هسبريس - إسماعيل عزام
التواجد بمهرجان الفيلم الوطني بطنجة في دورته الرابعة عشر، يقدم فرصة للمتابع المغربي قصد اللقاء بعدد من الوجوه السينمائية التي طبعت السينما المغربية وأثارت الكثير من الجدل كالمخرج نبيل لحلو، صاحب مجموعة من الأفلام السينمائية التي لا تنتهي إلا بالكثير من التساؤلات، والإنسان الصريح الذي لا يعرف شيئا اسمه الدبلوماسية، حيث اعتبرت تصريحاته مادة دسمة لمجموعة من الجرائد على الدوام.
وعودة منه لتاريخ علاقته بالمركز السينمائي المغربي، أوضح مخرج "الحاكم العام لجزيرة شاكرباكربن"، أن السبب في صراعه مع المركظ هي السياسات التي نهجها مديروه على الدوام، فسهيل بنبركة مديره السابق، يقول لحلو، كان يرخص لأفلام أجنبية يظهر فيها المغاربة عراة، حيث يستغل المنتجون الأجانب فقر ساكنة ورزازات كي يستخدمونهم في أدوار جانبية كفيلم ظهر فيه حمام مغربي بنساء عاريات، مضيفا أن ذات المدير، موّل فيلمه الذي تمحور حول معركة وادي المخازن بقيمة 2 مليار سنتيم، ولما تبين له أن الفيلم فاشل، عاد ليغير العنوان والمونتاج، ليحصل مرة أخرى على منحة 120 مليون سنتيم، وهو ما انتقده لحلو علانية وكلفه المنع من الدعم المالي لمدة 10 سنوات.
ورغم حصوله على الدعم مؤخرا، يؤكد لحلو أنه يُعطَى أقل قيمة ممكنة، في الوقت الذي، يعطى فيه لبعض "البغال" السينمائية كما أسماها، منحا كبيرة يسرقون الجزء الأكبر منها، ولا يقدمون سوى أفلام تافهة، ناصحا إياهم بالابتعاد عن السينما وتركها لأصحابها.
وبالانتقال لمحور الإعلام العمومي، انتقد لحلو فرنسته وتأسف على حال اللغة العربية في بلد تعتبر عربيته شأنا دستوريا، وقال إنه ممنوع من الظهور في قنوات فيصل لعرايشي لأسباب لا يعرفها، وحتى عندما طلب منهم عرض بعض اللقطات من فيلمه الجديد "شوف الملك في القمر" الذي يحكي لمحات من تاريخ المغرب، رفضوا الأمر بدعوى حديث الفيلم عن الثورة الريفية، في حين أن "هؤلاء البلداء والمتخلفين لا يعلمون أن الملك محمد السادس، صَالح الريف مع باقي مناطق المغرب" يقول لحلو.
وبالحديث عن مهرجان الفيلم بطنجة، أشار لحلو إلى أن القناة الأولى أنتجت فيلما يتنافس على جوائز المهرجان دون أن تتمكن من عرضه مستقبلا بالنظر إلى اشتماله على السب والشتم في أغلب مَشاهده، وبأن المغرب لا يُنتج قرابة 18 فيلما طويلا في السنة كما يقول بذلك برنامج المهرجان الذي يعرض الحصيلة السينمائية السنوية للمغرب، ولكنه يُنتج فقط ثلاث أو أربع أفلام طويلة سنويا، مادامت الكثير من الأفلام المعروضة، تعود إلى تراكم ثلاث سنوات، ولا يمكن الحديث أنها تعود للسنة المنقضية.
وفي نهاية حديثه لهسبريس، وردا منه على سؤال حول قيمة الأفلام المعروضة التي تفاعل معها الجمهور، قال لحلو إنها أفلام بسيطة وجد عادية، وليس تصفيق الجمهور هو الذي يجعل منها مميزة، مادام قد مُورس على الجمهور في نظره، الكثير من الإسفاف الذي حكم على ذوقه بالتردي، "فالأفلام المعروضة، كـ'خارج التغطية'، و'ملاك'، و'الفردي'، تشبه الضرب على الطعريجة، بينما نحتاج لأفلام تشبه إبداع سمفونية موسيقية" على حد تعبيره.