راشد العيد، العربية.نت
ما بين مخاوف هبوب عاصفة ترابية جديدة وتوقعات بانحسار الموجة الحالية، عاش معظم دول الخليج العربي على مدى ثلاثة أيام ظروفاً استثنائية ألزمت الجميع بالبقاء في منازلهم رهن الإقامة الجبرية.
والعاصفة التي لاتزال على أشدها في مناطق من السعودية، انحسرت تدريجياً في الكويت، إلا أن البحرين وقطر مازالتا تعيشان تفاصيلها، فيما تستقبل دولة الإمارات آثارها مصحوبة بالغيوم والهواء البارد.
وتسببت العاصفة الترابية في انعدام الرؤية بمناطق في السعودية والكويت الى صفر بالمئة، فيما تداولت أمس مواقع إلكترونية خبر وصول عاصفة أطلق عليها اسم "الشبح" قادمة من العراق، إلا ان إدارتي الأرصاد الجوية في السعودية والكويت نفتا الخبر.
ولاتزال الفصول الدراسية في بعض المدن السعودية معلقةً لليوم الثاني على التوالي، أما في الكويت فعاد الطلبة لمدارسهم بعد يوم عطلة إجبارية، وفي دولة الإمارات تشير التوقعات الى طقس غائم جزئياً، إلا أن هناك توقعات أخرى بانحسار الغبار تدريجياً اعتباراً من الغد.
وفي البحرين وقطر تشهد حالة الطقس انفراجاً تدريجياً اليوم، وقد سجلت المستشفيات معدلات عالية في المراجعة لمرضى الربو وضيق التنفس بصورة غير مسبوقة، فضلاً عن إصابات حوادث الطرق نتيجة لانعدام الرؤية.
موسم انتقالي وانفصالي
ومن ناحيته أوضح خالد الزعاق، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن "المواسم تنقسم الى قسمين: مواسم انتقالية ومواسم انفصالية، والموسم هذا الذي نعيشه موسم انتقالي وأيضاً موسم انفصالي، ومن ميزات هذه المواسم أن تكون الأجواء مكفهرّة فتخلق سحابة غبارية كثيفة تشكلت في المنطقة الواقعة بين إيران والعراق، كما تخلقت سحابة غبارية ثانية فوق المنطقة الواقعة بين الكويت والعراق، فتماسكت الأيدي وتجاسرتا ودخلتا الحدود السعودية مروراً بجنوب العراق والكويت".
وذكر أن الشهور المنصرمة مرّت بحالة جفاف على المنطقة الواقعة بين العراق وإيران، وهي المغذي الرئيس للغبار الوارد إلى الخليج، ما جعل الرياح الشمالية الشرقية تعمل على تجفيف منابع تخلق السحب المحلية وعلى كسح السحب العابرة، وبذلك كانت السماء صحوة في كل تلك الفترة، حسب قوله.
وأضاف الزعاق أنه "جرت العادة الكونية على أن أي نظام طقسي مهما طالت مدته يخلفه نظام آخر مغاير، وهذا ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية، فدخل علينا نظام طقسي مستورد وأحدث هذا التدخل تصادماً جبهياً فتخلق الغبار".
وأشار إلى أنه من المنتظر أن لا ينقطع معين هذا الغبار حتى يتمايز الصيف الفعلي بعد شهرين من الآن، مضيفاً أنه "سيحمل الغبار أرضيته الثقيلة ويصعد الى طبقات الجو العالية ويتمطى ويتمدد ويأخذ قسطاً من الراحة بين السحب، بينما تبقى أتربته الخفيفة عالقة على شماعة وجه السماء".