حذّر حزب جبهة العمل الإسلامي، الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين في الأردن،الرئيس المصري محمد مرسي من الالتقاء بـ"قادة صهاينة" خلال زيارته المزمعة إلى الولايات المتحدة.
ويعتبر هذا التحذير تأكيدا لانتقادات يوجهها الأردنيون للحزب باعتبار ولائه لتنظيم "لاوطني" ذي طبيعة عابرة للحدود.
ويأخذ ناشطون سياسيون في المملكة على حزب جبهة العمل الإسلامي "ازدواجية انتمائه" بحيث يخوض في الشأن الوطني وهو في نفس الوقت جزء من تنظيم عالمي يعمل على تنفيذ أجندته محليا.
ويناقش خصوم للحزب شرعيته من هذا المنطلق ويحثون زعماءه على توضيح ولائهم للدولة الأردنية أم لتنظيم الإخوان.
وقاد إخوان الأردن في الفترة الأخيرة حملة شرسة لمقاطعة الانتخابات الأردنية القادمة التي ستجرى بالاستناد إلى قانون انتخابي لا يخدم هدف سعيهم للوصول إلى السلطة اقتداء بـ"إخوانهم" في بلدان عربية أخرى على رأسها مصر، وبعد أن فتحت لهم أحداث الربيع العربي آمالا كبيرة في تحقيق هدفهم.
وقال أمين عام الحزب حمزة منصور في رسالة بعث بها الى مرسي أمس ونُشرت على الموقع الإلكتروني للحركة، إن "واجب النصحية الذي عبّر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله 'الدين النصيحة' يدفعنا إلى تذكير سيادتكم "الرئيس مرسي" بضرورة توخي الحيطة والحذر من هذا الشرك "الالتقاء بقادة صهاينة"، ليستغله الشانئون والمتربصون بشخصكم الكريم ومسيرتكم المباركة".
وأشارت الرسالة إلى "إمعان العدو في ممارسة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، من مواصلة الاحتلال والاستيطان، وتهويد المقدّسات الإسلامية والمسيحية، والتنكيل بالأسرى والمعتقلين والمواطنين بشكل عام، ولم يسلم من عدوانهم البشر ولا الشجر ولا الحجر، انطلاقا من عقليتهم العنصرية".
وأشاد منصور بالخطاب "المميز" الذي يعتمده مرسي منذ تحمله أمانة المسؤولية، والأداء "الرائع" على مختلف الصعد، وتابع "هذا يجعلنا على ثقة أن مصر تسير بالاتجاه الصحيح، المنسجم مع مبادئ دينها وقيمها العربية والإسلامية، وأنها تسعى جاهدة لتبوؤ المكانة اللائقة بها، واستعادة دورها في نصرة قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية المركزية القضية الفلسطينية".
وأثارت هذه "النصيحة الإخوانية" لمرسي سخرية نشطاء ومدونين أردنيين على أساس أنها تعكس "براغماتية" الإخوان الجديدة التي لا ترى مانعا في "التحالف" مع أمريكا والذي لا يمكن أن يقوم إلا على أساس الاستجابة لسياساتها ومخططاتها في المنطقة.
ولا يبدو أن الإخوان في الأردن كما في مصر يجدون حرجا في تلقي المساعدات الأمريكية التي يعرفون أنها تُمنح مجانا ولأسباب إنسانية.
وتساءل أحد المدونين كيف لمرسي أن يفرق بين من هو أمريكي "صهيوني" وأمريكي "طيب"؟. وقال: كيف نصنف الرئيس أوباما نفسه حين نعلم أنه أضاف إلى برنامجه الانتخابي عبارة تؤكد على أن القدس عاصمة لدولة إسرائيل.
وقد عدّل الديمقراطيون الامريكيون الأربعاء البرنامج الانتخابي لحزبهم لتضم عبارة أن القدس عاصمة إسرائيل.
وجاء هذا التغيير فى آخر لحظة فى أعقاب الانتقادات المتصاعدة من جانب النواب الديمقراطيين في الكونجرس الذين قالوا إن جملة القدس عاصمة إسرائيل التي تضمنها البرنامج الانتخابي عام 2008 تم حذفها فى برنامج 2012 .
وأفادت مصادر مقربة من عملية صياغة البرنامج أن أوباما تدخل شخصيا لإعادة الجملة.
ومن الجانب المصري يقول ملاحظون إن الإخوان الذين صعدوا إلى الحكم على أساس انتقاداتهم الحادة للرئيس السابق حسني مبارك واتهامة بالعمالة لأمريكا والصهيونية، لا يستطيعون تغيير شيء في معادلة السياسة الخارجية المصرية ومن ضمنها العلاقة المتميزة مع الولايات المتحدة باعتبار الحاجة الماسة للمساعدات الأمريكية المباشرة وغير المباشرة للاقتصاد المصري الذي ازداد وضعه ترديا بحكم مرحلة الاضطراب الأخيرة التي عاشتها مصر طيلة السنة ونصف الماضية.