عبد المغيث جبران / هسبريس
وافق الشيخ بن سالم باهشام، عضو رابطة علماء المغرب، ما ذهب إليه فقيه المقاصد الدكتور أحمد الريسوني حين قال إن "الركوع والسجود في الإسلام لا يجوز لغير الله تعالى، ولا يكونان لبشر حي ولا ميت"، منتقدا ما سماه "المشهد المُشين والمهين الذي يتكرر علينا كل سنة فيما يسمى حفل الولاء، حين يُجبَر جموع من الناس على الركوع الجماعي للملك وفرسه".
وقال الشيخ باهشام، في تصريحات خص بها هسبريس، إن تحريم الركوع للبشر كيفما كانوا هو واقع شرعي، فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى على أن يقوم الناس للشخص، فما بالك بالركوع أو السجود للشخص، مشيرا إلى أن مثل هذا الفعل لا يقوم به العبد إلا لله تعالى وحده.
وأوضح باهشام بأن الحكمة والعلة توجدان في صلاة الجنازة حيث لا يوجد فيها سجود ولا ركوع دفعا للتلبس حتى لا يسجد الناس للميت، وبالتالي فإن تلبُّس العبادة بالحي هو أخطر وأشنع، مضيفا أن الركوع للأشخاص لم يعد موجودا في العالم كله باستثناء المغرب الذي ما تزال فيه مثل هذه المظاهر المشينة.
واستطرد باهشام بأن هؤلاء الذين يركعون للحاكم لا يعبدون الشخص في حد ذاته، بل يعبدون المال الذي يمتلكه والسلطة التي في يده والحظوة التي لديه، مستدلا بالحديث النبوي الذي مفاده "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميلة، تعس عبد الخميصة..".
وشدد الداعية، في حديثه لهسبريس، على أن الخضوع للحاكم والسجود له وتقبيل يديه من خلال الركوع له من أجل سلطته وحكمه هو حرام قطعا، وإهانة للدين، وذلة للنفس.
وبخصوص من يقيس الركوع للحاكم على تقبيل المسلم يدي والديه وهو في وضعية ركوع، أجاب الشيخ بنسالم باهشام بأن تقبيل اليدين والرجلين للعلماء والوالدين جائز شرعا ولا شيء فيه، فهو إجلال واحترام لهم واعتراف بفضلهم ومكانتهم، بخلاف الركوع للحاكم طمعا أو خوفا، مشيرا إلى أن هناك أيضا من قد يتعلل أيضا بسجود والدي وإخوة يوسف عليه السلام له، وهنا يجب الرد بأنها كانت عبادة أولئك القوم في ذلك الزمان.