مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السينما المغربية: جدلية التراكم الكمي ورهان الجودة الجمالية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ادارة المنتـدى
Admin
ادارة المنتـدى


عدد المساهمات : 1842
تاريخ التسجيل : 01/11/2011

السينما المغربية: جدلية التراكم الكمي ورهان الجودة الجمالية Empty
مُساهمةموضوع: السينما المغربية: جدلية التراكم الكمي ورهان الجودة الجمالية   السينما المغربية: جدلية التراكم الكمي ورهان الجودة الجمالية I_icon_minitimeالخميس يناير 19, 2012 1:35 pm

عزيز لمسيح – و م ع
حققت السينما المغربية خلال العقد الأخير العديد من الإنجازات على المستوى الكمي من خلال عدد الأفلام التي تم تصويرها ، مما أسهم في تشكل ملامح حساسية سينمائية مغربية متنوعة على مستوى خطابها السينمائي وجمالياتها الفنية واختلاف مرجعيات مخرجيها، غير أن سؤال الجودة وشروط النهوض بصناعة سينمائية حديثة يظل مطروحا على طاولة النقاش العمومي .

في هذا السياق اعتبر عدد من الفاعلين في المجال السينمائي من مخرجين ونقاد استقت وكالة المغرب العربي للأنباء أراءهم على هامش المهرجان الوطني للسينما بطنجة ، أن السينما المغربية حققت تراكما كميا ونوعيا من شأنه أن يفضي إلى إرساء مرتكزات ومعالم مدرسة سينمائية مغربية ذات جودة جمالية تمتاح من الخصوصية المحلية في نفس الوقت الذي تنفتح فيه على التطورات التقنية والفنية العالمية ذات الصلة بهذا المجال.

وفي هذا الصدد قال المخرج داوود أولاد السيد " إننا نفخر لكون السينما المغربية حققت ذلك التراكم المطلوب من حيث عدد الإنتاجات الذي بلغ هذه السنة 23 فيلما ، وهي حصيلة جيدة، حتى ولو لم ترق الجمهور سوى ستة أو سبعة أفلام ...المهم هو أن يساهم هذا التراكم في خلق دينامية فنية تؤسس للجودة المأمولة " ، وهو الرأي الذي يتقاسمه معه المخرج فوزي بنسعيدي الذي سجل تصاعدا مطردا ونوعيا في هذا الاتجاه من شأنه أن يفرز اختيارات فنية ومدراس سينمائية متنوعة.

نفس المنحى ذهب فيه الناقد المغربي محمد باكريم الذي شدد على أن وجود سينما مغربية أصبح حقيقة جلية بعد أن كان سؤالا نظريا في مراحل سابقة مشيرا إلى التنوع والتعدد الذي يسمانها على مستوى الأجيال والمواضيع وأساليب التصوير ونوعية المقاربات .

وقال في هذا الصدد "إن الأمر لم يعد مرتبطا بأرقام بل بمساهمات قوية في مجال النقاش العمومي من خلال السجالات والجدل الذي أثارته العديد من الأفلام من قبيل /ماروك/ و/حجاب الحب/ و/كازا نيكرا/" ، مضيفا أن ذلك كان له انعكاس إيجابي على السينما المغربية تجلى في عودة الجمهور إلى القاعات السينمائية من جديد.

من جهته أكد المخرج الشريف الطريبق على وجود سينما مغربية حاليا من زاوية التراكم الكمي والنوعي وعلى مستوى تقنيات الصناعة السينمائية والاتجاهات الفنية المتبلورة ، موضحا أن الأصداء الطيبة والقوية التي خلقتها السينما المغربية خارج أرض الوطن تؤكد هذه الحقيقة.

وبهدف تطوير هذه الدينامية الإنتاجية والنهوض بالسينما المغربية يدعو أولاد السيد إلى مواصلة الجهود التي بذلت على هذا المستوى وتطوير السياسية الوطنية ذات الصلة بهذا المجال.

ورغم أن السينما المغربية حققت قفزة في مسار إرساء أسس سينما جيدة فالمخرج الشاب ياسين فنان يؤكد "أننا ما نزال في طور البحث عن شروط تحقيق الجودة الجمالية والفنية المطلوبة" ، مشددا على "ضرورة تضافر مختلف الجهود ووضع استراتيجية ثقافية شاملة تدمج السينما في مناهج التعليم وبرامج دور الشباب وعلى المستوى الإعلامي، وتوفير القاعات السينمائية الكفيلة بجدب الجمهور على المتابعة واستهلاك المنتوج الفني والثقافي بشكل عام ، بالنظر إلى أن المنتوج السينمائي هو عملية تجارية وفي نفس الوقت يعكس هوية وصورة البلاد".

وحول جدلية الكم والجودة قال المخرج الطريبق " لقد حققت السينما تراكما مهما ساهم في سيرورة التطور المجتمعي حيث أصبح الممثل المغربي على سبيل المثال نموذجا بالنسبة للأجيال الشابة، بعد أن هيمنت لفترات طويلة نماذج الأفلام الفرنسية والهندية والمصرية والأمريكية" مضيفا أن "سؤال الجودة متروك للتاريخ على اعتبار أن ما يمكن أن يعتبره مهرجان ما فيلما جيدا قد يعتبره آخر فيلما غير ذلك".

ويذهب الناقد باكريم في نفس الاتجاه معتبرا أنه ليس "هناك مجال للقطع في هذه المسألة وإلا سقطنا في مجرد ادعاءات ، على اعتبار أن الأمر يتعلق بمسألة نسيبة، التاريخ هو من سيحكم عليها" .

وعن ملامح السينما المغربية أوضح باكريم أن هناك اتجاهات متعددة تتوزع بين تلك التي تنحو نحو سينما شعبية واسعة الانتشار وأخرى "وسطية" تطمح إلى التعبير عن رؤية المخرج دون القطع مع المشاهد، إلى جانب تيار يشتغل على السينما كرهان جمالي أساسا مع الطموح إلى مصادفة جمهوره الخاص، علاوة على تعدديتها على مستوى الأشكال التعبيرية والحوار والموسيقى ، والشخصيات وانتماءاتها..." .

من جهته قال الشريف الطريبق إن السينما المغربية تتميز "بالتنوع على مستوى تكوين المخرج والتوزيع الجغرافي والمرجعيات السوسيو-ثقافية" ، موضحا أن "التراكم والنقاش الوطني العام حول السينما بإيجابياتها وسلبياتها لا يمكن في المستقبل إلا أن يفرز تلك الجودة المطلوبة التي من شأنها المساهمة في إبراز خصوصية مغربية تشكل علامة تجارية يمكن تسويقها" ، في الوقت الذي أشار فيه المخرج فوزي بنسعيدي إلى تنوع السينما المغربية انطلاقا من اختلاف المخرجين وتوجهاتهم وتباين تصوراتهم واختياراتهم الجمالية والسينمائية..." .

من جهة ثانية وعلى مستوى علاقة السينما بالتحولات الحاصلة بالمنطقة ومدى تفاعلها مع القضايا المجتمعية قال باكريم إن "السينما كانت رائدة في هذا السياق ، من منطلق أن الفن كان دائما وما يزال يحمل ويحلم بالأشياء القادمة المأمولة" مسجلا في هذا السياق أن السينما المغربية كانت سباقة في طرح العديد من القضايا قبل حتى أن يتبناها المجتمع من قبيل قضايا المرأة والهجرة والاعتقال السياسي وسنوات الرصاص مضيفا أن ذلك أسهم بشكل كبير في وضع أسس التصالح مع الماضي والنهوض بواقع ومستقبل البلاد.

غير أن دواود اولاد السيد لا يؤمن بحتمية أن تقوم السينما بطرح القضايا مستطردا "السينما هي الحياة "، رافضا ردة الفعل الفورية اتجاه ما يقع بالنظر إلى أن النموذج الذي يؤسس له ويحلم بترسيخه ، هو "سينما ذات بعد كوني وإنساني يتجاوز الظرفي والزمني"، في حين يعتبر فوزي بنسعيدي أنه لم يحن الوقت بعد لمقاربة هذه التحولات لأن أغلب الأفلام تم تصويرها قبل هذه المرحلة ، مما يتطلب معه البحث عن اختيارات وتقنيات جمالية جديدة تعكس سيرورة هذه التحولات.

أما المخرج نسيم فنان فيرى أن "السينما ما تزال نخبوية ....رغم وجود حساسية سينمائية تتناول قضايا اجتماعية، غير أن ذلك يتم بشكل تقريري في بعض الأحيان"، مشددا على الحاجة إلى "تطوير السينما التجارية التي تقترب في آن واحد من قضايا الشعب وتعكس التحولات الجارية على مستوى المغرب والمنطقة بشكل عام ، وفي نفس الآن تحقق تلك المتابعة الواسعة والجماهيرة الكبيرة". من جانبه يسجل الشريف الطريبق أن السينما واكبت العديد من القضايا والتحولات التي عرفها المغرب من خلال تناول العديد منها ، من قبيل (الهجرة والاعتقال السياسي والإرهاب) ، غير أنه ينتقد عدم الإلمام والمعرفة العميقة بالواقع المغربي وحركيته ، ومن ثمة الانغلاق داخل اللغة السينمائية، مستدلا في هذا السياق بكون "العديد من الأفلام ما تزال تتناول ظاهرة الهجرة بشكل تقليدي رغم التطورات العميقة الحاصلة على هذا المستوى، علاوة على أن أفلاما أخرى غالبا ما تقحم قضية الإرهاب والتطرف بشكل تعسفي وافتعالي في البنية الدرامية للكتابة السينمائية، مما لا يخدم لا الموقف الجمالي ولا الموقف الحداثي في حد ذاته".

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elkasmi.mountada.net
 
السينما المغربية: جدلية التراكم الكمي ورهان الجودة الجمالية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المرأة في السينما المغربية.. بين التنميط والمعالجة المنفتحة
» العريس: السينما المغربية تتقدم حثيثا نحو الريادة عربيا وإفريقيا
»  جدلية العنف التربوي بين الأسرة والمدرسة (1)
» فضاء السجن: جدلية القمع والحرية
» جدلية العنف التربوي بين الأسرة والمدرسة (2)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة ثقافــــة وفنـــــون-
انتقل الى: