مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الترمل بواحة تافيلالت (2)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ادارة المنتـدى
Admin
ادارة المنتـدى


عدد المساهمات : 1842
تاريخ التسجيل : 01/11/2011

الترمل بواحة تافيلالت (2) Empty
مُساهمةموضوع: الترمل بواحة تافيلالت (2)   الترمل بواحة تافيلالت (2) I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 27, 2011 8:29 am


مَحمد المولودي.
باحث جغرافي


يرتبط الترمل بعوامل طبيعية وأخرى بشرية.

1- العوامل الطبيعية:ظروف مناخية قاسية:
تكون جبال الأطلس الكبير شمالا والأطلس الصغير جنوبا حاجزا طبيعيا يمنع تسرب الكتل الهوائية البحرية. فالموقع الجغرافي البعيد للواحة وانفتاحها على الصحراء تعمق من ظاهرة جفافها ودينامية الرياح بها وخاصة بالمناطق السفلى (سهل تافيلالت، حاسي البيض، المعيدر...

2- العوامل البشرية:الضغط على الموارد الطبيعية. تظهر مساهمة المجتمع في ظاهرة التصحر على مستويين: الأول يرتبط بالعلاقة الوثيقة التي ينسجها المجتمع مع محيطه، أي أن ضرورة التعيش تدفع المجتمع إلى استغلال موارد المحيط وثرواته بدون أن يستشعر درجة هشاشة الوسط و حساسيته. والثاني، يرتبط بتأثير الجفاف بعد إنجاز التهيئة الهيدروزراعية الحديثة وما خلفتها من انعكاسات على النسق البيئي.

* التدخلات المتخذة لمكافحة الترمل.

1- مبادرات الفلاحين:منذ مدة طويلة لم يبرح السكان المحليون في مكافحة ظاهرة الترمل. وقد وضعوا لذلك تقنية تقليدية نابعة من تجاربهم المحلية. ومن بين هذه التقنيات: الحجارة، حباك الجريد على جوانب القطع، رفع الرمال... ورغم محدودية هذه التقنيات فقد مكنت الفلاحين على الأقل من التصدي لهذه الظاهرة والحفاظ على ديمومة الوسط، هذا فضلا كون البعض يقاوم الترمل بطريقته الخاصة وبوسائله المتاحة. وهكذا يشكل تدخل السكان المحليين عنصرا أساسيا ومحددا أثناء الأوراش الكبيرة والضخمة لمكافحة الترمل. وإذا كانت الساكنة لم تشارك منذ البداية في برامج المكافحة، فإنها اليوم تلعب دورا مهما في هذا الباب، وذلك بعد عمليات التحسيس التي نظمتها المصالح المعنية وبعض جمعيات المجتمع المدني.


2- تدخل الدولة:من خلال الخسائر الهامة التي أحدثها الترمل، وتدهور المساحات الزراعية أو بالأحرى تزايد المساحات المرملة، أخذت السلطات المحلية وخاصة مصلحة المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بتافيلالت ومديرية المياه والغابات بالرشيدية على عاتقها مسؤولية المكافحة حيث تم إعداد برامج أولية بالمناطق الحساسة.

وتتجلى أهداف هذه البرامج في تجميع السكان وإشراكهم في الأوراش، تعبئتهم وتهييئهم للمشاركة في مجهودات الدولة. فالتعاون بين م.ج.أ.ف.ت. والفلاحين المستفيدين ينظمه اتفاق يحدد تحملات كل طرف. في هذا الصدد يتعهد المكتب الجهوي بتحمل ما يلي: إنجاز البرامج، تأطير الأشغال ومتابعتها، التزويد بالمواد التي تحتاجها الأوراش (الجريد، المصدات، الصفائح الإسمنتية...)، ومقابل ذلك يتحمل السكان المحليون ما يلي: توفير 50% من اليد العاملة طيلة الأشغال، صيانة وحراسة وسائل وأجهزة التصدي. وقد استطاع المكتب الجهوي التخفيف من مضاعفات الوضعية، إذ حققت تدخلاته إلى حدود 1998 ما يلي:
تثبيت حوالي 153هكـ من الأكوام الرملية بواسطة سعف النخيل.
وضع حوالي 3500م خطي من الحواجز الميكانيكية المصنوعة من الصفائح الإسمنتية.
حرث 20 هكـ من الأكوام الرملية بواسطة أغراس تماريك وداتربلكس.
حماية 900 هكـ من الأراضي المستعملة للتنقل والربط.

ورغم هذه المجهودات، فإن المساحات التي غطتها الرمال بواحة تافيلالت تقدر بحوالي 3500 هكـ. وتهدد الرمال اليوم أكثر من 60% من الأراضي الزراعية، وأكثر من 10كلم من مقاطع الطرق. ولأجل حماية هذه المنشآت تم تثبيت حوالي 500 هكـ من الأكوام الرملية

*تقنيات مكافحة الترمل.

إلى حدود اليوم، ركزت أوراش مكافحة الترمل على تقنيات ذات طابع علاجي، إذ انحصرت في تثبيت الكثبان والصيانة بواسطة حباك الجريد وأشرطة التصدي على مستوى قطاعات التراكم، بينما لم تشكل قطاعات التآكل أي موضوع للتدخل. وهكذا يمكن أن تطول مدة التصدي تبعا لتحرك الرمال، وقد تتسع تبعا لتدهور الغطاء النباتي، خصوصا وأن بعض القطاعات الحيوية بالواحة تعرف تغذية رملية مفرطـــة (حنابو، أولاد غانم، هارون، مـــرزوكَة، حاسي البيض، ...).

1-التصدي الميكانيكي:

ويضم التقنيات التي تستعمل وسائل تثبيت مثل اللوحات المتموجة والفيروسيمات Fibrociment، وبعض الوسائل المحلية مثل الجريد، القصب، أغصان الأشجار... هذه الوسائل تهدف كلها إلى التصدي للرمال أثناء هبوب الرياح.
لوحات الفيروسيمات: من بين إيجابياتها سهولة العمل الذي يمكن أن ينتهي في أي لحظة. هذا بالإضافة إلى تطلبها ليد عاملة محدودة. وتعتبر هذه الوسيلة فعالة لكونها تساهم في تسريع وتيرة الأشغال. كما يمكن رفعها إلى الأعلى أثناء اكتساحها. لكن مع ذلك تبقى ذات مزايا سلبية: فإلى جانب نذرتها فإن سعرها مرتفع (105.000 درهم/كلم خطي) وتتطلب صيانة منتظمة.
الجريد: يعتبر وافرا بالمنطقة وخاصة بالنسبة للنخيل المهجور. وتكمن فعاليته في نفاذيته للرياح. لكن يتطلب يد عاملة كثيرة عند وضع الحباك. هذا الأخير يتطلب بدوره كميات كبيرة من الجريد: 16 جريدة/م خطي (0,60 إلى 0,80 درهم/جريدة، وهو ما يعادل 10 إلى 13 درهم/م خطي). وفي حالة اكتساحه بالرمال، فإنه يتطلب وضع حباك جديد. هذا بالإضافة إلى كونه يكون معرضا أكثر لأخطار الحريق. وبالنسبة للخطارات، يتم بناء فوهة العين بأحجار مثبتة من أجل تلافي اكتساحها بالرمال.

2-التصدي البيولوجي:

إذا كان التصدي الميكانيكي يهدف إلى إنشاء حواجز ما بين مصدر الرمل والهدف المراد حمايته، فإن التصدي البيولوجي يستعمل وسائل نباتية حية. فالتصدي الميكانيكي يلعب دورا هاما، لكن لا يمكنه أن يؤمن التثبيت الدائم للكثبان، إذ يتطلب صيانة مستمرة، مما يثقل من سعر الصيانة. ولذلك فإن زرع غطاء نباتي يبقى ضروريا لتدعيم دور الحواجز الميكانيكية وتبديلها على المدى المتوسط والبعيد. يعتبر الغطاء النباتي وسيلة بيولوجية فعالة لمقاومة التعرية.

ولهذا الخصوص يجب أن تكون هذه الوسيلة موازية للمقاومة الميكانيكية. ذلك أنه عندما تتدهور وسائل التثبيت الميكانيكية فإن الوسائل النباتية تقوم مقامها. في هذا الصدد يجب انتقاء النباتات المستعملة في المقاومة، وذلك بالنظر إلى الظروف البيئية الصعبة مثل:Tamarix aphylla و Calligonum azel وAtriplex halimus و Atriplex numularia وcomosum Calligonumو Cornulaca monacanta و Cornulaca monacantha و Nitraria retusa و Stipagrostis pungen و Retama retam.

ولإنجاح الإنبات من الضروري توفر الماء، هذا الأخير يجب تحديده قدر الإمكان ليس فحسب من أجل تقليص سعر استقرار المغروسات ولكن من أجل تلافي زيادة الملوحة في التربة.
تعبر ظاهرة الترمل بتافيلات عن الأزمة البيئية التي تعيشها الواحات عامة. ورغم التدخلات المتخذة لمكافحتها فقد ظلت جل العمليات محدودة ومجزأة يشوبها الكثير من اللبس وتغيب فيها الرؤية الشمولية، الشيء الذي يحول دون بلوغ نتائج ملموسة. وعموما، فإن استراتيجية التدخل في المناطق الواحية يجب أن ترتكز على"التعبئة التشاورية لموارد التنمية المحلية وحماية البيئة"( )، وذلك انطلاقا من ما يلي: - تبني مخطط في إطار مشروع وطني لمكافحة الترمل. - ضبط مناهج المتابعة وتقويم مشاريع المكافحة. - إشراك السكان وتعبئتهم في أوراش العمل.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elkasmi.mountada.net
 
الترمل بواحة تافيلالت (2)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الترمل بواحة تافيلالت (1)
»  جوانب من طقوس عاشوراء بواحة فركلة
» تافيلالت، من التجمع الحضري إلى التشتت القروي (2)
» تافيلالت، من التجمع الحضري إلى التشتت القروي (1)
»  الحكاية الخرافية بواحة فركلة (نموذج الذئب والقنفد)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة واحـــة وسياحـــة-
انتقل الى: