أبرزت قناة "بي بي سي" في برنامج وثائقي٬ بثته اليوم الأحد٬ الجهود التي بذلها المغرب للنهوض بتنمية القطاع السياحي٬ والذي يمثل ثاني أكبر مساهم في الناتج الداخلي الخام.
وأوضح البرنامج الوثائقي أن "الحكومة تستثمر مبالغ هامة في مشاريع عديدة لجعل صناعة السياحة تواصل انطلاقتها"٬ مذكرا بأن المغرب نجح في زيادة عدد السياح من 4 ملايين في 2000 إلى 10 ملايين سائح في 2010 ويطمح إلى مضاعفة هذا الرقم بحلول عام 2020.
ومع ذلك٬ يضيف المصدر ذاته٬ فإن هذه الإرادة في تعزيز نمو القطاع السياحي تأثرت بسبب الأزمة المالية٬ إذ "من الصعب على نحو متزايد استقطاب مستثمرين أجانب".
ولإبراز هذه الوضعية٬ سلط مراسل "بي بي سي" الضوء على مشروع موغادور الذي لم يتم استكماله بسب نقص التمويل. ونقل عن السيد أمين العلمي٬ الرئيس المدير التنفيذي لشركة تهيئة محطة موغادور بالصويرة٬ قوله "عندما أطلقنا هذا المشروع في عام 2006٬ لم تواجهنا أي صعوبة في التمويل٬ خاصة ما يهم بناء الفندق الأول٬ لكن منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية٬ أضحى من الصعب الولوج إلى التمويلات البنكية".
وذكرت "بي بي سي" بأن مشروع موغادور وغيره من المشاريع تواصل الاستفادة من دعم الدولة.
ومن جهتها٬ اعتبرت نادية بوري٬ مهنية في قطاع السياحة٬ أنه "بتشجيع استثمارات الدولة في قطاع السياحة٬ يمكننا كسب ثقة مستثمرين أجانب لمساعدتنا على تحقيق طموحاتنا".
وأشار البرنامج الوثائقي٬ من جانب آخر٬ إلى الاستثمارات التي تم ضخها مؤخرا من طرف الصناديق السيادية القطرية والكويتية والإماراتية في الصناعة السياحية بالمغرب.
وفي هذا السياق٬ أوضح المدير التنفيذي لشركة "آبار للاستثمار" الإماراتية ٬ محمد بدوي الحسيني٬ أن الأمر يتعلق باستثمار على المدى الطويل في بلد يزخر بمؤهلات هامة.
غير أن فؤاد عمور٬ أستاذ الاقتصاد في جامعة محمد الخامس بالرباط٬ اعتبر أن المغرب يتعين عليه أن لا يركز اهتمامه واستثماراته حول السياحة الفاخرة فقط٬ إذ "هناك العديد من المجالات الأخرى المرتبطة بقطاع السياحة التي لا تتطلب استثمارات ضخمة٬ مثل السياحة الثقافية ".
.