قتل اكثر من 150 شخصا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، واكثر من 200 بحسب قائد لمقاتلي المعارضة المسلحة، في هجوم بالدبابات والمروحيات شنته القوات الحكومية السورية الخميس على بلدة التريمسة في ريف حماة وسط سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في بيان ان "بلدة التريمسة تعرضت للقصف من القوات النظامية السورية التي حاولت السيطرة على المنطقة، مستخدمة الدبابات والطائرات الحوامة"، مشيرا الى سقوط اكثر من 150 قتيلا في البلدة، ما يرفع حصيلة ضحايا الخميس الى اكثر من 200 قتيل.
واشار عبد الرحمن الى انه "نظرا الى الحجم الصغير للبلدة، قد تكون هذه المجزرة الاكبر التي ارتكبها النظام منذ بدء الثورة" اواسط اذار-مارس 2011.
كذلك ابلغ احد قادة مقاتلي المعارضة المسلحة القريب من المنطقة واسمه الحركي ابو محمد، وكالة فرانس برس ليل الخميس الجمعة ان الهجوم ادى الى سقوط "اكثر من 200 قتيل".
وبحسب احد الناشطين القاطنين في المنطقة فإن حصيلة القتلى مرتفعة خصوصا بسبب قصف القوات الحكومية لمسجد في البلدة كان عدد كبير من السكان لجأوا اليه.
وقال الناشط الذي يطلق على نفسه اسم ابو غازي في رسالة الكترونية لفرانس برس ان التريمسة خالية حاليا من سكانها بعد مقتلهم او هربهم جميعا.
وروى ناشط اخر يطلق على نفسه اسم ابراهيم ان "حوالى ثلاثين الية للجيش حاصرت البلدة بالكامل. لم يكن هناك اي امكانية للخروج. اي شخص حاول الهرب عبر الحقول جرى قتله".
واضاف "بعد القصف، دخل الجيش "الى التريمسة" مع اسلحة خفيفة وتبعهم الشبيحة حاملين سكاكين".
من جهتها افادت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن اشتباك "الجهات الامنية المختصة بعد مناشدات من الاهالي مع مجموعة ارهابية مسلحة فى بلدة التريمسة بريف حماة واسفر الاشتباك عن الحاق اضرار فادحة بصفوف المجموعة الارهابية واعتقال عدد من افرادها".
ونقلت الوكالة الرسمية السورية عن "اهالي التريمسة" قولهم ان "مجموعات ارهابية مسلحة اقتحمت القرية وأطلقت النار عشوائيا وفجرت عددا من المنازل وقتلت اكثر من 50 شخصا".
واشارت سانا الى ان الاشتباك اسفر عن "استشهاد ثلاثة عناصر من الاجهزة الامنية المختصة".
كما ذكرت الوكالة ان "الاشتباك اسفر ايضا عن مصادرة الاسلحة التي كانت بحوزة الارهابيين" وبينها ""رشاشات واسلحة اسرائيلية الصنع".
كما عرضت القنوات الاخبارية العربية مشاهد لتظاهرات في عدد من المدن والبلدات السورية "تنديدا بمجزرة التريمسة".
ودان رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا في اتصال مع الجزيرة "المجزرة" محملا النظام السوري مسؤوليتها ومناشدا المجتمع الدولي التحرك لوقف هذه المجازر.
وقال سيدا ان "مجزرة التريمسة عار على مجلس الامن والجامعة العربية"، مشددا على ان "هذه المجازر" تتطلب "قرارا واضحا وصريحا تحت الفصل السابع الذي يضع كل الخيارات على الطاولة بما فيه استخدام القوة" لان النظام السوري "لا ولن يفهم الا لغة القوة".
بدوره قال الرئيس السابق للمجلس برهان غليون في اتصال مع القناة نفسها ان "مجزرة التريمسة دليل واضح على ان روسيا تشجع نظام بشار الاسد على القتل".
في هذا الوقت، اعلنت سوريا اقالة سفيرها في العراق نواف الفارس الذي اعلن انشقاقه الاربعاء، فيما تلقت مجددا دعم روسيا التي رفضت مشروع قرار غربي قدمه الغربيون في مجلس الامن الدولي حيث دار صراع قوة بين موسكو وواشنطن انتهى من دون اي تقدم ملموس.
من جهة اخرى اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس ان العميد مناف طلاس الذي انشق الاسبوع الماضي عن الجيش السوري، اقام اتصالات بالمعارضة السورية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني تعليقا على انشقاق الفارس "كل يوم نرى مؤشرات اضافية الى ان الاسد بدأ يفقد سيطرته وان محيط الاسد بدأ يراجع فرصه في البقاء في السلطة، المقربون منه او السلطات الحكومية والعسكرية".
وافادت بغداد ان الفارس موجود في قطر التي ساءت علاقاتها الى حد كبير مع نظام الاسد الذي يقمع حركة احتجاجات شعبية بشكل دموي منذ انطلاقها قبل 16 شهرا.
واثار الامر شكوك الناشطين. فمدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن صرح لفرانس برس "اعرف ان هذا الرجل مجرم".
ويضيف "القصة تشبه قصة مناف طلاس. اذا كان السفير انشق، فلانه يسعى الى السلطة. بينما تسعى اجهزة الاستخبارات الغربية الى اختيار شخصيات يمكن استخدامها في المرحلة الانتقالية".
ويقول الناشط الاعلامي ابو غازي من مدينة حماة في وسط سوريا لوكالة فرانس برس "الناس يشككون بالدوافع التي حملته على الانشقاق. لعل المجتمع الدولي والنظام اللذين يشعران ببوادر تغيير في الموقف الروسي، يسعيان الى جمع شخصيات تشكل حكومة توافقية. وربما يندرج الانشقاق في هذا الاطار".
والخميس صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال لقاء مع جمعية الصحافة الدبلوماسية "انني علمت بان هناك تقاربا بين المعارضة والعميد "..." لقد حصلت اتصالات في هذا الاتجاه" دون ان يؤكد اذا كان طلاس متواجدا حاليا في باريس ام لا.
وعلى الصعيد الدبلوماسي تحولت مشاورات في مجلس الامن الدولي حول مشروع قرار غربي بشأن الازمة في سوريا صراع قوة دبلوماسيا بين الغربيين الذين يريدون زيادة الضغط على دمشق، وروسيا التي تحمي حليفها السوري.
وانتهى اجتماع الدول ال15 الاعضاء في المجلس مساء الخميس من دون احراز اي تقدم ملحوظ على ان يعقدوا جولة جديدة من المشاورات الجمعة، وفق دبلوماسيين.
وترفض روسيا صدور اي قرار عن المجلس يتضمن تهديدا بفرض عقوبات على حليفها السوري، وهو ما يتضمنه تحديدا مشروع القرار الغربي الذي يهدد دمشق بعقوبات اذا لم توقف استخدام الاسلحة الثقيلة ضد المعارضة المسلحة.
وقال السفير الالماني بيتر ويتيغ لدى خروجه من الاجتماع "لا يزال ثمة هوة "بين المواقف الغربية والروسية" وهذا الامر يتناول الفصل السابع" من ميثاق الامم المتحدة الذي ينص على عقوبات اقتصادية وسياسية وصولا الى استخدام القوة لارغام دولة ما على تنفيذ قرار دولي.
من جهته صرح السفير الفرنسي جيرار ارو ساخرا "اننا نتقدم. كنا على مسافة 15 كلم والآن اقتربنا 5 سنتمترات".
كذلك اوضح السفير البريطاني مارك ليال غرانت انه "لا يتوقع اي تصويت على هذا النص خلال الاسبوع الجاري" وانه لا يزال هنا ك"متسع من الوقت للتفاوض".
والخميس في ختام اجتماع استغرق ساعة بين مندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن "الولايات المتحدة، فرنسا، الصين، روسيا، بريطانيا" اكد مساعد المندوب الروسي ايغور بانكين ان العقوبات "خط احمر" ينبغي عدم تجاوزه.
وفي موسكو اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف القرار الغربي "غير مقبول" لانه لا يفرض "التزامات" على المعارضة السورية.
ويمهل مشروع القرار الغربي النظام السوري عشرة ايام لسحب قواته واسلحته الثقيلة من المدن تحت طائلة عقوبات اقتصادية.
اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الخميس ان بلاده ترفض مشروع القرار الذي طرحته الدول الغربية الكبرى في مجلس الامن الدولي بشأن سوريا وستستخدم حق الفيتو لمنع صدوره في حال احيل الى التصويت.
واضاف ان "مشروع القرار بمجمله غير متوازن" فهو يفرض "موجبات" على الحكومة السورية وحدها وبالتالي فهو "مرفوض" بالنسبة لروسيا.
من جهتها هددت الولايات المتحدة بعدم تمديد مهلة بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا ان لم يستخدم المجلس العقوبات للضغط على الرئيس السوري بشار الاسد، بحسب دبلوماسيين.
ويمهل مشروع القرار الغربي النظام السوري عشرة ايام لسحب قواته واسلحته الثقيلة من المدن تحت طائلة عقوبات اقتصادية.
وفي باريس، اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للصحافيين بعد استقباله نظيره اللبناني ميشال سليمان انه "يجب مواصلة الضغط على النظام السوري كي يصل الى الحل السياسي المنتظر".
وتحدث هولاند عن موقف روسيا من الازمة السورية. واكد انه ينبغي "اقناع الروس الا شيء أسوأ من الفوضى وان دعم "الرئيس السوري" بشار الاسد يهدد بالفوضى".
وفي واشنطن، اجرى رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي مباحثات مع نظيره الروسي الجنرال نيكولاي ماكاروف في البنتاغون تم خلالها التطرق الى الوضع في سوريا، على ما افاد صحافي من وكالة فرانس برس.