محمد عبد الله
تزخر مدينة تنغير بعدة مؤهلات سياحية، على رأسها المؤهلات الطبيعية التي تجعل منها منطقة لا كباقي المناطق، و تبرز مضايق تودغى كأهم وجهة سياحية بالمنطقة و التي تتعدى شهرتها الحدود الوطنية، بل إنها قد تكون معروفة على الصعيد العالمي أكثر منه على الصعيد الوطني بحكم أن أغلب زوراها من السياح الأجانب، كما أنه قلما تذكر مدينة تنغير دون أن تذكر مضايق تودغى.
ففي فصل الربيع و خاصة في الصيف فهي الوجهة الوحيدة لسكان المدينة و المناطق المجاورة للهروب من شبح الحرارة التي تكون مرتفعة، نظرا للعيون المائية التي يتوفر عليها و التي تشكل العمود الفقري لنهر تودغى الذي يعود له الفضل في نشأة الواحة، كما أن هذه المضايق تشكل عامل أساسي للجذب السياحي بالمنطقة، حيث تستهوي السياح بمنظرها الخلاب، كما أن توفرها على عارضتين توفران أرضية لممارسة رياضة تسلق الجبال، إلى ما غير ذلك من المزايا التي جعلت منها القبلة الأولى للسياح الأجانب و المغاربة و السكان المحليين على حد سواء، و هو ما أدى إلى ظهور العديد من المؤسسات السياحية على جنباتها.
غير أنه رغم كل هذه المزايا التي تمتاز بها مضايق تودغى و رغم الصورة الجملية التي يتم تسويقها لهذه المنطقة في العديد من البرامج (المزوق من برا ...)، فإنها تفتقد إلى أبسط الشروط الضرورية التي من شأنها أن تساهم في تنمية السياحة بها، فزوارها ينبهرون بسحرها و ينسون أنها لا تتوفر على الربط الكهربائي مما يجعل أرباب الفنادق يعمدون إلى إقامة محطات لتوليد الطاقة الكهربائية إعتمادا على البنزين، كما أنها تنعدم فيها شبكة الصرف الصحي و بالتالي اللجوء إلى حفر أبار لتصريف المياه المستعملة مع ما يمكن أن ينتج عنها من تأثيرات خاصة على الموارد المائية الباطنية و السطحية، و في هذا الصدد فهناك مؤشرات على تلوث المياه خاصة مع وجود الحلازين الثابتة في الماء. أما الطريق المؤدية إلى المضايق فحدث و لا حرج، إذ لا تختلف عن مثيلاتها في كل أرجاء مدينة تنغير التي تظهر كمدينة قامت لتوها من الحرب...
لكن مع كل هذا فلا غرابة من هذا التهميش إذا ما نظرنا إلى أن مدينة تنغير التي تعتبر كعاصمة لإقليم تنغير تتخبط بدورها في العديد من المشاكل على كل المستويات فما بالك بباقي المناطق التي يضمها هذا الإقليم. هذا في إنتظار إنقشاع ظلام التهميش و الإقصاء وبزوغ فجر التنمية و التغيير الذي أضحى مطلب الكل و في كل المناطق.