؤون العربية المحلية، لأن هذه قضايا خاصة بهم.. لكن هذا لا يعني أننا لا نعتني بأمرهم، فمعاناة الأمة تشغلنا وتعنينا، كما أن أفراح الشعوب العربية وأحزانها تعنينا أيضا..
لذلك نحن نتكلم هنا عن المبادئ بعيدا عن الحديث عن كل دولة بعينها.
نقول إذا أننا مع الأمة وتطلعات الشعوب في تحقيق الحرية والكرامة والعزة والتنمية والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد والاستبداد.. لأن هذا حقها الطبيعي.
وندعو حكومات هاته الدول بأن تعطي الشعوب حقوقها، ونتمنى أن يحصل ذلك بعيدا عن الدماء وعن حالة عدم استقرار البلدان.
كما أن كل قطرة دم في الأمة تؤلمنا.. ونتمنى أن تتوقف سيولها ..وأن يتحقق للأمة بما يتفضل الله به من فضل وخير.
كيف قرأتم تجربة التغيير المغربية؟
نحن، ومن خلال زيارتنا للمغرب الحبيب كنا ولا زلنا سعداء بتجربته، وكيف تعاملت قيادته المتمثلة في جلالة الملك بشكل حكيم مع الربيع العربي.
فقد قدمت نموذجا سريعا وسهلا وحكيما مكّن الشعب من ممارسة قدر مهم من مطالبه بطريقة سليمة، حفظت البلد وعززت وحدته الداخلية واستقراره، وزادته قوة ومنعة وأوجدت حالة من الرضا.. وهذا ما نرجوه في البلاد العربية والإسلامية.
حضرتم إلى هنا في أول زيارة وبدعوة من حزب العدالة والتنمية، كيف ترون تجربة هذا الأخير في المغرب؟
نحن سعداء بأول زيارة للمغرب، ونشكر قيادة حزب العدالة والتنمية على دعوتهم لنا وعلى استضافتهم الكريمة.. فقد شاركناهم في مؤتمرهم السابع وكنا سعداء بهذا الحشد الجميل والمهيب، وبالروح التي يعكسها الإخوة المغاربة، رجالا ونساء وصغارا وكبارا، في أدائهم واستقبالهم لضيوفهم..
كما أعجبت وسررت كثيرا بأداء قيادة الحزب وبخطاب الأستاذ عبد الاله بنكيران، رئيس الحكومة، الذي أوافقه في خطابه، لأني أُنظّر لهذه الرؤية في الحرص على استيعاب الآخرين والسماحة في التعامل مع شركاء الوطن وعلى اللغة الجامعة.. مع الجدية في العمل والبناء وتحمل مسؤولية الوطن.
وأعتقد أن الحزب بهذا الرؤية والأخلاق قادر إن شاء الله على النجاح، وأتمنى أن يقدموا نموذجا ويقتدى به في البلدان الأخرى..
ولا شك أن نهوض المغرب هو نهوض للمنطقة.. ونجاح الإسلاميين هنا نجاح للإسلاميين في مناطق أخرى.. ونريد للإسلاميين ولكل تيارات الأمة أن تنجح في خدمة الوطن..