هادي طرفي
بث نشطاء أهوازيون مقاطع فيديو مسربة من داخل سجون الاستخبارات الإيرانية للمعتقلين السياسيين العرب الأربعة الذين أعدموا قبل أسبوعين، أكدوا خلالها على التمييز الذي تفرضه السلطات الإيرانية ضد عرب الأهواز الذين يمارسون حق الاحتجاج السلمي لكنهم يجدون أنفسهم متهمين بمحاربة الله والرسول والفساد في الأرض.
وخاطب النشطاء المنظمات الدولية الناشطة في مجال حقوق الإنسان والمقرر الأممي الخاص بقضايا حقوق الإنسان في إيران أحمد شهيد لتكثيف الجهود من أجل وقف الإعدام، إلا أن الأهوازيين الأربعة أعدموا قبل التمكن من تسريب رسالتهم المصورة.
وأعدم طه وعبدالرحمن وعباس الحيدري وهم ثلاثة إخوة وصديقهم علي الشريفي في 18 يونيو/تموز الماضي رغم المطالب الدولية بعدم تنفيذ الحكم القضائي الصادر بحقهم.
تعذيب نفسي وجسدي
وقال طه الحيدري قبل إعدامه: "أنا من سكان منطقة الملاشية في الأحواز، ولدي طفلان واعتقلت في 20 أبريل 2011، وأمضيت ثلاثة أشهر في معتقل المخابرات الإيرانية، وتحملت أشد صنوف التعذيب النفسي والجسدي في الزنزانات المظلمة وكنت معصوب العينين".
وأضاف: "تم تهديدي وإخوتي وأصدقائي بالقتل إذا رفضنا التعاون وعدم الاعتراف بما كانوا يملونه علينا (...) تعرضنا للتعذيب بحضور أحمدي مدعي عام الشعبة 18 لمحكمة الثورة في الأحواز، وهددنا بالإعدام وحكمت علينا المحكمة التي عقدت برئاسة مرتضى كياستي بالإعدام شنقا حتى الموت".
وتحدث طه الحيدري نيابة عن رفاقه بالسجن قائلاً: "نحن نعيش في حي فقير جدا يسكنه عشرات الآلاف من الأسر، ويقع أمام كبرى شركات الصلب والفولاذ في إيران، لكن غالبية عمالها هم من خارج الاحواز. وحينا يعاني من أعلى نسب الفقر والبطالة وتفشي المخدرات وأدنى مستويات الرفاه المدني والصحي والاجتماعي".
اعتقلنا خلال تجمع سلمي
وأشار الحيدري إلى الثروات الهائلة التي يتمتع بها الإقليم قائلاً: "لم نحصل من حقول النفط والغاز إلا على دخانها. وسحبت السلطات مياه الأنهر من خلال تغيير مسارها الى المناطق الفارسية، ما أدى الى القضاء على الزراعة، كما سلبت شركات قصب السكر الاستعمارية ما تبقى من الأراضي والمياه".
وقال إنه شارك ورفاقه "في انتفاضة 15 أبريل التي اندلعت في ذكرى الاحتلال الفارسي للأحواز أوعربستان، وبعد تسريب وثيقة تابعة لرئيس مكتب الجمهورية آنذاك محمد علي ابطحي تضمنت أوامر بالقضاء على وجود العرب في الأحواز".
وأكد الحيدري قائلاً: "شاركت وإخوتي وأصدقائي في الانتفاضة النيسانية سنة 2005 وكانت ثورة الجياع والحفاة والمظلومين ضد الظلم والتفريس والعنصرية، وكنا نشارك في ذكرى الاحتلال بعدها سنويا حتى عام 2011 حيث اعتقلنا وكانت تجمعاتنا سلمية".
لا نخاف الموت
أما علي شريفي فأكد أن "قوات الأمن واجهت المظاهرات السلمية بالأسلحة النارية والقناصة والغازات السامة والمسيلة للدموع، وشاهدنا بأم أعيننا سقوط عدد من الشباب بين قتيل وجريح".
وشدد قائلاً: "نحن ضد الإرهاب والعنف من أي جهة كانت، وطالبنا بحقوق شعبنا بشكل سلمي عبر التظاهر. نحن أبرياء من هذه الاتهامات الموجهة إلينا، وهي محاربة الله ورسوله والفساد في الأرض، وحكم علينا بالإعدام شنقا في محاكم غير عادلة".
وأكد شريفي: "مظاهراتنا كانت تتم بشكل سلمي للمطالبة بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لشعبنا العربي في الأحواز، لكنا واجهنا حكم الإعدام"، خاتماً نداءه بالقول "إننا نقول هذا ليس خوفا من الموت، ولكن لتجري الأمور كما شاء الرب".
رفات المعدمين
وأكدت السلطات الإيرانية تنفيذ حكم الإعدام بحق النشطاء السياسيين الأربعة، ولم تسلم ذويهم رفاتهم، وقمعت احتجاجات أعقبت تنفيذ الحكم.
يذكر أن النشطاء الأربعة من إقليم الأهواز أو عربستان على الضفة الشمالية للخليج، ويشكل العرب الغالبية العظمى فيه، إلا أنهم يتهمون السلطات الإيرانية بممارسة التمييز العنصري ضدهم ونهب الثروات التي يتمتع بها الإقليم الذي يضم 80% من موارد إيران من النفط والغاز.
ومن جهته النظام الإيراني يرفض تهم التمييز ضد المواطنين العرب، ويتهم جهات أجنبية بتحريض الأهوازيين ضد السلطات.