هسبريس - إسماعيل عزام
ذرفت الدمع عندما فازت، ليس في مسابقة للغناء أو لعبة رياضية، ولا مسابقة ترفيهية تنال من وراءها منزل أحلامها، بل تمكنت من كسب 60 مليون سنتيم مغربي في برنامج "تستاهل"، الذي تقدمه قناة "إم بي سي"، والذي يقوم على فكرة مشاركة متسابق من أجل مساعدة الآخرين.
هي سناء الحناوي، المغربية التي تمكنت من تحقيق مشروع جمعيتها بوحدة طبية متنقلة للمناطق الجبلية النائية المغربية تساعد ساكنة هذه النقط البعيدة على الإحساس بدفء الطب بعدما تمكنت منها برودة الأمراض المزمنة وحولت أجساد أفرادها إلى مستعمرات للآلام..
الشابة هي مدونة مغربية منذ العام 2007، وطبيبة متخرجة حديثا من كلية الطب بمراكش.. سناء الحناوي آمنت بمشروعها وقررت أن تشارك في هذا البرنامج الذي يعد النسخة العربية من البرنامج الأمريكي الشهير "You Deserve It "، حيث تمكنت من تسلق المراحل الخمس في الحلقة الرابعة والعشرين.
في كل مرحلة كان لزاما على سناء أن تجيب على عدد معين من الأسئلة كي تتأهل إلى المرحلة الموالية، ما يجعل نصيبها من المال يرتفع، إلى أن وصلت إلى المرحلة الأخيرة واستطاعت أن تخرج بـ263 ألف ريال سعودي، أي قرابة 60 مليون سنتيم مغربي كقيمة نهائية، دون أن تستنزف رصيدا كبيرا من مؤشرات المساعدة المالية التي يقدمها منشط البرنامج والتي يتم خصم قيمتها من الجائزة.
هذه القيمة، التي تعد أكبر ما تمكن مشارك من ربحه طوال الموسمين الأخيرين من المسابقة، ستساعد سناء وجمعية "بصيص أمل مراكش" على المضي قدما في تحقيق المشاريع التي رغبوا في إنجازها منذ وضعهم لحجر الأساس لهذا التنظيم المدني سنة 2005، خاصة مشروع الوحدة الطبية المتنقلة الذي بقي مؤجلا بسبب العائق المادي.
سناء ورفاقها، المنتمين إلى نفس الكلية، سيتمكنون أخيرا من أن يركبوا تلك العربة المتنقلة التي ستزف الفرحة لساكنة الجبال ممن لا حظ لهم في التنمية ولا نصيب، حيث ستحمل لهم أجهزة طبية لتخطيط القلب والفحص بالصدى وفحص البصر، إضافة لأجهزة التحاليل السريعة وغيرها من الأدوات التي تريد سناء أن تستند عليها لتخفيف العزلة المحيطة بمواطنين عانوا من الإقصاء والتهميش لسنوات غير هيّنة.
جدير بالذكر، أن سناء ليست أول متسابقة مغربية، فقد سبقتها لذات الأمر "كريمة" التي فازت بقيمة مالية مهمة من أجل أن تساعد ابنة عمها في تغيير وضعها الاجتماعي واستكمال تعليمها.. خاصة أن هذه الأسرة تعيش بالصحراء الشرقية للمغرب حيث تنتشر الهشاشة بشكل يضطر الكثير من الفتيات للانقطاع عن الدراسة.