حوارية القاص العراقي صالح جبار محمد
حاوره: أحمد البياتي
قاص أثبت قدرته الإبداعية في مجال القصة القصيرة .. حين نتصفح نتاجه القصصي نجد ان التركيبة عنده في بناء القصة عال جدا امتلك أدواته فأنتج قصص رصينة ثقافته العالية جسدها في كتاباته بأروع الصور وأبهاها له أسلوب مميز في مخاطبة الفكر والوجدان ما جعل معظم نتاجه القصصي مقبول لكل من قرأ ويقرأ له.. ساهم بشكل فاعل في القصة التفاعلية التي تعتبر طفرة نوعية في هذا الجنس الأدبي من خلال قصة حمادي التفاعلية والتي اشترك في كتابتها معه القاصين عبد الكريم حسن مراد / سعد عباس السوداني / علاء حميد الجنابي ... أثارت حينها جدلا واسعا بالقبول والرفض هذه التجربة اثنى عليها الكثير من خلال اللقاءات والنقاشات في الجلسات الأدبية القاص / من مواليد بغداد / 1954 أصدر رواية بعنوان ( سأمضي ) عام 2004 أصدر عام 2005 مجموعة قصصية بعنوان ( صلاة الليل ) عام 2008 أصدر مجموعة قصصية بعنوان ( همس الدراويش )وهي من إصدارات ملتقى المستقبل الإبداعي وقد كتب عنها العديد من النقاد آخر أصداراته مجموعته القصصية ( مواسم الخروب )وهي من إصدارات مختبر السرد العراقي وللوقوف على مسيرته الإبداعية عن كثب كان لنا معه هذا الحوار :
هل استطاع القاص العراقي ان يواكب عملية التغيير السياسي في العراق ؟
من المعروف ان عملية التغيير السياسي والاجتماعي عادة ما تتقدم على غيرها من العوامل الأخرى وخصوصا الثقافية منها لأنها تحتاج إلى هضم المتغيرات لأجل إيجاد نتاج على مستوى عال من النضج وبخلافه يكون العمل القصصي نمطي مع رضوخه للمباشرة
هل تؤمن بأن الادب هو ابن الواقع وأين انت من نظرية الفن للفن ؟
ان محاولة تحديد مسارات معينة للادب ووضعه في خانة معينة يجعل منه رهين صورة محدودة رغم أنه لايمكن فصل الادب عن الواقع لكن ايضا هو امتداد واعي لفن يصعب إهماله وحتى نبتعد عن الأفكار الشمولية التي تضيق الأطر المطلوبة للأدب لابد من إعطاء الادب صورة ابعد من الحدود الواقعية واقرب من الحدود المتخيلة
يقال ان القصة في العراق لم تستطع ان تقف جنبا الى جنب مع القصة العربية برموزها المعروفة مع استثناءات محددة . ماهو ردكم ؟
الجواب /هذا القول مجانب للحقيقة لأنه من غير المنصف نكران ان القصة العراقية جزء اساسي وفعال من نسيج القصة العربية عموما لكن المتوفر اعلاميا للقصة العراقية غير ماهو متوفر للقصة العربية والمعلوماتية اعطت الفرصة اخيرا للقصة العراقية في الانتشار المطلوب مع ملاحظة نتائج المسابقات القصصية العربية وتسيد القصاصين العراقيين على جوائزها;
هل نحتاج اليوم الى رقيب . واذاكان جوابك بالايجاب ماهي مواصفات الرقيب ؟
عندي الرقيب يقابل عدم النضج لأن مهمة الرقيب هلامية تفترض مقاسات للغير يطبقها الرقيب وفق مزاج ورؤيا قد تكون أحادية وبالتالي ينحسر الابداع وتكون الصورة قاتمة .. لتكن نوافذنا مشرعة وتفترض النضوج بدلا من المحددات
لمن تكتب ؟ ومن هم قراؤك ؟
اكتب لحياة افضل لأنه طموح مشروع فالكتابة فن يفصح عن تجليات حياتية كامنة في دواخلنا وتعبير فريد عن غامر فرحنا وحزننا وجميع تفاعلاتنا في خاصرة الزمن المعاش .. واعتقد ان قرائي هم كل من يحمل حلما ظل يراوده ..
كلمة اخيرة تود قولها ؟
أتمنى ان أطلق صرخة تصل إلى مسامع الآخرين كم نود العيش بسلام ونكتب أبجدية المحبة المترفة في عوالم تفتقد روح المودة .. نود ان يكون الأدب والقصة تحديدا زادا نجتمع عليه في حدود الفضاءات الرحبة ونواسي حبورا يفتقدنا عند كل زاوية مهملة في دبيبنا المستمر نحو الق طال غيابه .. ربما يكون ذلك وربما لا يكون لكنها حتما ستكون صرخة ذات اثر..
.