روس حاولوا بيعها مقاتلات مع الخردة:الجزائر تهدر أموال النفط في سباق تسلّح من طرف واحد

العرب أونلاين- زهير دراجي

لفتت محاكمة رجلي أعمال روسيين بتهمة محاولة تزويد مقاتلات معدّة للتصدير إلى الجزائر بقطع غيار مستعملة، النظر مجددا إلى ما يسميه ملاحظون "سباق تسلّح من طرف واحد" يخوضه البلد منذ سنوات ويهدر فيه جزءا كبيرا من ريع النفط وذلك على حساب التنمية التي تعاني مشاكل هيكلية مستعصية.

وينفي منتقدون لخيار التسلّح الكثيف في الجزائر وجود موجب لصرف أموال طائلة في أسلحة هجومية بالأساس باعتبار عدم وقوع البلد على أي خط من خطوط المواجهة المعروفة في المنطقة العربية.

ويقولون في المقابل إن إقبال الجزائر على اقتناء أسلحة صالحة لحرب العصابات أمر مقبول منطقا باعتبار البلد يواجه بالفعل تهديدات الظاهرة الإرهابية.

ويؤكد هؤلاء أن التذرع بالمنافسة مع المملكة المغربية لا تستقيم، باعتبار عدم صدور ما يوحي برغبة مغربية في أي نوع من أنواع المواجهة، وأن الخطاب السياسي الذي تعرضه المغرب على الجزائر كان دائما خطابا تصالحيا ومن ذلك الدعوة المتكررة من قبل الرباط لإعادة فتح الحدود بين البلدين والمغلقة منذ أزيد من عقد.

ويحمّل قطاع كبير من الرأي العام الجزائري الطبقة الحاكمة في البلاد مسؤولية تعطيل حلّ مشكل الصحراء المغربية، معتبرين القضية لا تعنيهم، وأنّ بالبلد قضايا أهم تستحق العناية والجهد مثل مشكل البطالة وأزمة السكن وغلاء الأسعار.

وتعرض الرباط بشكل متكرر حلولا تفاوضية لحل مشكل الصحراء في إطار سيادتها عليها، غير أن جبهة البوليزاريو تبدي تشددا مستندة أساسا إلى الدعم الجزائري.

ويمثل مشكل الصحراء المغربية أبرز معطلات بناء اتحاد المغرب العربي. ويقول معترضون على تورط الجزائر فيه إن أطرافا نافذة في المؤسسة العسكرية الجزائرية تحرص على عدم غلق ملفه ليظل ذريعة لعقد صفقات أسلحة بالمليارات.

ويضيف هؤلاء أن الحرص المبالغ فيه من قبل عسكريين جزائريين على اقتناء الاسلحة، تشتمّ منه رائحة الفساد.

ويتساءلون كيف يجرؤ مزودون روس على بيع طائرات بقطع غيار مستعملة، إذا لم تكن لهم سوابق في المجال و"متعاونون" من الطرف المشتري؟.

وأدانت محكمة روسية متهمين بتزويد طائرات مقاتلة روسية تم إعدادها للتصدير إلى الجزائر بقطع غيار مستهلكة.

وأفادت وسائل إعلام روسية أن محكمة مدينة موسكو أدانت مدير عام شركة "أ تي كا دفيجينييه"، سيرغي سوبوليف، ومدير عام شركة "فولغا افياسرفيس"، ميخائيل جيفاغين، ومدير عام شركة "أس أن كا بلوس"، سيرغي كروغلينكوف، في قضية توريد قطع غيار مستهلكة لطائرات مقاتلة صنعت في روسيا بطلب من الجزائر.

وحكمت المحكمة على سوبوليف بالسجن 5 أعوام وعلى زميليه بغرامة مالية.

ونصت الاتفاقية التي وقعتها الجزائر وروسيا في العام 2006 على أن يقوم الجانب الروسي بتزويد الجانب الجزائري بـ28 طائرة مقاتلة جديدة من طراز "ميغ-29 أس أم تي".

وتسلمت الجزائر 10 طائرات في عام 2007، وأعادتها بعدما كشفت رحلات تجريبية أنها تحوي معدات قديمة ومستهلكة.

واشترت وزارة الدفاع الروسية الطائرات التي رفضتها وزارة الدفاع الجزائرية. وتم تبديل جميع مكوناتها "المشبوهة" في وقت لاحق.

وحينذاك استقبلت الصحافة الروسية والعالمية الأمر باعتباره فضيحة كبرى وضربة قاصمة للصناعة الحربية الروسية في أوج محاولتها العودة الى المنافسة بالأسواق العالمية.

ولم تعد الجزائر تكتفي بالتوجه إلى سوق حليفتها القديمة روسيا في اقتناء الأسلحة بل تتوجه بالتوازي الى السوقين البريطانية والأمريكية، إضافة إلى الايطالية والفرنسية، الأمر الذي يرى فيه منتقدون لصفقات التسلح الجزائرية عملية استرضاء للمعسكر الغربي بإعطائه نصيبا من أموال النفط.