العرب أونلاين:
تحفظت الجزائر على مشروع بيان سياسي يتضمن توصيات بفتح الحدود بين دول المغرب العربي، في ختام قمة رؤساء دول الاتحاد المغاربي المقررة في تونس بعد أشهر.
وبهذا تكون الجزائر قد أفرغت القمة من أي محتوى عملي لتكون في حال كتب لها الانعقاد بعد انتظار دام ثماني سنوات مجرد مناسبة للعلاقات العامة كسائر الاجتماعات المغاربية السابقة.
وتتشدد الجزائر في موضوع فتح الحدود مع المملكة المغربية رغم المطالبات الشعبية والدعوات الرسمية المغربية بذلك.
وقابلت الجزائر بفتور دعوة العاهل المغربي محمد السادس خلال خطاب ألقاه مؤخرا بمناسبة الذكرى 13 لجلوسه على العرش إلى "انبثاق نظام مغاربي جديد، لتجاوز حالة التفرقة القائمة بالمنطقة، والتصدي لضعف المبادلات، بقصد بناء فضاء مغاربي قوي ومنفتح".
ووعد الملك محمد السادس في ذات الخطاب بأن "يواصل المغرب مساعيه في أفق تقوية علاقاته الثنائية، مع كافة الشركاء المغاربيين، بمن فيهم.. الجزائر.. لاسيما ما يتعلق بحرية تنقل الأشخاص والسلع ورؤوس الأموال والخدمات".
وعلى العكس من الفتور الجزائري رحبت تونس بدعوة العاهل المغربي لتفعيل اتحاد دول المغرب العربي.
وقالت على لسان عدنان منصر الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية "إن تونس تشيد بالمعاني التي تضمنها خطاب الملك محمد السادس ملك المغرب بمناسبة عيد العرش.. والذي أكد حرص بلاده على التقدم في إنجاز الاتحاد المغاربي"، مضيفة في بيان "إن تونس ترى ضرورة نشأة نظام مغاربي جديد لتجاوز حالة التفرقة القائمة بالمنطقة والتصدي لضعف المبادلات بقصد بناء فضاء مغاربي منفتح".
وقال البيان أيضا "تونس تعتبر أن التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة تمنحنا فرصة تاريخية للانتقال بالاتحاد المغاربي من الجمود إلى حركية تضمن تنمية مستدامة ومتكاملة".
ومع حماس أغلب مكونات اتحاد دول المغرب العربي لاتحاد حقيقي وفاعل، يبقى الصوت الجزائري نشازا.
ويجد الملاحظون في الموقف الجزائري من تفعيل الاتحاد مفارقة كبرى، حيث ينطوي فتح الحدود وضمان انسيابية السلع وتنقل الأشخاص على فوائد اقتصادية جمة، للجزائر تحديدا التي يعاني اقتصادها من خلل كبير يتمثل في الاعتماد الكامل على المحروقات ما يجعل وضعها المالي رهين تقلبات السوق العالمية خصوصا في فترات الأزمات الدولية وعدم الاستقرار كالفترة التي يعيشها العالم راهنا.
وسبق للمملكة المغربية أن حذرت على لسان رئيس حكومتها عبد الإله بن كيران من قمة مغاربية شكلية في ظل استمرار إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر.
وكان ابن كيران أعلن في حديث صحفي أن القمة المغاربية المقررة في تونس قبل نهاية العام الجاري ستكون شكلية مادامت الحدود بين المغرب والجزائر مغلقة.
وقال ابن كيران لصحيفة "التجديد" الناطقة باسم حزبه "العدالة والتنمية" ان "ظروف القمة المغاربية لم تنضج بعد. ما دامت الحدود لم تفتح بين المغرب والجزائر فإن القمة ستكون شكلية"، مضيفا "لا يمكن أن تتصالح ألمانيا وفرنسا وتظل الجزائر في خصام مع المغرب".
واكد رئيس الوزراء المغربي ان "المغرب في سياسته مع الإخوة الجزائريين يراهن على التاريخ، وعلى الشعبين اللذين تربطهما المحبة والأخوة".
وبررت الجزائر تحفظها الأخير على المقترح الذي تدعمه المغرب بتضمين البيان الختامي للقمة المغاربية القادمة توصية بفتح الحدود بأن "مسائل الحدود تعالج ثنائيا'' !.. وذلك حسب ما نقلته صحيفة الخبر الجزائرية عن مسؤول حكومي.
وقال المسؤول إن جدول أعمال القمة لا يشهد تقدما ملحوظا "والشيء الوحيد المسجل هو البرلمان المغاربي".
وأكد أن الجزائر أعلنت تحفظها رسميا على مشروع ''بيان سياسي'' يتضمن توصية بفتح الحدود البرية بين الجزائر والمغرب، ضمن فصل يوصي بـ''تسهيل تنقل الأفراد بين أقطار المغرب العربي''.