مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 محمد الصالح الغريسي يعيد رسم أساطير قرطاج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
MohMed




عدد المساهمات : 375
تاريخ التسجيل : 02/11/2011

محمد الصالح الغريسي يعيد رسم أساطير قرطاج Empty
مُساهمةموضوع: محمد الصالح الغريسي يعيد رسم أساطير قرطاج   محمد الصالح الغريسي يعيد رسم أساطير قرطاج I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 21, 2012 10:36 am



عزيزة رحموني

يعشق الصمت ولكنه لا يهرب من مواجهة الواقع، يفتح قلبه لكل أصناف الثقافة، ويحاول أن يبتكر من الحرف معنى وأن يجعل من القصيدة ثوبا يرتديه عند برد الشتاء القاسي. محمد الصالح الغريسي يتفنن في مختلف صنوف الأدب ويجعل من قلمه سلاحا لمواجهة القهر ويدعو إلى التحرر والانعتاق من "ّغول" العولمة.

محمد الصالح الغريسي، أديب وشاعر ومترجم وناقد تونسي يجيد العزف على نايات الحرف ومن صهيل الكلمات يرتب أغاني للحياة وللإنسانية، معه كان الحوار ممتعا وهادفا، لنتابع.

*محمد الصالح الغريسي لو طلبنا منه فتح قلبه، أي المكنونات سنكتشف؟

-أنا لا أحتاج إلى فتح قلبي لأنّه مفتوح أصلا على المحبّة، محبّة الخالق المبدع الذي أنشأ هذا الكون على أجمل وأدقّ صورة، مفتوح على محبّة الحياة و هي أعظم منّة وهبها لنا الخالق رحمة منه و تكريما لمخلوقاته و على رأسها الإنسان.

*كلنا نقبض على كمشة أسئلة تحرقنا او تؤرقنا، محمد الصالح، أي الأسئلة تحفر ضلوعه؟

- السّؤال عنوان الحيرة، و الحيرة مطيّة إلى المعرفة، و المعرفة مفتاح الحقيقة الّتي نفتح بها مغالق أسرار الوجود .

*متى تكتب ريشتك: "خذيني"، لمن؟ لماذا ؟

- عندما يستبدّ بي الواقع ويحاصرني ويكتم أنفاسي أقول لريشتي: خذيني إلى عالم الحلم، الّذي أرسمه بريشة الشّاعر وألوّنه بفرشاة الفنّان وأوقّعه بقيثارة الموسيقيّ وأخرجه بعبقريّة رجل المسرح والسّينما وأحرّك شخوصه فتنبري حيّة تغنّي وتمرح في إطار من الطّبيعة الخلاّبة لا وجود فيها للخوف ولا للتّشنّج، فأراني طفلا صغيرا يمدّ ذراعيه إلى أمّه ليقول لها خذيني بين ذراعيك وضمّيني إلى صدرك حتّى أحسّ بالدّفء والأمان، أو أتمثّلني شابّا في مقتبل العمر أتوق إلى حبيبتي التي أرسمها في خيالي كاملة الأوصاف من الجمال والحكمة وسحر الكلام.

* لكل المدن التاريخية حكاية، هل تحدثنا عن قرطاج وما علاقتها بأسطورة النار؟

- يحدّثنا التاريخ القديم عن امرأة جاءت من مدينة "صور" إلى تونس واشترت قطعة أرض مطلّة على البحر تسمّى "هضبة بيرصة" . اشترتها بمساحة جلد ثور، وكان عليها أن تقصّ هذا الجلد بشكل يجعله بمثابة خيط دقيق طويل جدّا يشكّل حدود الأرض الّتي دفعت ثمنها على أنّ مساحتها تعادل مساحة جلد ثور . هذه المرأة هي علّيسة ابنة ملك صور مؤسّسة قرطاج وأخت بيجماليون وحنّبعل وصدربعل .

داخل الرّواية التّاريخيّة شيء من الخيال الأسطوريّ . و حسب ما ترويه كتب التّاريخ أنّ عليسة ألقت بنفسها من أعلى سور قصرها وسط نيران ملتهبة، رفضا منها للزّواج من "عاشرباس" الّذي كانت تشعر أنّه ليس ندّا لها وهي أميرة وهو رئيس قبيلة. فآثرت النّار على العار. منذ تلك الفترة أصبحت قرطاج رمزا للقوّة والازدهار لتصبح في ما بعد إمبراطورية أقضّت مضجع روما. و قد تعرّضت قرطاج إلى الحرق أكثر من مرّة ولكنّها ظلّت عبر التّاريخ رمزا للقوّة والعظمة.

وظلّ رمز قرطاج في ذهن الشّعب التّونسيّ مقترنا بعظمة السّلطة الّتي يتعطّش إليها حكّامها، ويكتوي بنيرانها الشّعب. أقول:" من قصيدة: قرطاج وأسطورة النّار":

"في ليلة دهماء من ليالي " يناير"الباردة/ طار " أبو لهب" و"امرأته حمّالة الذهب"/ حنّا إلى مضارب مكّة/ لبسا البياض وطافا بالبيت العتيق/ وتركا قرطاج تحترق…/ ويوم فتحت مغارة " بن علي بابا "/ اكتشف الأحرار / أنّ آلهة قرطاج ..كانت تعبد الذّهب والفضّة/ وآلهة صغيرة من الحجارة النّفيسة…".

*للحرف وميض و للصمت جلجلة، متى يصمت ومتى يكتب محمد الصالح؟

- إنّ دين أغلب شعوب هذه الأمّة هو الإسلام، كانت أوّل آية في القرآن الكريم تحثّهم على القراءة: " اقرأ "، و لكنّ القراءة الّتي تشكّل أهمّ مصدر من مصادر العلم لا تلقى الاهتمام الكافي لدى شعوبها وفي سياسات حكّامها. هذه الأمّة العريضة الّتي عرفت أعرق الحضارات التي ابتدعت الكتابة والحرف لا تكتب مجتمعة في سنة ما تكتبه إيطاليا لوحدها، ما يوحي بوجود كسل فكريّ قاتل ظلّ عنوان تخلّفها وتبعيّتها للغرب الّذي يحتفي بالفكر والحرف والكلمة . وهذا ينمّ عن رواسب ثقافيّة موروثة ظلّت تكبّلها عبر القرون . ويمكننا أن نستشفّ هذا من لفظتي" أدب و آداب" ومدلولهما اللّغويّ عندنا، و بالمقابل عند الغرب.

*هل للشعر ممالك في زمن العولمة؟

- يقول المحلّلون والمتابعون لتيّار العولمة: إنّها تقوم في فلسفتها على قاعدة اقتصاديّة أساسها تحرير الاقتصاد العالمي وإخضاعه لمبدأ التّنافس الحر. من هنا كان المبشّرون بالعولمة ينادون بكسر الأشكال و الأنماط الكلاسيكيّة الّتي كانت سائدة خلال ما اصطلح على تسميته بالحرب الباردة أي الصّراع على النّفوذ في العالم بين قطبين هما الاتّحاد السّوفياتي القديم والولايات المتّحدة الأميركيّة. وأقول: بل هي منظومة ظاهرها العمل على تأسيس ثقافة كونيّة تتفاعل فيها جميع الثّقافات من أجل عالم حرّ تحكمه قاعدة التّنافس. هذا في الظّاهر، ولكنّها في العمق منظومة فلسفتها الرّبح وأدواتها الإشهار والتّسويق من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من الرّبح لمن يتحكّمون في قواعد اللّعبة، أدواتهم في ذلك الشّعارات الإنسانيّة البرّاقة كالحريّة والكرامة وتحرير الإنسان – تحرير المرأة – وحقوق الأقلّيات إلخ…

في هذا الخضمّ القائم على الصّراعات والتّجاذبات يحاول الشّعر كغيره من الفنون بناء ممالكه الخاصّة ، لتكون كابحا في وجه قيم الفساد والجشع و التّسلّط، ورغم الضّغوط والمغريات التي تمارسها الأوساط الّتي تتحكّم في لعبة العولمة، وفي الوقت الّذي انخرط فيه كثير من الأدباء والفنّانين في هذا التّيار طمعا في جني ثمار الرّبح و الشّهرة، فإنّ الكثير من الفنّانين والأدباء والمفكّرين يسعون إلى بناء ممالكهم التي ستكون مستودعا وخزّانا للقيم الإنسانيّة الرّاقية التي يحتاجها العالم ، لإعادة بناء منظومته القيميّة على أساس إنسانيّ راق، يقف في وجه الظّلم و التّسلّط والاستئثار بجهود الآخرين وبمقدّراتهم.

*المرأة بالنسبة إلى محمد الصالح؟

-المرأة هي المعادلة الصّعبة الّتي نبحث عنها في هذا الوجود لنعطي لحياتنا معنى، و هي كلّ شيء جميل نفتقده في أنفسنا من أجل أن نحسّ بجمال هذا الوجود ،لذلك ظلّت المرأة موضوعا من موضوعات الشّعر عبر العصور وفي جميع الآداب والفنون ، فوصل الأمر بالأمم القديمة إلى حدّ تأليهها لما تحمله من أسرار هي في الواقع أسرار الحياة التي نسعى إلى تفكيكها من أجل ترسيخ إنسانيّة الإنسان.

والمرأة في جوهر إحساسي الباطنيّ هي أجمل قصيدة لم نكتبها بعد. وقد جعل لها المجتمع الإنسانيّ القديم والحديث على السّواء شوارع خلفيّة ، هي أقرب إلى سوق للنّخاسة،أوسوق للدّعارة، أوسوق للمزايدات المشبوهة بقضيّة وهميّة اسمها قضيّة تحرير المرأة .فكيف نحرّر من هو حرّ أصلا؟ أنا شخصيّا أرى العكس: أنّ المجتمع الإنساني القديم والحديث على حدّ سواء جعل من المرأة مادّة للعرض والبيع، وما يشاع من حديث عن تحرير المرأة اليوم إنّما يدخل في سياسة العولمة التي جعل أقطابها مبدأ الرّبح هدفا أساسيّا لهم.

*هل يجهش الشاعر بحب الصمت؟ هل يعشق المُحال؟ هل يخرق الجغرافيا بسهولة؟

*حبّي للصّمت ليس مطيّة للهروب، وإنّما هو تفاعل مع الذّات لبناء علاقة تصالح معها، وتحقيق التّوازن المنشود، و هو أيضا فرصة لمراجعة العلاقة مع الآخر ومع المحيط من أجل بناء علاقة متوازنة تحقّق التّواصل في كنف الإنسانيّة الّتي يتوق إليها الطّرفان . أمّا عشقي للمحال فهو توق إلى الحدّ الّذي يفصل بين الإنسانيّة والألوهية، الحدّ الّذي يلتقي فيه الإنسان مع خالقه، ليكون الإنسان جديرا بإنسانيته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محمد الصالح الغريسي يعيد رسم أساطير قرطاج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ستيفن سبيلبرج يعيد "لينكولن" إلى الحياة
» الصبيحي يعيد رسم خارطة المسرح المغربي
» الحصاد المر.. عشرون عاما على بداية "الحكم الصالح"
» " بن علي هرب" بسبب انتحاري مزعوم في قصر قرطاج
» أسود الأطلسي ونسور قرطاج في مواجهة ثأرية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة ادب وشــــــــــــعر-
انتقل الى: