مسعود هدنة
عيّنت السلطات الليبية، الخميس، سفيراً جديداً في الجزائر بعد أكثر من عام على انتصار الثورة الليبية التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي، وقد عين السفير الجديد بعد 15 شهراً من انتصار الثورة، في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2011.
وبأتي تعيين السفير الجديد بعيد أيام قليلة من زيارة رئيس الوزراء الليبي علي زيدان للجزائر، التقى خلالها بالرئيس بوتفليقة.
واستقبل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة السفير محمد مختار أحمد مازن، الذي قدم له أوراق اعتماده، بصفته سفيراً جديداً لليبيا لدى الجزائر.
وقال السفير الليبي الجديد إنه يتوقع الوصول بالعلاقات الجزائرية الليبية إلى "أعلى درجات التكامل، بالنظر لما يجمع البلدين من علاقات الأخوة والروابط الضاربة في أعماق التاريخ".
وكانت الجزائر قد أعطت في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي موافقتها على تعيين مازن، بصفته سفيراً مفوضاً فوق العادة لليبيا لدى الجزائر.
ويخلف مختار مازن سلفه السابق السفير عبدالمولي سالم غضبان، الذي كان يعد من أقرب المؤيدين لنظام العقيد معمر القذافي، وقد عمل في الجزائر 8 سنوات على فترتين.
ويعتبر هذا التعيين "حدثاً" في البلدين، بالنظر إلى حساسية العلاقة بين البلدين منذ انطلاق الثورة في ليبيا، حيث "تعيب" السلطات الليبية على الجزائر عدم مساندة الثورة على العقيد معمر القذافي، فيما تقول الجزائر إنها لم تساند الطرفين وبقيت على الحياد، وهو ما حدا بالسلطات الليبية إلى اتهام الجزائر بالتحوّل إلى "قاعدة" لإمداد القذافي بمرتزقة أفارقة وبتسخير طائرات لنقل المرتزقة من القارة الإفريقية، الأمر الذي نفته كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا نيابة عن الجزائر.
السفير السابق ساند القذافي
ورفض السفير الليبي السابق مساندة الثوار منذ انطلاق الثورة الليبية، على خلاف القائم بالأعمال الذي ساند الثورة من بدايتها ورفع علم الثورة على مبنى السفارة، فيما رفض السفير ذلك وبقي مصمماً على رفع العلم الأخضر فوق إقامته في ناحية حيدرة بالعاصمة الجزائر.
وقالت مصادر إعلامية إن المجلس الوطني الانتقالي الليبي يعتزم مطالبة الجزائر بتسليم السفير السابق عبدالمولى سالم الغضبان، بعدما أعد له ملفاً قضائياً ثقيلاً فيه اتهامات له بارتكاب جرائم داخل ليبيا.
ومن أبرز الاتهامات الموجهة للغضبان، المشاركة قبل 28 عاماً في حادثة الإعدام الشهيرة داخل الحرم الجامعي وخارج القضاء، للمعارض الليبي المعروف، رشيد كعبار، عندما كان الغضبان ضمن قادة مكتب اللجان الشعبية الموالية لنظام القذافي في كلية الطب، إلى جانب المشاركة في دعم نظام العقيد المقتول معمر القذافي قبل الإطاحة به.