كشفت دراسات طبية حديثة أن الأجواء الملوثة قد تتسبب في الضرر للدماغ والقلب وتجعل المرء عرضة للإصابة بالجلطة الدماغية أو القلبية، وذلك إذا بقي الإنسان فترة طويلة يتنفس هواء ملوثا.
وكشفت دراسة جديدة الأسبوع الماضي أن الناس الذين يتعرضون للأجواء الملوثة بالأكاسيد الضارة، مثل ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والكبريت وغيرها، لفترة طويلة يكونون عرضة بشكل أكبر للإصابة بالجلطة الدماغية أو القلبية وأعراض فقدان الوعي الأخرى.
وأجريت الدراسة على المستوى العالمي على 20 ألف امرأة على مدار عشر سنوات، وكشفت أن النساء اللواتي يتعرضن للهواء الملوث فترة أطول هن عرضة للإصابة بأمراض تتعلق بالدماغ والقلب والذاكرة.
كما كشفت دراسة طبية أخرى أجريت في بوسطن بالولايات المتحدة أن حالات الإصابة بالجلطة ازدادت مع تزايد تلوث الهواء، بل إن معدل الإصابة بالجلطة ازداد بمقدار 30% في الأجواء التي توصف بأنها معتدلة التلوث.
وقال رئيس فريق إحدى الدراسات الأستاذ المشارك في تخصص علم الأوبئة في جامعة براون الأميركية الدكتور جورج ولينياس، إن ثمة آثارا صحية سلبية حتى في الأجواء التي تعتبرها الدوائر البيئية المختصة آمنة.
وأوضحت صحيفة نيويورك تايمز أنه يصعب الربط بين التلوث والصحة، وذلك في ظل تداخل أكثر من عامل في المسألة، وحيث لا يمكن أحيانا إيجاد علاقة بين السبب والأثر في مثل هذه الحالات.
وأضافت أن هناك شكا في أن ثمة علاقة بين الملوثات والأمراض القلبية منذ تسعينيات القرن الماضي، وذلك عندما أشارت دراسة في علم الأوبئة إلى أن بقاء المرء يتنفس هواء ملوثا لفترة طويلة من شأنه أن يرفع معدل الإصابة لديه بالأمراض القلبية.
وأجرى الدكتور ولينياس ورفاقه دراسة على ألف و705 من ضحايا الإصابة بالجلطة الذين أدخلوا إلى أحد المراكز العلاجية في بوسطن في الفترة من 1999 إلى 2008، وذلك من خلال تفحص السجلات الطبية لمعرفة الوقت الدقيق الذي تمت فيه الإصابة بالجلطة، وربط نتائج الدراسة بمعدلات التلوث الجوي بشكل عام لتلك الفترة، وذلك حسب بيانات الدوائر البيئية المختصة.
.