ندد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بوقوف مجموعات من المتشددين التونسيين وراء أحداث الهجوم على السفارة الأمريكية بتونس العاصمة أمس الجمعة٬ مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 50 آخرين.
وقال المرزوقي٬ في كلمة عبر التلفزيون إلى الشعب التونسي مساء أمس٬ إن هذه المجموعات "تجاوزت الخط الأحمر"٬ داعيا الحكومة إلى "تحمل مسؤولياتها كاملة" في وقف ما وصفه ب"الخطر الداهم الذي أصبح لا يهدد فقط الحقوق والحريات وإنما علاقاتنا الدولية وصورة تونس في الخارج ومصالحها الحيوية".
وكان آلاف من المتظاهرين٬ أغلبهم من المحسوبين على التيار السلفي المتشدد٬ قد قاموا أمس بهجوم على السفارة الأمريكية واشتبكوا مع قوات الأمن التي تصدت لهم بإطلاق الرصاص في الهواء واستعمال الغاز المسيل للدموع٬ مما أسفر عن مقتل شخصين من المتظاهرين وإصابة 50 بينهم 22 من رجال الأمن٬ حسب بيان لوزارة الداخلية.
وقال الرئيس التونسي إن "مشاهد العنف التي عاشتها تونس اليوم غير مقبولة بتاتا"٬ مشيرا إلى أنه كان "سيتفهم غضب المتظاهرين ويشاطرهم إياه٬ احتجاجا على الفيلم المسيء للرسول الكريم٬ لو اكتفوا بمظاهرة سلمية في إطار ما يسمح به القانون. أما أن يدمروا ويحرقوا ويحاولوا الاعتداء على ممثلي دولة صديقة٬ فهو أمر مدان بمنتهى الشدة ومرفوض جملة وتفصيلا".
وأعلن أن كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون أكدت له خلال مكالمة هاتفية أمس "إدانتها المطلقة وإدانة الحكومة الأمريكية والرئيس أوباما للفيديو المسيء للرسول الكريم ٬ الذي تسبب في هذه الأزمة"٬ مشيرا إلى أنه أكد للمسؤولين الأمريكيين أن الشعب التونسي "لن يكون طرفا في حرب حضارات يدفع نحوها المتطرفون من كلا الجهتين".
وكشف أن تونس شرعت في "رفع قضية دولية" ضد المتسبب في الإساءة إلى الرسول الكريم بالتنسيق مع مصر٬ معتبرا أن القضية تدخل ضمن "مخطط جهنمي لإشعال نار الكراهية بين الشعوب"٬ وحذر من "الوقوع في الفخ الذي وقع فيه المتظاهرون".
وقال المرزوقي إنه أصدر تعليماته لوزير الدفاع وقيادة الجيش ووزير الداخلية لاتخاذ "كافة الإجراءات لحماية الجمهورية والنظام الديمقراطي في إطار احترام القانون"٬ داعيا المواطنين إلى "الهدوء وضبط النفس وإدانة هذه المجموعات وتفويت الفرصة على كل دعاة الفتنة".