العربية.نت
انتقدت منظمة النصرة العالمية بشدة، قيام البعض في عدد من الدول الإسلامية، بمخالفة أحكام وأخلاق الإسلام التي تحتم عدم الاعتداء والحفاظ على العهد والميثاق، موضحة أن السفراء والتجار وغيرهم ممن دخل بموجب عقد أو عهد يحرم أن يحقروا.
وذكرت المنظمة التي يرأسها الشيخ يوسف القرضاوي، ونائب رئيسها الشيخ د. سلمان العودة، وأمينها العام د. سالم الشمري، وأمينها العام المساعد الشيخ علي بادحدح، في بيان حصلت "العربية.نت" على نسخة منه، أنها تابعت ما جرى في عدد من العواصم وخاصة في مصر ثم في ليبيا من اقتحام السفارة الأمريكية ومقتل السفير وعدد من الموظفين، مؤكدة أن الرسول الذي نحبه ونغضب له ونفديه بأنفسنا وأموالنا، هو الذي يعلمنا كيف نحكم الغضب، وكيف نتعامل مع الأعداء والمستهزئين.
وذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ومن قتل معاهداً لم يَرَحْ رائحة الجنة" رواه البخاري، وأنه صلى الله عليه وسلم قد نهى عن قتل الرسل، حتى لما جاءه رسولا مسيلمة الكذاب مدعي النبوة وقالا بمثل قول الكذاب فقال "لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكما"، قال ابن مسعود "فمضت السُّنة أن الرسل لا تقتل"، والحديث في السنن والمسانيد والدرامي والمستدرك والبيهقي وسنده صحيح. فامتنع عن قتلهما لكونهما سفيرين أو رسولين لمسيلمة، لما في التراسل والسفارة من المصالح العامة للناس والحاجة إلى تأمينها، ونحن نعلم كم في بلاد العالم من سفير أو موظف أو مبعوث أو مقيم أو لاجئ ونطالب دائماً بحمايتهم وتأمين حقوقهم والدفاع عنهم، بحسب البيان.
ودعت المنظمة جميع المسلمين أفراداً وجماعات ومنظمات إلى العمل لتحقيق الرؤية التي وضعتها المنظمة وهي: أن تصبح شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم النموذج الأمثل والأجدر بالتقدير والاحترام عالمياً، وهذا يقتضي تخطيطاً محكماً وعملاً دؤوباً ووسائل مؤثرة ولغات متعددة وبرامج متنوعة وشرائح مختلفة عبر عقد ندوات حوارية مع مفكرين وأكاديميين في عدد من الدول التي حصلت فيها إساءات، ونشر الأفلام والكتيب التعريفي برسول الإسلام ورسالته الحضارية، وإقامة المعارض التعريفية والمشاركة فيها.
في الوقت ذاته، دانت المنظمة ما تداولته بعض مواقع الإنترنت ونشرات الأخبار من قيام فئة حاقدة على الإسلام بإنتاج بعض المواد الإعلامية المسيئة لشخص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، في محاولة لاستفزاز مشاعر المسلمين في أنحاء الأرض، موضحة أن المنظمة تجتهد في الرد على كل الإساءات بالوسائل التي تتفق مع مفاهيم وأخلاق الإسلام التي تعلمناها من هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وشددت على أن الغضب من الإساءة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أمر مشروع، ولكن يجب ضبطه بالحكم الشرعي والعمل فيه وفق الهدي النبوي لئلا ندافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم بمعصيته ومخالفة أمره وهديه.
وذكرت منظمة النصرة في بيانها أن مثل هذه الأفعال لا يراد من ورائها إلا بث الفتنة في المجتمعات المسلمة، وخصوصاً بلدان الربيع العربي، ومنها جمهورية مصر العربية، وذلك بإذكاء نار الفتنة بين المسلمين والأقباط، ومحاولة تشتيت الجهود لنهضة هذه البلاد من كبوتها ومحاولة تصدير الأزمات الواحدة تلوى الأخرى وإرسال رسائل عدم الاستقرار للخارج، وهذا ما يجب علينا التصدي له بكل الوسائل المتاحة.