منال علي
توصلت دراسة نشرت مؤخراً بجريدة السرطان أن السيدات اللاتي تعاني زيادة الوزن أو البدانة يكن أكثر عرضة لمعاودة ظهور الأورام السرطانية بالثدي أكثر من السيدات اللاتي يتمتعن بوزن طبيعي بصرف النظر عن نوع العلاج الذي خضعن له عند ظهور المرض أول مرة.
كما توضح الدراسة التي قادها جوزيف سبارانو من كلية ألبرت أينشتين للطب بنيويورك أن المريضات اللاتي تعاني زيادة الوزن وليس بالضرورة البدانة المفرطة تعاني من فرص أعلى لمعاودة ظهور سرطان الثدي، خاصة الأنواع الكثر شيوعاً منه.
ويعتقد الباحثون أن زيادة الدهون بالجسم هي السبب وراء تلك المشكلة لتأثير هذه الدهون على إحداث تغيرات هرمونية والتهابات تشجع على معاودة ظهور وانتشار المرض بصرف النظر عن نوع العلاج الذي تم تقديمه للمريضات في مراحل المرض الأولى.
وقد قام فريق البحث المشكل من أخصائي أمراض السرطان من جميع أنحاء الولايات المتحدة بجمع بيانات عن النتائج الصحية لمريضات السرطان اللاتي تعانين الوزن الزائد والبدانة في مراحل سرطان الثدي من الأولى للثالثة.
وقد شاركت جميع السيدات أفراد العينة في ثلاث تجارب سريرية قومية تعرف بـ D1199, E5188 and E3189، وفي هذه التجارب الثلاث كانت جميع السيدات أفراد العينة يتمتعن بحالة صحية طبيعية للنخاع العظمي والكبد والكلى ووظائف القلب، وهذا لتجنيب المتغيرات التي قد تؤثر في نتائج الدراسة. وكان الهدف من تنقية أفراد العينة من هذه المشاكل هو التركيز على تأثير البدانة وبعض العوامل الأخرى على معاودة ظهور السرطان.
وقد وجد الباحثون أن السيدات اللاتي يعانين من أعلى كتلة للجسم (BMI) سجلن أعلى معدلات معاودة انتشار المرض بل والوفاة منه، بالمقارنة بمن كانت كتلة أجسامهن تتراوح بين 20 إلى 25 نقطة. وقد ثبت أن هذه المخاطر تظل ثابتة حتى بين النساء اللاتي تلقين أفضل علاج لسرطان الثدي بما في ذلك العلاج الهرموني والكيمائي.
وكتلة الجسم أو ما يعرف بـ BMI هو مقياس معياري يحسب من خلال نسبة الطول للوزن. فقياس أقل من 20 درجة لكتلة الجسم يعني أن الشخص يعاني النحافة وبين 25 و29.5 يعني زيادة الوزن. بينما أي مقياس يزيد عن 30 درجة يعني الإصابة بالبدانة. وكتلة الجسم تمثل طريقة مفيدة لتحديد الوزن المثالي للفرد، خاصة بين الأشخاص من غير الرياضيين.
وقد وجدت الدراسة أن هناك علاقة بين زيادة الوزن والبدانة ومعاودة ظهور المرض والوفاة منه بين النساء اللاتي لديهن هرمون متلقي سرطان الثدي الإيجابي، وهو النوع الذي يشكل ما يزيد عن 60% من جميع أنواع سرطان الثدي.
وصرح سبارانو كاتب الدراسة "اكتشفنا في هذه الدراسة أن إصابة السيدة بالبدانة عند تشخيص المرض يرتبط بزيادة مخاطر معاودة ظهور المرض بعد علاجه أول مرة بنسبة 30% بل ومخاطر الوفاة من المرض بنسبة 50% بالرغم من إخضاع السيدات لأفضل فرص العلاج، لهذا فإن وضع استراتيجيات علاج تستهدف التغيرات الهرمونية والالتهابات التي تسببها البدانة ربما تساعد في تقليل مخاطر معاودة ظهور المرض عند البدينات من مرضى سرطان الثدي".