مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أحباب الله: صدمات وعذابات نار القمع السياسي في تونس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المرضي

المرضي


عدد المساهمات : 264
تاريخ التسجيل : 26/01/2012

أحباب الله: صدمات وعذابات نار القمع السياسي في تونس Empty
مُساهمةموضوع: أحباب الله: صدمات وعذابات نار القمع السياسي في تونس   أحباب الله: صدمات وعذابات نار القمع السياسي في تونس I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 22, 2012 10:05 pm



انضافت إلى المكتبة التونسية والعربية رواية جديدة يمكن تصنيفها ضمن أدب السجون، وتكتسي هذه الرواية أهميّة بالغة جدّا لأنّها أوّل عمل أدبي يروي عذابات من اكتووا بنار القمع والاضطهاد السياسي والديكتاتورية في تونس زمن نظاميْ الحبيب بورقيبة وبن علي معا.

رواية "أحباب الله"، للصحفي التونسي كمال الشارني، صدرت عن "منشورات كارم الشريف" لصاحبها الإعلامي التونسي كارم الشريف. و توزّعت أحداثها على 206 صفحات في طبعة أنيقة جدّا من الحجم المتوسّط أشرف على تنفيذها فنّيا الفنّان التشكيلي التونسي حسين مصدق بمشاركة إبراهيم بن هقي، وقام بمراجعتها لغويا الأستاذ محمد الثابت، وطبعت بمطابع "المغاربية للطباعة وإشهار الكتاب"، وتقوم بتوزيعها "الشركة التونسية للصحافة" داخل تونس و"شركة ليبيا المسقبل للخدمات الإعلامية" لصاحبها السيّد محمّد الشويهدي بليبيا. وستكون حاضرة بمعرض الكتاب الدولي بالمملكة العربية السعودية.

وتتضمّن رواية "أحباب الله" إضافة إلى تمهيد بمثابة المدخل حمل تسمية "للتاريخ"، فصولا ثلاثة أوّلها "الجوع والجنون" وثانيها "تاجروين: لسنا مسؤولين عن سلامتك" وثالثها: "الأب الغائم".

و"أحباب الله" هي "رواية سيرة" عن مرحلة شديدة البؤس من تاريخنا الوطني الحديث عندما كانت أجهزة القمع في الدولة البوليسية ترمي بالتلاميذ إلى المعتقلات وتخضعهم للتعذيب الوحشيّ لمجرّد خروجهم في مظاهرات احتجاج على الوضع المتردّي الذي كانت تعيشه البلاد، كما أصدر القضاء التونسي عشرات الأحكام بلغت خمس سنوات سجنا لمجرّد خروج تلاميذ في مظاهرة سلميّة.

المؤلّف كان أحد هؤلاء، وقد نال عقابا بالسجن مدّة خمس سنوات قضى منها ثلاثا بين سجنيْ الكاف والقصرين الشهيرين بظروف العقاب القاسية، يقول إنّه كتب المادّة الأوّلية لهذا الكتاب سرّا في السجن ويصف ما هرّبه من السجن من مذكّرات بأنّه "غنيمة حرب"، وجاء في تقديم الكتاب: "تعرّضت في سجن الكاف ثمّ في سجن القصرين إلى 6 عمليات حجز لكلّ ما كتبته وثلاث عقوبات بالسجن الانفرادي في سجن القصرين، لكنّي تعلّمت أيضا كيف أعيد كتابة تلك المذكّرات معتمدا على غريزة الحفظ التي يطوّرها السجين لإبقاء ذكريات ما قبل السجن حيّة لكي يحافظ على حبّ الحياة.

كما اعتمدت على المواهب الجماعية للمساجين في ابتكار طرق لا يتوقّعها السجّان للحصول على الورق والأقلام والاستمرار في الكتابة... وعندما غادرت سجن القصرين، منتصف نهار 6 تشرين الثاني 1988، تمكّنت من تهريب 462 صفحة كرّاس مدرسي، مكتوبة بخطّ اليد بأقلام وألوان مختلفة تتراكم فيها الأحداث وتتكرّر، تبعا للحالة النفسيّة التي كنت فيها عند كتابتها، إنّما كانت مرتّبة بعناية، بالإضافة إلى حوالي 30 قصاصة صغيرة تحتوي على ملاحظات وتواريخ مهمّة كتبتها على مدى عام ونصف من السجن في القصرين".

ويستعرض مؤلّف "أحباب الله" على مدى صفحات الرواية تفاصيل مؤلمة إلى حدّ الصدمة حول ظروف الإيقاف والتعذيب الذي تعرّض له رفقة العشرات من أمثاله من التلاميذ، وعن الصراع اليومي الأليم للتلاميذ المساجين للبقاء على قيد الحياة في السجن والإفلات من الجنون وعالم الإجرام الذي رمت بهم أجهزة الدولة فيه، ثم لاختراع طرق لا يتوقّعها السجّان للبقاء على اتّصال بالعالم الخارجيّ. كما يتطرّق الكاتب لشخصيّة عون الأمن الذي يمارس التعذيب ثم يعود هانئا إلى أسرته، يقبّل أطفاله دون أن يفكّر لحظة في أولئك التلاميذ الصغار الذين رمى بهم في الجحيم، أيضا شخصية السجّان الذي علّموه، دون أيّ أمل في إصلاح ذلك، أنّ المساجين كلّهم هم حثالة الحياة والمجتمع التي تستحقّ ما يحدث لها من تعذيب وإهانة.

عبر ذكريات طفولته، يستعرض الكاتب أيضا في "أحباب الله" الظروف القاسية التي عاشها سكّان الشمال الغربي والتي تجعل الاستمرار في الدراسة أمرا مستحيلا، ونضالات شباب وتلاميذ الشمال الغربي في سنوات الثمانين، حملات الطرد التعسّفي من الدراسة لإخضاع التلاميذ ومنعهم من التفكير خارج الخطاب الرسمي للدولة.

"أحباب الله" رواية أخرى تثري المكتبة التونسية يقول عنها المؤلف أنّها: مساهمة متواضعة في حفظ تاريخ ما حدث لنا، ما عاشته أجيال من التلاميذ في بلادي، ما عاشه "أحباب الله".

وكمال الشارني - مؤلّف الرواية- من مواليد أيلول 1965 بمنطقة "سركونة"، شمال مدينة الكاف، زاول تعليمه الإبتدائي بمدرسة سدّ وادي ملاق، والثانوي بالمعهد الفنّي ثمّ المعهد المختلط بالكاف، فالمعهد الثانوي بمدينة تاجروين حيث تعرّض للإيقاف والمحاكمة إثر تظاهرات تلمذيّة عنيفة ونال حكما بالسجن مدّة خمسة أعوام ونصف من أجل ذلك، قضى منها ثلاثة أعوام ونصف بين سجنيْ الكاف والقصرين. وهو صحفي تونسي محترف منذ 1989، خرّيج معهد الصحافة وعلوم الإخبار.

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أحباب الله: صدمات وعذابات نار القمع السياسي في تونس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فضاء السجن: جدلية القمع والحرية
» الأمم المتحدة تتبنى قرارا يدين القمع في سوريا
» أحداث "تولوز" والتسويق السياسي
» مستقبل الإصلاح السياسي في المغرب
» عندما لا يستفيد السياسي من أخطائه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة ادب وشــــــــــــعر-
انتقل الى: