مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مفاجأة الشعب «غير الثوري» في إيران!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المرضي

المرضي


عدد المساهمات : 264
تاريخ التسجيل : 26/01/2012

مفاجأة الشعب «غير الثوري» في إيران!! Empty
مُساهمةموضوع: مفاجأة الشعب «غير الثوري» في إيران!!   مفاجأة الشعب «غير الثوري» في إيران!! I_icon_minitimeالسبت يوليو 14, 2012 11:15 am



ياسر الزعاترة


في مفاجأة من العيار الثقيل، كشف استطلاع للرأي أجرته القناة الإخبارية في التلفزيون الإيراني أن غالبية الإيرانيين يؤيدون وقف التخصيب مقابل الرفع التدريجي للعقوبات الدولية على إيران.

وكان القناة قد سألت الجمهور عن الطريقة التي يفضلونها “لمواجهة العقوبات الأحادية التي فرضها الغرب على إيران”، طارحة عليهم ثلاثة خيارات هي : “التخلي عن التخصيب، في مقابل رفع تدريجي للعقوبات، إغلاق مضيق هرمز، أو مواجهة العقوبات للحفاظ على الحقوق النووية لإيران”. وكانت المفاجأة أن 63 في المئة قد أيدوا وقف التخصيب، بينما أيد 20 في المئة إغلاق مضيق هرمز، وقال 18 في المئة بأن الأفضل هو مواجهة العقوبات.

وللتقليل من تأثير الاستطلاع، بادر موقع القناة إلى تجميده بعد 28 ساعة من بدء التصويت عليه، موضحا أن قراصنة إنترنت من خارج إيران هم الذين أثروا على النتيجة، في إشارة إلى محطة “بي بي سي”، ومؤكدا أن النتيجة الحقيقية هي تأييد 24 في المئة فقط لوقف التخصيب، مقابل 38 في المئة للخيارين الآخرين. ومعتبرا أن هذه النتيجة (الأخيرة) “ لا تعكس في أي شكل رأي كل، أو حتى غالبية الشعب الثوري في إيران”.

تعكس هذه القصة حجم المأزق الذي يعيشه النظام الإيراني بعد تصاعد تأثير العقوبات الدولية على الشعب، لاسيما بعد دخول قرار الاتحاد الأوروبي حظر استيراد النفط الإيراني حيز التنفيذ مطلع الشهر الجاري، حيث تتحدث التقارير الرسمية عن وصول نسبة التضخم إلى 22 في المئة، وإمكانية وصولها إلى 50 في المئة، مع فقدان العملة الإيرانية لنصف قيمتها بسبب العقوبات.

تطرح هذه القضية أسئلة حقيقية بخصوص موقف الشعب الإيراني من سياسات النظام، ليس فقط حيال المشروع النووي، وإنما عموم سياساته في المنطقة، وهي السياسات التي أخذت تزيد في عزلة إيران بمرور الوقت، مع تأثير كبير على معيشة الناس، فضلا عما تطرحه بشأن أسئلة المستقبل الأكثر صعوبة.

والحال أن الإيرانيين كشعب لا يبدون معنيين (الغالبية في أقل تقدير) بمشاريع التمدد التي يتبناها النظام، وحين كان الإصلاحيون يتظاهرون في الشوارع عشية ما عرف بالثورة الخضراء 2009، كانت إحدى شعاراتهم تقول “لا غزة ولا لبنان، كلنا فداء إيران”.

من الطبيعي أن تحتل القضايا المحلية أولوية في عقل الشعب الإيراني، هو الذي تتمتع بلاده بثروات تمكنها من تأمين مستوىً معيشي جيد له، لكن دخول النظام في مغامرات متواصلة في المحيط، هو الذي لا زال يستجلب العقوبات التي تؤدي بدورها إلى معاناة لأبناء الشعب، من دون أن ينفي ذلك ما تنطوي عليه من غطرسة أمريكية وغربية.

ليس هذا هو المهم، وقد كنا نرى ولا نزال أن الإصلاحيين في إيران أكثر خطورة على المحيط العربي من المحافظين، حتى لو تمثلت مشكلتنا الكبيرة مع الطرف الأخير في مواقفه المعروفة في العراق ولبنان، والأهم في سوريا، والسبب أن الطرف الإصلاحي لا يرى بأسا في التحالف مع المشروع الأمريكي الصهيوني ضد العرب، واستعادة الدور الذي كان يلعبه الشاه من قبل.

مشكلتنا مع المحافظين تتمثل في حالة غرور القوة التي تلبستهم خلال السنوات الأخيرة، وأدت إلى سياساتهم المشار إليها في العراق ولبنان وسوريا، وشعورهم بالقدرة على تحقيق مكاسب أكبر تجعلهم سادة المنطقة بلا منازع، في تجاهل للمحور التركي، والأهم للوضع العربي برمته الذي عاش حالة من الارتباك والبؤس بسبب القيادة المصرية ممثلة في حسني مبارك ونظامه.

اليوم لا يواجه محافظو القيادة الإيرانية أزمة عادية، فقد دخل مشروعهم للتمدد في المنطقة امتحانا عسيرا، وهو يوشك أن يتداعى في ظل ملامح سقوط المحور الإستراتيجي الذي مثله بشار الأسد ونظامه، وحين يحدث ذلك سيكون نفوذهم في العراق ولبنان على المحك، ولن يمضي وقت طويل حتى يتداعى المشروع برمته، لاسيما بعد الربيع العربي ودخول مصر حقبة جديدة، ومعها عدد من الدول الأخرى التي لا تقبل مشروع التمدد المذكور.

في ضوء ذلك، وبعد وقت لن يطول سيواجه المحافظون جماهير الشعب الإيراني، إذ أن مشروع التمدد الذي بذلوا فيه الكثير وأدى إلى ما أدى إليه معاناة قد دخل طور الفشل والتراجع، بينما يعيش الناس ضنك العيش في ظل العقوبات وما سبقها من استنزاف لتأمين متطلبات ذلك المشروع.

إذا لم تحدث المعجزة، ويتغلب العقل، فإن الإصلاحيين سيجدون في المعطيات الجديدة فرصة للتحرك الشعبي على غرار الربيع العربي من أجل إسقاط حكم المحافظين، ويتوقع أن يجدوا من الناس الكثير من التأييد، لاسيما أن التغيير من خلال انتخابات حرة ونزيهة لن يكون ممكنا على الأرجح.

من الأفضل للقيادة الإيرانية أن تغير إستراتيجيتها في التعامل مع عموم المحيط العربي والإسلامي، إذ أن موجة العداء ضدها بعد موقفها من ثورة الشعب السوري لا يوازيها حتى بقاء نظام الأسد، فكيف وهو ساقط لا محال؟! وإذا لم تستعد رشدها وتقبل بتعايش إيجابي وفق أسس جديدة مع ذلك المحيط، فإنها ستكون الخاسرة بكل تأكيد.

نقلاً عن جريدة "الدستور الأردنية"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مفاجأة الشعب «غير الثوري» في إيران!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تكنولوجيا إيران وخبراؤها في معركة ذبح الشعب السوري
» الحرس الثوري الإيراني يرسل 15 ألف من أفراده لدمشق
» النيجر تفجر مفاجأة بضم اللاعب الساعدي القذافي لمنتخبها الوطني
»  المغاربة يتضامنون مع الشعب السوري بالدار البيضاء
» الزاكي يتأسف لعدم احترام إرادة الشعب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة سـياسة واقتصــاد-
انتقل الى: