المصدر:الجزيرة
بالتزامن مع تسارع الأحداث في العاصمة السورية دمشق وأنحاء البلاد أطلق ناشطون دعوات واسعة للعصيان المدني وتكثيف مظاهر الاحتجاجات لتخفيف الضغط عن المناطق المتوترة بالعاصمة، إضافة إلى حملات توعية بتدابير السلامة والإجراءات الاحترازية التي على المواطنين اتخاذها.
وقد أطلقت العديد من تجمعات شباب الثورة السورية تلك الدعوات، ومنها بيان وقعت عليه مجموعة من الناشطين الدمشقيين في الداخل والخارج.
وفي هذا السياق قال الناشط معتصم أبو الشامات للجزيرة نت إن الدعوة موجهة إلى العمال والموظفين والتجار والصناعيين للبدء بالعصيان المدني العام ابتداء من اليوم الخميس 19 يوليو/تموز حدادا على أرواح شهداء سوريا واحتجاجا على سياسة القتل والتهجير والتدمير التي تنفذها كتائب ومرتزقة وشبيحة النظام ضد أبناء مدينة دمشق وسائر مدن سوريا.
وأضاف "إنها دعوة لكافة مناطق ومدن سوريا إلى البدء بإعلان العصيان المدني تمهيدا لشل هذا النظام وتجفيف كافة موارد ومصادر تمويله وإرغامه على الرحيل ونقل السلطة لحقن الدماء والحفاظ على ما تبقى من سوريا ليصار إلى إعادة إعمار البلد وتأهيلها من جديد".
العصيان المدني
أحد ناشطي الثورة قال للجزيرة نت "إن المجتمع السوري أدرك أهمية الحراك المدني الموازي للعمليات العسكرية للجيش الحر، وأبدى تجاوبا مع الدعوات إلى الإضراب في مرات سابقة، والآن يجب التصعيد وصولا إلى الذروة المتمثلة في العصيان المدني".
وأوضح أن العصيان يتمثل في إغلاق الطرقات الرئيسية الواصلة بين المدن وكذلك الطرق التي تنقل عبرها المؤن للجيش والقوى الأمنية، وامتناع الناس عن الخروج إلى العمل، وإيقاف وسائل النقل العامة، وإغلاق طرق السيارات في حالة شلل كاملة للحياة إلى جانب إضراب التجار وإغلاق المحلات والأسواق.
وأشار ناشط آخر بالثورة للجزيرة نت إلى أن الحسم سيكون في دمشق، وأوضح أنه كان "لانتقال العمليات القتالية إلى قلبها وخبر مقتل جنرالات خلية الأزمة أثر إيجابي في رفع معنويات المعارضين"، وأعرب عن اعتقاده بأنها بداية المرحلة الأخيرة للنظام.
كما اعتبر أن الظروف الحالية أصبحت محفزة لحدوث سلسلة من الانشقاقات الكبيرة التي من شأنها أن تتسب في انهيار النظام كليا، وأكد على ضرورة التركيز على دعوة هؤلاء باستمرار وحثهم على الانشقاق بكل الوسائل المتاحة بما فيها مكبرات المساجد.
وأشار إلى أهمية استعداد المواطنين لحماية أحيائهم السكنية بأنفسهم ومنع اقتحامها من قبل الشبيحة، وأيضا حماية المنشآت العامة ومؤسسات الدولة لأنها من أموال الشعب وينبغي الحيلولة دون نهبها.
الاستعداد الطبي
كما أطلقت الدعوات إلى جميع الأطباء والمسعفين وطلاب كليات الطب للتواجد في المستشفيات والمستوصفات والتوجه إلى المشافي الميدانية، وترشيد استهلاك المواد الطبية والأدوية والمواد الغذائية.
أحد صيادلة ريف دمشق قال للجزيرة نت إنه منذ أسبوع لم تصله أي شحنات أدوية بسبب انقطاع الطريق بين العاصمة وريفها، وإن الطلب على الدواء أصبح أكبر خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ويتوقع أن تفرغ محتويات صيدليته من الأدوية خلال ساعات.
وأشار إلى أنه حريص على عدم بيع أكثر من علبة واحدة لكل شخص أيا كان المبلغ المادي لقاء ذلك كي يصل الدواء إلى أكبر عدد من المرضى المحتاجين، وأعرب عن اعتقاده بأهمية ترشيد استهلاكها واكتفاء كل شخص بحاجته من الدواء والغذاء لتصل إلى غيرهم، وذلك في الفترة التي لا تتجدد فيها مخزونات المنطقة من تلك المواد.
كما حث الناشطون المواطنين على التعرف إلى عنوان أقرب طبيب والطريقة المناسبة لإسعاف الإصابات في حال حدوثها ونقلها إلى مركز طبي أو مشفى ميداني.
وسعى الناشطون إلى توزيع مناشير ورقية ونسخ إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل إرشادات للتخفيف من مخاطر القصف وتنصح المواطنين بالنزول إلى الأقبية والاحتفاظ بكميات مناسبة من مياه الشرب وقطع التيار الكهرباء وإحكام إغلاق أسطوانات الغاز والاحتفاظ بها في مكان آمن وإطفاء الأنوار ليلا بشكل جماعي.