عبدالعزيز الدوسري
تتصدر "الشوكولاتة" الأوروبية مجموعات الهدايا التي يجلبها السائح الخليجي إلى أسرته وأصحابه، فهي الخيار الأول، وأحيانا تكون مكملة لهدايا أخرى، بيد أن هنالك أنواعا من الشوكولاتة باهظة الثمن.
وتتنافس دول أوروبية في إنتاج أنواع عديدة من "الشوكولاتة"، حيث اشتهرت كل من سويسرا وبلجيكا وألمانيا وبريطانيا بصناعتها .
ويعتقد السائح الخليجي أن الشوكولاتة الموجودة في أوروبا تختلف كثيرا عما يصدر لنا، أو عن تلك الانواع التي تصنع في الدول العربية، خصوصا وأن الكثير من أنواع الشوكولاتة الغربية، مدة صلاحيتها لشهور قليلة، وهو ما يؤكد أن تلك الأنواع لا تمزج بالمواد الحافظة، وعليه فإن الطعم يختلف.
وفي هذا الشأن، يقول علي الزامل الذي يتواجد في لندن، إن غالبية الأصدقاء يوصونني بإحضار أنواع معينة من الشوكولاتة غير موجودة في الكويت، وهي ليست المرة الأولى، حيث إنني أزور العاصمة البريطانية لندن 3 مرات في العام.
وأضاف الزامل لـ"العربية.نت" أنه غالبا ما يقوم بشراء كميات كبيرة، لدرجة أنه يحتاج أحيانا إلى شحنها، لأن الوزن المسموح به عبر المطار لا يزيد عن 30 كيلو غراما، وفي كثير من المرات تتجاوز كمية الشوكولاتة الـ100 كيلو غراما.
وأكد الزامل انه ينفق أكثر من 1500 جنيه استرليني في كل مرة، بسبب طلبات اصحابه وذويه، مشددا على ان الطعم مختلف تماما عما يتواجد في الاسواق الخليجية.
راشد الهاجري، هو الآخر يؤكد ان الطعم مختلف، مبينا ان جميع انواع الشوكولاتة في الخليج، تجد عليها طبقة بيضاء "بودر"، بينما الشوكولاتة في اوروبا خالية من تلك المادة.
وقال الهاجري لـ"العربية.نت" إنه غالبا ما يقوم بشراء عشرات الكراتين من انواع كثيرة من الشوكولاتة، خصوصا وان هناك انواعا كثيرة غير موجودة، وأي جديد تطرحه اوروبا لا يصل دول الخليج الا بعد عام او عامين.
ورأى الهاجري ان الخليجيين ينفقون كثيرا على الشوكولاتة، خصوصا وانها تعتبر من الهدايا المهمة وترضي بها الجميع بعد العودة.
واضاف الهاجري انه يحرص على توزيع تشكيلة لكل شخص يعرفه.
وأوضح انه ورغم استسهال تلك الهدايا الا انها مكلفة، ويقوم بشراء نوعين، الاول باهظ الثمن، فهناك انواع تباع بالكيلو، وبعضها تصل قيمة العلبة منه الى اكثر من 250 دولار، وهي هدايا لخاصة الأهل والاصدقاء، أما الشوكولاتة المتداولة، فإنها تكون للمعارف، ومع ذلك فهي ليست رخيصة، وعادة ما انفق اكثر من 2000 دولار أمريكي على تلك الهدايا.
نواف العنزي بريطاني من اصول عربية، والذي يعمل كمرشد سياحي للخليجيين، يرى ان غالبية طلبات الخليجيين بشكل عام والكويتيين بشكل خاص شراء انواع جديدة من الشوكولاتة، مبينا لـ"العربية.نت" ان هناك اقبال شديد على الشوكولاتة، وانه احيانا يضطر الى شراء كميات بالآلاف، مدللا على ذلك ان مواطن كويتي طلب منه توفير اكثر من 10 أنواع من الشوكولاتة، وشراء 15 كرتون من كل نوع، بكلفة لا تقل عن 4 آلاف دولار.
وأضاف العنزي ان الطلب يزداد في موسم الصيف، مؤكدا ان هناك ايام لا يستطيع توفير الكميات جميعها، خصوصا اذا جاءته طلبات من عشرات السياح سويا.
ويعتقد العنزي ان الخليجيين ينفقون ملايين الدولارات سنويا على هدايا الشوكولاتة، باعتبارها الخيار الانسب لتقديمها كهدايا لأسرهم واصدقائهم.
وقال العنزي ان لديه عضوية في شركة اغذية "بيست اوي" احيانا تصل مشترياته منها اكثر من 50 الف دولار اميركي فقط هي "شوكولاتة" وبطلب من السياح.
وأضاف العنزي ان الطلبات لا تقتصر على السياح، انما المرضى ومرافقيهم، فبعد رحلة علاج لشهور طويلة، يحملون معهم كميات كبيرة من الشوكولاتة خلال شحنهم لحاجياتهم الشخصية.
أمر شائع
أم ناصر وهي سيدة كويتية، تعترف ان ما يستهويها في لندن بشكل اكبر هي الشوكولاتة الموجودة في محلات هارودز رغم كلفتها الباهظة، فهي تنفق على بعض الانواع اكثر من 8 آلاف دولار امريكي، بالإضافة الى انواع اخرى من الشوكولاتة مثل "غوديفا" وغيرها، لكنها في الوقت نفسه، تشدد على انها كثيرا ما وقعت في فخ "الشوكولاتة" التي تحتوي على جيلاتين المأخوذ من "الخنزير" او هنالك بعض الشوكولات التي تحتوي على مسكرات.
وتضيف ام ناصر انها في مرات معينة تشتري انواع باهظة الثمن مثل شوكوبوليجي من نيبسكيلتز حيث تكلف 3 آلاف دولار للباوند الواحد، وهناك انواع اخرى كثير مثل غوديفا و"ديلا فيي" و"ريتشارت" و"بيير مركولوني" و"دي بوف اند غاليس" وغيرها وتبدأ اسعار "الباوند" من 100 دولار الى 3 آلاف دولار، مؤكدة انها لا تحضر كميات كبيرة من تلك الانواع، ولكنها تختارها للمقربين من اسرتها.
وترى أم ناصر ان صديقاتها ينفقن اكثر منها، فهي تتذكر صديقة لها أنفقت اكثر من 5 آلاف دولار في سفرة واحدة على الشوكولاتة الاوروبية.
وتضيف ان هناك من صديقاتها تحضر كميات كبيرة للتجارة ايضا بين صديقاتها. مبينة ان مثل هذا الامر اصبح شائعا في الكويت ودول الخليج، فتجارة الشوكولاتة في المنازل رائجة ومربحة، واغلب الاسر تفضل الشوكولاتة التي تجلب من اوروبا وان كانت بنفس الطعم الا انها حالة نفسية، مشيرة الى ان اسعار البيع في الخليج باهظة جدا مقارنة بالشوكولاتة المحلية.