خالد عويس
أول إشارة إلى مكة، وردت بحسب بعض الباحثين في كتابات اليوناني بطليموس في القرن الثاني الميلادي، ويذهب البعض إلى أن الإسكندر الأكبر غشيها أيضاً على الأقل هذا ما تثبته لوحة تشكيلية تصوّره عند الكعبة.
أما الرحالة الأشهر ابن بطوطة فلم يوفر إعجابه الفائق بها، وهو الذي افتتن بالحرم وزمزم والصفا والمروة.. وكذا المعالم والتقاليد.
وفي كتاب البلدان وصفها اليعقوبي بدقة وكذا فعل زكريا بن خطاب وناصر خسرو الذي تحدث عنها بإسهاب في كتابه "سفرنامة".
وعرج عليها أيضاً ألمع رحالة الأندلس، ابن جبيرالذي رسم الطريق إليها كاملاً وتعمّق في وصفها، ومرّ بها البرتغاليان كابوت وجريجوري كوادرا.
وزارها كذلك قبل أكثر من 120 عاماً الرحالة الفرنسي جرفيه كورتلمون الذي تقصى التفاصيل الصغيرة بعيني مصوّر محترف.
ويبدو أن شغف الغربيين بمكة كان دافعه دراسة الأثر الروحي لهذه المدينة القديمة على المسلمين في فجاج الأرض.
كما فتنتهم أيضاً الصعاب والمشاق الهائلة التي لم تثن المسلمين عن الذهاب إلى مكة..
واليوم.. ها هي مكة لا تزال في قلب الشغف العالمي..
معرضٌ هو الأول من نوعه ينظمه على مدى ثلاثة أشهر المتحف البريطاني في لندن بالتعاون مع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وعروس المعرض هي مكة وسط احتفاء بالغ، دعا الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني للحديث قائلا "من خلال المعروضات..فإن ما نراه هنا يعكس بحق الشخصية العالمية للحج، إننا نحترم الحرمين الشريفين ومع ما يتوفر فيهما من خدمات مميزة للغاية تسهّل على الحجاج تأدية شعائرهم".
وضم المعرض مقتنيات نادرة تتعلق بمكة وتاريخها وثقافتها، كسوة الكعبة.. ونسخاً قديمة من القرآن.. ومخطوطات.. وأواني.. وصوراً تاريخية لرحلات الحجاج.. ومجسمات للكعبة.
,