بينما تواصلت أمس حملة القمع التي يشنها النظام في سوريا مخلفة عشرات القتلى, اصيب العالم بصدمة مما حدث من جرائم في بابا عمرو في حمص بعد اقتحام الحي, وتوعد اكثر من زعيم غربي الرئيس السوري بشار الأسد بالحساب عن الجرائم التي ارتكبت.
وفيما اعتبر بوادر تغير في الموقف ا لروسي, نفى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين المتوقع ان يفوز في انتخابات الرئاسة غدا أن تكون هناك أي علاقات خاصة مع سوريا، وأكد بوتين في مقابلة مع وسائل إعلام غربية أن روسيا «لا ترتبط بأي علاقة مميزة مع سوريا»، مبررا استخدام موسكو حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرار ضد دمشق في مجلس الأمن الدولي بأنه موقف «مبدئي» في مواجهة وضع «حرب أهلية».
ومن جانبهم توعد قادة الاتحاد الأوروبي أمس كل من شارك في الحملة الدموية التي تشهدها سوريا، بالمثول يوما ما أمام القضاء، وتحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن حالة من «همجية القرون الوسطى» تسود سوريا. ودعا إلى «يوم حساب» يحاكم فيه الرئيس السوري على جرائمه, قائلا «سيدفع يوما ما ثمن جرائمه». ومن جهته أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن بلاده قررت إغلاق سفارتها في دمشق, وقال ان السلطات السورية يجب أن تحاسب أمام المحاكم الجنائية الدولية.
جاء ذلك بعد أن وصل الى باريس الصحافيان الفرنسيان إديت بوفييه المصابة وويليام دانيلز اللذين هربتهما كتيبة الفاروق التابعة للجيش السوري الحر من حمص الى لبنان، بعد ظهر أمس، على متن طائرة فرنسية مجهزة طبيا، فيما لا يزال صحافي بريطاني وآخر إسباني في بيروت.
اما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فقد قالت إن العنف الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه «غير مقبول على الإطلاق». وفي مقابلة مع مجلة «أتلانتك منثلي» قال الرئيس الأميركي باراك أوباما «تقديراتنا تشير إلى أن أيام الأسد معدودة. ولم يعد الأمر يتعلق بـ(إذا) ولكن بـ(متى)» سيسقط نظام الأسد. ومن جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس السلطات السورية إلى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا «من دون شروط مسبقة»، معتبرا أن الوضع في هذا البلد «غير مقبول ولا يمكن التساهل معه».
وميدانيا أوضحت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن عدد قتلى أمس تخطى الـ51، منهم
14 أعدموا ميدانيا في بابا عمرو، و16 من الرستن، و11 من إدلب منهم قتيلان في سراقب، و4 من حلب. وتحدث الناشطون عن مجزرة في الرستن, وأظهرت مقاطع فيديو كيفية قصف المتظاهرين الذين خرجوا في الرستن رافعين لافتات «نستمد القوة من الله» مما أدى لمقتل 16 مدنيا. وفي دمشق، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق إن «آلاف المتظاهرين خرجوا أمس في أحياء العاصمة».