لندن-العرب أونلاين
تسارعت الأحداث في التعاطي مع إسقاط سوريا لطائرة استطلاع تركية.
ويجتمع الثلاثاء حلف الناتو لتدارس الأمر، بالمقابل أعلنت بريطانيا أنها في حالة تأهب لأي نشاط عسكري في سوريا.
ويأتي اجتماع الناتو تلبية لطلب من تركيا، للبحث في مسألة إسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة تركية.
ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية عن مسؤولين دبلوماسيين أن تركيا "ستتشاور مع حلفائها في الناتو الثلاثاء تحت المادة الرابعة من الميثاق التأسيسي للحلف".
وذكرت أن تركيا طلبت عقد اجتماع "الناتو" بشأن حادثة إسقاط المقاتلة التركية.
وأجرى وزير الخارجية التركي داوود أوغلو محادثات مع نظرائه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والبريطاني ويليام هيغ والفرنسي لوران فابيوس، والممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، حول الحادثة.
وشملت اتصالات داود أوغلوا أيضاً نظراءه الروسي سيرغي لافروف، والإيراني علي أكبر صالحي، والسعودي سعود الفيصل، إضافة الى أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي.
وقال أوغلو في مقابلة أجرتها معه قناة "تي ار تي هابر" التركية إن القرار السوري بإسقاط الطائرة "إما سلوك غير مهني أو سوء نيّة باعتبار الطائرة التركية تهديداً".
وقال إن سوريا لم تطلق أية تحذيرات لتركيا، مضيفاً "لم تحاول سوريا التواصل مع السلطات التركية، خلال العملية كلّها، بأية وسيلة".
وفي سياق التصعيد، ذكرت صحيفة "ديلي ستار صندي" الأحد أن بريطانيا وضعت مقاتلات على أهبة الإستعداد لشن هجوم على سوريا، بعد تعهد تركيا بالثأر منها لإسقاطها واحدة من طائراتها الحربية.
وقالت الصحيفة إن الرئيس التركي عبد الله غول تعهد أن تتخذ بلاده اجراءً ضرورياً ضد سوريا على الرغم من اعترافه أن الطائرة الحربية التركية ربما كانت بالمجال الجوي السوري عند اطلاق النار عليها واسقاطها.
واضافت أن أية ضربة انتقامية تشنها تركيا يمكن أن تعني مشاركة مقاتلات بريطانية في دعم حليفتها بمنظمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" بأي هجوم جوي على سوريا خلال الأسابيع المقبلة.
واشارت الصحيفة إلى أن الحكومة التركية دعت إلى عقد اجتماعين أمنيين للوقوف على حقيقة ما حدث للطائرة الحربية، قبل أن تشن أي رد.
وقالت ديلي ستار صندي إنه "في حال قررت تركيا الرد باستخدام القوة، فإن دولاً أخرى في حلف الأطلسي، بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة، سيتم اقناعها بدعم هذا التحرك والمشاركة بمهاجمة سوريا.
وكانت الصحيفة نفسها أوردت الأسبوع الماضي، أن أقماراً صناعية بريطانية واميركية تلتقط صوراً لتحركات القوات السورية وتمررها لقادة المعارضة السورية من خلال جهاز الأمن الخارجي البريطاني "إم آي 6" ووكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، ساعدت قوات المعارضة على اجلاء المدنيين من المستشفيات وغيرها من الأهداف قبل تعرضها لهجوم من القوات الحكومية.
كما ذكرت في مطلع حزيران-يونيو الحالي أن مسؤولي الدفاع البريطانيين وضعوا خططاً سرية لإقامة ملاذات آمنة في سوريا، ونشروا وحدات من القوات الخاصة البريطانية وعملاء جهاز "إم آي 6" في سوريا لمساعدة المتمردين بحال اندلاع حرب أهلية فيها.
ويقول متابعون إن الدول الغربية تحاول أن تجعل قضية الطائرة مثل قميص عثمان بأن توظف الحادثة لتبرير التدخل العسكري بعد أن فشلت في إيجاد مسوغات قانونية خلال الأشهر الأخيرة في ظل الرفض الروسي القطعي.
وفي سياق الرفض الروسي للعبة التدخل الخارجي، نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر عسكري قوله إن من المتوقع أن تبحر سفينة تحمل طائرات هليكوبتر روسية عائدة إلى سوريا ترافقها سفينة واحدة أخرى على الأقل.
وكانت السفينة أعيدت من قبل بعد إلغاء تأمينها.
ولا يستبعد المتابعون أن تزيد هذه الخطوة من حالة التوتر العسكري بالمنطقة.