تواصلت الأمسيات الرمضانية لمهرجان جرش للثقافة والفنون لليوم الثالث على التوالي، حيث شهد المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي ليلة احيتها فرقة المقامات العراقية مساء أمس الاربعاء على مدار أكثر من ساعتين.
وأكد رئيس الفرقة حامد السعدي اعتزازه بالمشاركة في مهرجان جرش، مبينا أن الفرقة تهدف من خلال الأمسيات التي تحييها الى الحفاظ على موروث العراق الموسيقي والغنائي الأصيل والمتمثل بالمقام العراقي.
وقال إن هذا اللون من الفن تعلمه وورثه عن أساتذته الكبار خاصة يوسف عمر، مشيرا إلى أهمية استمرار ونشر هذا التراث الى العالم كونه يمثل تراث أعرق الحضارات الإنسانية ألا وهي حضارة وادي الرافدين.
وأضاف أن المقام صيغة من صيغ الغناء في العراق، له من الأصول الثابتة والمتوارثة ما يؤهله لأن يدخل ضمن ما يسمى بالموسيقى التقليدية.
ونوّه السعدي بالتزامه بالمدرسة الكلاسيكية فيما يقدمه من مقامات تحمل انماطا تراثية من الماضي القديم ووفق منظومة تناسب متطلبات العصر الحديث، لافتا الى أن المقامات التي قدمها في الأمسية اتبعت ذوقه كقارىء للمقام.
وحول ما تمثله له المقامات قال ان المقامات تعني له الذكريات العراقية التي تعود بالإنسان إلى أصوله وقيمه ومن خلاله يتذكر زمانه الأصيل.
والمقام في تفسيره الفني صيغة متميزة في المسار النغمي في العراق يعتمد في شكله على عاملين أساسيين هما الصوت والإيقاع الداخلي للمسار المقامي , وعادة يطلق تسمية "القارئ"على مؤدي المقام لأن المقام العراقي يصنف ضمن الموسيقى الصوفية والدينية.
وقدمت الفرقة مجموعة من المقامات بآلات السنطور العراقي والجوزة والناي والطبلة ومن ابزر ما غنته يا اخت غصن البان، والحلوة مرت، وقصيدة العشق للبهاء زهير.
يشار الى ان السعدي ولد عام 1956 في محلة باب الشيخ في بغداد وتربى في بيئة بغدادية محافظة على التقاليد، وكان يستمع منذ طفولته إلى أصوات كبار مطربي المقام أمثال رشيد القندرجي ونجم الشيخلي واهتم بفن المقام العراقي وهو يجيد قراءة جميع المقامات العراقية الأساسية والصعبة.
"بترا"