سينما المرأة العربية في زمن الثورات وصعود التيارات الإسلامية: جرأة وقضايا تثير الجدل
الأربعاء, 14 ديسمبر 11:41 أ. ف. ب
عن موقع لكم
برزت المرأة العربية في الدورة الثامنة من مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي تختتم فعالياته مساء الاربعاء، كصانعة افلام تثبت اكثر فاكثر حضورها وقدرتها على منافسة الرجل في هذا المجال حيث تنجز اعمالا تتحلى بالجرأة لتتقدم على مجتمعاتها وتسلط الضوء على الزوايا المظلمة فيها بل هي لا تتوانى عن معالجة قصص حميمة أثارت الجدل.
وضمت مسابقة المهر العربي الروائية افلاما لمخرجين شباب مع حضور كبير للاعمال الاولى انجزت عددا منها شابات يتم اكتشافهن للمرة الاولى وهن عبرن بلغات سينمائية مختلفة عن واقعهن.
ففي تجربة اخراجية اولى لفيلم تدور احداثه في غزة، قدمت سوزان يوسف عملا ملفتا ليس فقط لجهة صدق طرحه وانما ايضا في طريقة انجازه وكلفته المادية الضئيلة والإرادة التي وضعت لإنهائه.
وتتمحور قصة الفيلم على قصة حب مستحيل استعارت اشعار قيس وحبه المجنون لليلى لتركب في غزة اليوم قصة مشابهة بين قيس وليلى جديدين يخوضان مهمة تحقيق حبهما المستحيلة.
ففي غزة المحاصرة بالتطرف والاحتلال تعمد "ليلى" الى مواجهة ابيها واخيها ومحيطها بواقعها لتتوازى مقاومتها للاحتلال ورفضها للتعاون معه مع رفضها لكل ما يفرض عليها في حياتها الاجتماعية لكن وفي كلا الجانبين يبدو الرجل اقرب الى التخلي والقبول بالامر الواقع.
تنتفض المرأة، لكنها لا تنتصر بعد اذ ان الخسارة تظل من نصيب من يتحدى كل هذه التقاليد، في مجتمعات غير مهيأة بعد لسماع صوت المرأة المستقل تماما.
هذه الخسارة تعيشها ايضا "داليا" بطلة فيلم "فرق سبع ساعات" للأردنية ديما عمرو التي اختارت، بلغة بسيطة، لكن صادقة كذلك، التوقف عند مشكلة تعاني منها الكثير من الشابات اللواتي يذهبن للدراسة في الغرب ويقعن في غرام شخص من غير بلد ودين.
هذا ما يحصل مع "داليا" التي تعود من الولايات المتحدة لحضور عرس أختها لكن حبيبها الأميركي يحضر لها مفاجأة ويقرر السفر الى الأردن من غير إعلامها ما يوقعها في الحرج ويجبرها على القيام بعملية اختيار ومصارحة والدها بعد ان يمر الفيلم بسلسلة من المواقف التي تعكس اختلاف تعاطي الأسرة والمقربين مع الموضوع.
هذا الطرح لم يسبق عرضه في السينما الأردنية التي أنتجت في السنوات الخمس الاخيرة اعمالا اكثر من أي وقت مضى، ويبدو والد داليا الذي ينتمي لطبقة ميسورة متفهما لابنته لكنه يطلب منها ان تعود الى صوابها وواقعها.
وفي كلا هذين الفيلمين تدخل الشابة في عملية مواجهة وكشف وتسجل موقفا لكنها تميل للانصياع الى رغبات الاهل وتضحي بنفسها بعد ان تقول ما تريد قوله.
وحضر فيلمان آخران مختلفان ضمن مسابقة المهر العربي الروائية لمخرجتين لهما حضورهما الفني في السينما العربية اولهما اللبنانية دانييل عربيد التي تسجل عبر فيلم "بيروت بالليل" عملها الروائي الثالث. وقد منع الفيلم في بيروت قبل ايام.
وتبدو تجربة عربيد مختلفة حيث تتناول موضوع ارتباط مغنية لبنانية شابة بفرنسي يعمل محاميا في شركة اتصالات فرنسية في سوريا قبل ان يتهم بالتجسس. والفيلم يدور في اجواء مشدودة ممتدة على عشرة أيام هي الفترة التي تستغرقها علاقة جنسية مشحونة بالمخاوف والرغبات والعنف لامرأة افتقرت لمثلها مع زوجها الذي يقيم علاقات خارج الزواج.
اما المغربية نرجس نجار فقدمت في "عاشقة من الريف" شريطا اثار جدلا في المغرب حين عرض اخيرا في افتتاح مهرجان مراكش لما تضمنه من مشاهد اعتبرت جريئة جدا. وتدور احداث القصة حول آية الشابة الجميلة المتمردة التي تريد ان تتفتح على الحب وتتماهى مع شخصية كارمن لكنها تعيش في اجواء مهربين عامرة بالحشيش حيث يعمل اخواها لحساب مهرب كبير.
أما في الاعمال الوثائقية المشاركة في مسابقة المهر الوثائقي فكانت المرأة كمخرجة حاضرة على نحو اقل وقدمت مواضيع مختلفة.
ففي حين اختارت ياسمينة عدي من الجزائر فيلما عن ذكرى مذبحة ارتكبت في حق الجزائريين في باريس يوم 17 اكتوبر عام 1961، قدمت تغريد السنهوري المقيمة في بريطانيا فيلما جديدا عن بلدها السودان.
وصور الفيلم من خلال قصة عائلة، سيرة بلد مشرف على الانفصال ويبذل سكانه مجموعة تضحيات وقتلى يموتون في حروب متكررة لن تنتهي باستقلال الجنوب ويحتوي على ارشيف هام عن المسيرة نحو هذا الانفصال وخطابات مسؤولي جنوب السودان ومقابلات مع الترابي وابنه.
وصورت هبة يسري المصرية في "ستو زاد اول عشق" جدتها شهرزاد المغنية التي عرفت ايام عز فني في الماضي قبل ان يغيبها النسيان.
من ناحيته سجل اللبناني رامي نيحاوي في اول عمل له "يامو" بورتريه لوالدته المسيحية التي ضحت بكل شيء من اجل الارتباط بوالده المسلم الذي ينفصل عنها ويتركها لتواجه الحياة وحيدة مع ابنيها مستعرضا من خلال ذلك موضوع الطائفية في لبنان وصعوبة الزواج فيما بين الطوائف والاديان.
وفي تظاهرة "افلام من الامارات" تصدر عمل "أمل" الوثائقي لنجوم الغانم الاعمال المقدمة والتي مزجت بين الوثائقي والقصير متناولا بلغة انيقة متأنية غربة وانكسارات الممثلة السورية امل حويجة التي عاشت فترة في الامارات.
ويرجح فوز هذا الفيلم بجائزة وسبق لمخرجته ان حصلت سابقا في مسابقات خليجية على عدد من الجوائز كما حاز فيلمها السابق "حمامة" جائزتين في العراق وفي مالمو بالسويد.
ويجرؤ فيلم "لندن بعيون امرأة محجبة" الوثائقي القصير لمريم السركال على طرح عدد من القضايا الاجتماعية التي تمس الشابة الاماراتية خصوصا حين تذهب للدراسة في الخارج