الرباط ـ حسن الأشرف للعربية نت
كشف الشيخ سار، مغني الراب المغربي، أن اللقب الذي التصق به في الفترة الأخيرة، وهو "مغني رئيس الحكومة"، قد ساهم بشكل كبير في تأسيس شهرته الصاعدة لدى فئة الشباب، خاصة عند محبي ومتابعي موسيقى الراب في البلاد، حيث أضحى له اسمه الفني المتميز والمختلف، وسط مغنين آخرين نالوا شهرة كبيرة في الراب مثل توفيق حازب، والملقب بـ"البيغ" أو "الخاسر".
وكان الشيخ سار قد شُوهد أكثر من مرة أمام الملأ وفي مناسبات سياسية وحزبية يغني أو يتحدث إلى بن كيران، رئيس الحكومة الحالية، الذي بدوره سبق أن أشاد بموهبة الشيخ سار حين استمع إلى أغنية بعنوان "ثورة سلمية"، كتبها وأداها مغني الراب الشاب مُوجهاً مضامين كلماتها إلى حزب "العدالة والتنمية" ذي التوجه الإسلامي الذي يترأس الحكومة.
وقال الشيخ سار، وهو شاب في عقده الثاني من العمر، في حوار مع "العربية.نت"، إنه لا يُنكر الدور الكبير الذي لعبه لقب "مغني رئيس الحكومة" في انطلاق شهرته التي لا تزال في بدايتها، خاصة بعد أن أدى عدة أغانٍ خاصة به من موسيقى الراب أمام عبدالإله بن كيران رئيس الحكومة الجديدة بالمغرب.
واستدرك إلياس، وهو اسم الشيخ سار الحقيقي، بالقول إن الذي ساعد أكثر في شهرته هو الفن الهادف الذي قرر أن يتخصص فيه، ويقدمه للجمهور المغربي من أجل تغيير الصورة النمطية السلبية التي بصمت ذهنه إزاء هذا النوع من الفن، مضيفاً أن لقب مغني الحكومة أضحى فقط أداة تجذب الانتباه، لكن بعد الإنصات يمكن للمتلقي التقييم والحكم على الأداء والمضمون، وليس على اللقب.
وحول رأيه في مسألة استثمار موسيقى وغناء "الراب" في خدمة الربيع العربي الذي تشهده المنطقة، قال الشيخ سار إن الفنون بكل أنواعها صارت تساهم بشكل أو بآخر في توجيه مسار الثورات العربية التي حدثت أو التي قد تقع مستقبلاً، فبعد التحرر من الخوف والسكون أصبح الفنانون يمارسون حرياتهم بشكل أوسع وأرحب.
ويشرح الشيخ سار "بعد أن انعتقت الكلمة من قيودها التي كانت تكبلها بها الأنظمة السياسية، أضحى من واجب كل فنان ملتزم بالقضية أن يكون على مستوى التطلعات والجرأة المبنية على أسس متينة في الطرح، لكي تصل رسالة الفن إلى أصحابها"، مردفاً أنه "لو لم تكن رسالتي واضحة وجريئة لما انتشرت بين الشباب، وما كانت لتصل إلى مجالس الوزراء والمسؤولين، وأنا الآن أحمل هذا المشعل بفضل الفرصة التي أتيحت لي لأبلغ صوت الشعب للساسة وأصحاب القرار"، على حد تعبيره.
وعن آخر الأعمال التي أداها مغني الراب الشاب، أفاد الشيخ سار بأنه قدم أغنية تتطرق إلى حدث إضرام شبان حاصلين على شهادات جامعية عليا للنار في أجسادهم، حيث تألم كثيراً لما حدث، فخصص أغنيته التي سجلها قبل أيام، ليندد من خلالها بتهميش الطاقات والكفاءات وجميع الشباب الحاصلين على شهادات عليا، والعاطلين على العمل، الذين ما فتئوا يحتجون ويعتصمون دون كلل ولا ملل.
وأردف "مغني رئيس الحكومة" أنه وصف في أغنيته الجديدة حالة هؤلاء الشباب من الناحية النفسية والاجتماعية، ونظرة محيطهم القريب إليهم، لكنه بالمقابل عاتبهم على خيار الانتحار بأبشع الطرق والوسائل، أي إشعال النار في أجسادهم حلاً لأزمتهم، لأن ذلك ينافي تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يوجب حفظ الحياة وصونها من كل أذى أو إزهاقها دون حق.
واستطرد المتحدث بأنه من خلال أغنيته تلك حاول أن يدعو هذا الشباب اليائس، بطريقة غير مباشرة، إلى التوكل على الله، والأخذ بالأسباب، والتشمير عن الأذرع، والصبر الجميل، والاشتغال في مهن بديلة حتى لو كانت بسيطة، في انتظار أن تتم تسوية أوضاعهم الاجتماعية، معرباً عن تفاؤله بإيجاد الحكومة الجديدة لحلول ناجعة ستضع حداً للمحارق التي صار بعض الشباب يقيمونها في أجسادهم.
ويشار إلى أن مغني الراب "الثائر" سبق له أن قدم أغاني عديدة نالت حظها من الانتشار خاصة منذ انطلاقة الربيع العربي، ومنها أغنية عبَّر فيها عن تضامنه مع معتقلي السلفية الجهادية القابعين في السجون منذ سنوات، وأخرى أصدرها في مايو المنصرم، ضمّنها رسالة إلى ملك البلاد، يقول فيها إن "الشعب يحب الملك، لكنه يكره الوزراء"، وذلك في فترة كانت حكومة عباس الفاسي هي التي تتولى زمام الأمور.
.