العرب أونلاين:
ساهم المغربي كمال الودغيري٬ المهندس في مجال الاتصالات، بالوكالة الفضائية الأمريكية "ناسا"، بصفته رئيسا لفريق استطلاع، في مراقبة نزول العربة الآلية "كيريوسيتي" على الكوكب الأحمر.
وقال كمال الودغيري٬ في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء٬ قبيل نزول "كيريوسيتي" على المريخ، من "مارس إكسبلوريشن روفر" في مختبر الدفع النفاث بوكالة الفضاء الأمريكية في باسادينا "كاليفورنيا – غرب الولايات المتحدة"٬ إن "وضع عربة "كيريوسيتي" على كوكب المريخ يظل بكل تأكيد المهمة الأكثر صعوبة٬ والتي لم تعمل "ناسا" من قبل على القيام بمثلها في تاريخ الاستكشاف الآلي على الكواكب".
وأكد المهندس المغربي أن عملية هبوط المركبة الفضائية التي تحمل "كيريوسيتي" على كوكب المريخ كانت صعبة وخطيرة٬ لأنها تمت بسرعة تجاوزت 21 كلم في الساعة.
واختص الودغيري٬ من افراد بعثة المراقبة بمهمة متابعة الإشارات التي أصدرتها "كريوسيتي" خلال عملية نزولها على كوكب المريخ٬ وهي المرحلة التي استغرقت سبع دقائق٬ وقد أطلقت عليها "ناسا" "7 دقائق مرعبة"، بالنظر إلى الحجم المرتفع للمخاطر التي كانت تحيط بنجاح المهمة العلمية المعقدة.
ووصف الودغيري عملية النزول وأوضح أنه جرى في البداية نشر مظلة صوتية ضخمة يصل قطرها إلى 21 مترا٬ قبل أن يجري الإفراج عن درع واق من الحرارة لإبطاء سرعة المركبة إلى مستوى أقل من سرعة الصوت٬ مضيفا أنه خلال الثواني الأخيرة من عملية النزول، أمسكت رافعة، بالعربة الآلية عن طريق حبال من النيلون ووضعتها بسلاسة فوق سطح أرض المريخ.
وهبط المسبار على منطقة هبوط يطلق عليها "فوهة جيل" وتقع قرب خط الاستواء للكوكب في النصف الجنوبي منه.
وأعلنت ناسا أن التوقيت الرسمي لهبوط كيريوسيتي اول معمل علمي متنقل كامل يرسل إلى العالم الخارجي هو الساعة 10:32 ليلا بتوقيت المحيط الهادي "1:32 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة/ 0530 بتوقيت جرينتش".
وبعد انتهاء إجراءات النزول، أرسلت المركبة الفضائية إشارات إلى الأرض٬ التقطها فريق وكالة "ناسا" الذي يقوده المهندس المغربي٬ ومن ثمة أعلن عن نجاح المهمة.
وبعد لحظات بث كيريوسيتي أول ثلاث صور من سطح المريخ تظهر إحداها عجلة المركبة وصورة أخرى لظل المسبار على الأرضية الصخرية.
وظل المعمل الآلي يجوب الفضاء لأكثر من ثمانية أشهر وقطع 566 مليون كيلومترا قبل دخول الغلاف الجوي للمريخ بسرعة 20921 كيلومترا في الساعة أي بسرعة تزيد عن سرعة الصوت 17 مرة قبل بدء الهبوط.
وقال الودغيري، بنبرة يغلب عليها التأثر، "لي عظيم الشرف كمواطن مغربي أمريكي أن أشارك في هذه البعثة المهمة بالنسبة لوكالة "ناسا"٬ ولأمريكا ولباقي العالم".
وأوضح المهندس المغربي أن "نجاح المهمة سيمكن من الحصول على عينات من تربة كوكب المريخ الذي يعود إلى ملايين السنين٬ والتي ستساعدنا على اكتشاف أسرار حياة محتملة على هذا الكوكب" الغامض٬ مشيرا إلى أنه إذا كان كوكب المريخ اليوم جافا٬ فإنه من المعروف أنه كانت تكسوه المياه والجليد.
وسيكون بإمكان هذه العربة الآلية التي أرسلت إلى كوكب المريخ٬ باعتبارها مختبرا متنقلا حقيقيا٬ القيام بعين المكان بالعديد من الاختبارات البيوكيميائية على العينات التي سيجري أخذها لتحديد مدى وجود حياة على سطح المريخ في الماضي.
ورغم المخاطر الكبيرة التي تحيط بنزول عربة آلية٬ بحجم سيارة٬ على كوكب المريخ٬ إلا أن كمال الودغيري أعرب عن تفاؤله٬ قائلا "لدينا فريق٬ عمل يجد خلال العامين الماضيين٬ وليس من المعقول الخوف من رفع تحديات جديدة لمجرد وجود احتمال للوقوع في الفشل٬ فالناس الذين يخافون من الفشل لن ينجحوا في تحقيق أي شيء".
وبالنسبة للودغيري٬ فإن الأمر يتعلق بشيء ينبغي أن يكون مصدر إلهام للشباب في جميع أنحاء العالم٬ بما في ذلك المغرب٬ للمضي قدما وتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
وقال إن "الشباب في المغرب لديه فرصة للنمو في بلد يتيح فرصا لا مثيل لها في المنطقة٬ حيث يجعل من تطوير التكنولوجيات الجديدة والطاقة المتجددة رهانا مستقبليا"٬ مشددا على ضرورة "مواصلة العمل من أجل خلق وترسيخ ثقافة علمية للأجيال المقبلة".
ومشروع كيريوسيتي الذي يتكلف 2.5 مليار دولار ويطلق عليه رسميا المختبر العلمي للمريخ هو أول مهمة تتعلق بوجود حياة في الفضاء تقوم بها ناسا منذ مهام سفن الفضاء فايكنج في السبعينات.
وتعتزم ناسا إخضاع المسبار ومعداته المعقدة – الذي وصف بأنه أول مختبر علمي متنقل كامل يرسل للعالم الخارجي – لعمليات صيانة هندسية تستغرق عدة أسابيع قبل بدء مهمته الاستكشافية.
وسيمضي كيريوسيتي عامين في استكشاف فوهة جيل وجبل ارتفاعه خمسة كيلومترات يتكون مما يبدو أنها ترسيبات منبثقة من جوف الفوهة.
والمسبار الذي انطلق من قاعدة كيب كنافيرال في فلوريدا يوم 26 نوفمبر/ تشرين الثاني مزود بمجموعة من المعدات المتقدمة القادرة على تحليل عينات التربة والصخور والغلاف الجوي على الفور وإرسال النتائج إلى الأرض.