عادل الزبيري
قال ماريانو راخوي، رئيس الحكومة الإسبانية، إن "الاجتماع بداية الطريق لتعميق العلاقات المغربية الإسبانية، لتكون الأكثر مردودية في الفضاء المتوسطي، ولكي نكون نحن الاثنان رابحين"، جاء ذلك في خطابه بالقاعة الكبرى لوزارة الخارجية المغربية، في الرباط.
وجاءت القمة بين الرباط ومدريد بعد مرور 20 عاماً على توقيع أول اتفاقية للشراكة وحسن الجوار بين المملكة الإسبانية والمغربية.
واستعمل الوزراء الإسبان، في القمة العليا المشتركة مع المغرب، عبارات من قاموس الإشادة والتنويه، لوصف مستوى العلاقات مع الرباط، وأكدوا أن المغرب يمكنه أن يعول على إسبانيا، وليعلن رئيس الحكومة الإسبانية أن رئيس الحكومة المغربية صديق.
وزاد راخوي أن علاقات بلاده بالجار المتوسطي الجنوبي في أحسن مستوياتها في كل التاريخ الثنائي المشترك، وتأتي هذه التصريحات من مناخ الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلد الجنوبي الأوروبي.
وطيلة نهار الأربعاء، 3/10/2012، سجلت الرباط أجندة يوم عمل مليء باللقاءات، وأبرزها لقاء عمل مشترك بين 50 من ممثلي كبريات الشركات الإسبانية، مع نقابة رجال الأعمال المغربية، في أحد الفنادق الفاخرة في الرباط، وهو الاجتماع الذي أعلن عن انطلاقته كل من عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية، ورامون راخوي رئيس الحكومة الإسبانية، بعد أن قدما رأسا من مطار الرباط، الذي حطت فيه في الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت غرينتش، الطائرة الإسبانية الرسمية.
وفي مقر رئاسة الحكومة في الديوان الملكي المغربي، ولمدة ساعة كاملة، تباحث رئيسا حكومتي المغرب وإسبانيا حول القضايا الثنائية المطروحة، وناقشا الأزمة السورية والوضع المقلق في مالي، بالإضافة إلى نزاع الصحراء وملف المستعمرات الإسبانية في شمال المغرب، إلا أنهما اتفقا على ترك الملفين إلى المستقبل، وأعلنا أن المحادثات المغربية الإسبانية تركز في هذه المرحلة الدقيقة على كيفية تحقيق الرفاه للمغاربة.
وعبر الوفد الرسمي الإسباني رسمياً عن أن الرباط يمكنها أن تعتبر مدريد محاميا رسميا للمغرب في الاتحاد الأوروبي، وأن حوالي المليون مغربي المقيمين بشكل قانوني فوق التراب الإسباني، سيتم السعي لكي يعيشوا في سلام، في واحدة من أهم رسائل الطمأنة للرأي العام المغربي، ومن جهة ثانية، حصلت الحكومة المغربية على دعوة رسمية لحضور القمة الإسبانية مع بلدان أمريكا اللاتينية، في مدينة قادس الإسبانية، بصفة ملاحظ.
وبلغة الاقتصاد، فإن المغرب هو ثاني أهم سوق للمنتجات الإسبانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية، فيما 20 ألف شركة إسبانية تصدر منتجاتها صوب السوق المغربي، وتستثمر في هذا السوق 70 مقاولة إسبانية تنتج التنمية وفرص التشغيل، فالعنوان البارز للزيارة اقتصادي، فالصادرات الإسبانية صوب المغرب زادت بـ 42%.
وفي رسائل حسن النية الإسبانية تجاه المغرب، وفق المراقبين، تأكيد مدريد للرباط بأن 155 ألف طالب في مؤسساتها التعليمية العليا، لن يتم الرفع من رسوم تسجيلهم، في زمن الأزمة الاقتصادية الخانقة.
في المقابل تعهدت الحكومة المغربية بأن تقوم بتذليل البيروقراطية أمام الشركات الإسبانية في المغرب، وفي ترجمة عملية للتصريحات الإيجابية، وقعت الحكومتان على مجموعة من اتفاقيات التفاهم لفتح نوافذ الشراكة الاستراتيجية غير المسبوقة بين الجارين المتوسطيين، لترتفع التصفيقات إعلانا بنموذج للشراكة بين بلدين يرغبان في أن يكونا نموذجاً في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.