محمد فروانة - خاص النشرة
يحيي الفلسطينيون اليوم ذكرى "يوم الأسير الفلسطيني" الذي بدأوا بإحيائه منذ تاريخ 17/4/1974 وهو اليوم الذي أطلق فيه سراح أول أسير فلسطيني مقابل جندي إسرائيلي اعتقلته المقاومة الفلسطينية، في أول عملية تبادل أسرى من نوعها بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويبدو يوم الحرية هذا العام مختلفاً تماماً عنه في الأعوام الماضية لما يميزه من تنشق 1027 أسيراً فلسطينياً نسيم الحرية ضمن صفقة "وفاء الأحرار" التي تمت بين حركة "حماس" والسلطات الإسرائيلية مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته المقاومة الفلسطينية عام 2006، وكذلك بسبب تصاعد سياسة الإضراب عن الطعام داخل السجون الإسرائيلية احتجاجاً على سياسية الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي والحرمان من الزيارة وانتهاك كرامة الأسرى الفلسطينيين من خلال العقوبات الفردية والجماعية بحقهم.
كما يتزامن هذا اليوم مع بدء 1600 أسيراً فلسطينياً، في مختلف السجون والمعتقلات الإسرائيلية، إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على سياسات إسرائيل القمعية بحقهم.
لا سلام ما دام هناك أسرى خلف القضبان!
يؤكد وزير الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية برام الله عيسى قراقع أنّ هذا اليوم يأتي بمثابة "تأكيد على حق الشعب الفلسطيني في الحرية وإنهاء الاحتلال الظالم، وهو يوم وطني للتضامن مع المعتقلين، ورسالة توجه إلى المجتمع لدولي وكل مؤسسات حقوق الإنسان بأن حرية الأسرى تعتبر مفصلاً أسياسيا للشعب الفلسطيني المحتل وتحتل مكانة كبيرة لدى هذا الشعب، وانه لا يمكن أن يتحقق سلام عادل في المنطقة ما دام هناك أسرى خلق القضبان الإسرائيلية".
ويطالب قراقع، في حديث خاص مع "النشرة"، بضغط عربي ودولي ومحلي أكثر، و"مراجعة لكافة الاتفاقيات الثنائية السياسية والأكاديمية والاقتصادية التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي"، كما يقول، ويشدّد على وجوب إعادة النظر في كل هذه الاتفاقيات ما دامت إسرائيل لا تلتزم ولا تحترم حقوق الأسرى داخل السجون وما زالت تمارس الانتهاكات البشعة بحقهم.
على المقاومة العمل على إطلاق الأسرى
وفي سياق متصل، تناشد الأسيرة المحررة هناء شلبي التي خاضت إضراباً مفتوحاً عن الطعام استمر لـ44 كافة المؤسسات الحقوقية والمنظمات الدولية الوقوف إلى جانب قضية الأسرى الذين يعانون معاناةً شديدة داخل السجون الإسرائيلية، وخصوصاً الأسرى والأسيرات المضربين عن الطعام.
وتدعو شلبي، في حديثها مع "النشرة"، فصائل المقاومة الفلسطينية إلى العمل على إطلاق سراح الأسرى بكافة الطرق والوسائل المشروعة. وتلفت إلى ضرورة استمرار الفعاليات والوقفات التضامنية مع الأسرى الفلسطينيين من أجل نصرة قضيتهم العادلة.
وبحسب آخر تقرير صادر عن "جمعية نادي الأسير الفلسطيني" فإن عدد الأسرى داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية بلغ 7500 أسير فلسطيني وعربي موزعين على 25 سجناً ومعتقلاً، من بينهم 788 أسيرا وأسيرة محكومين بالسجن مدى الحياة، و120 أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً، و3 أسرى منذ أكثر من ثلاثين عاماً، و300 أسير قاصر و36 أسيرة يقبعون في ظروف اعتقال تفتقر لأدنى المقومات الإنسانية.
الأسرى يتعرّضون لشتى أنواع التعذيب
من جهة ثانية يؤكد الأسير المحرر وعميد الأسرى المقدسيين فؤاد الرازم أن الأسرى داخل السجون الاسرائيلية يتعرضون لشتى أنواع العذاب بهدف كسر إرادتهم في الصمود والنيل من عزيمتهم، مشدداً على أنهم ماضون في خطواتهم التصعيدية حتى تحقيق مطالبهم المشروعة.
ويوضح أن الأسرى هم تاج العز للشعب الفلسطيني، "ومن واجبنا تجاههم العمل على تحريرهم بشتى السبل"، مشيرًا إلى أنه لا يزال هناك أكثر من أربعة آلاف أسير ينتظرون الحرية "ولن تكتمل فرحتنا إلا بعد رؤيتهم بين أحضان شعبهم".
ويشير إلى أن الأسرى يعانون من التعذيب الجسدي والنفسي والعزل الانفرادي الذي أدى لفقدان بعضهم بصره، ومنهم من أصيب بمرض مزمن، ناهيك عن كثير من الأمراض الأخرى.