مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التربية على المواطنة : الأهمبة والأهداف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ادارة المنتـدى
Admin
ادارة المنتـدى


عدد المساهمات : 1842
تاريخ التسجيل : 01/11/2011

التربية على المواطنة : الأهمبة والأهداف Empty
مُساهمةموضوع: التربية على المواطنة : الأهمبة والأهداف   التربية على المواطنة : الأهمبة والأهداف I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 1:47 am



المواطنة انفتاح متوازن

حينما نتحدث عن المواطنة باعتبارها محضنا للهوية وللخصوصيات الحضارية، فإننا نقر، من جهة ثانية، أن كمال هذه المواطنة ومعرفة قيمتها الحقيقية يكمنان في وضعها في محيطها الإقليمي والدولي عن طريق الانفتاح على كل الأوطان، والإطلاع على تجارب الآخرين والبحـث عن الحكمـة أينمـا وجدت، لإغنـاء رصيدنا الحضاري والثقـافي و تعزيزه، و نقل تجاربنـا إلى الغير للإفـادة منهـا و التعريف بها.
فالانغلاق الجامد يؤدي، عبر التاريخ، إلى الاضمحلال والفناء. والتلاقح والاندماج المتزن يؤدي إلى التطور والازدهار. وغاية التربية على المواطنة أن تمكن الإنسان من آليات التنمية الذاتية والانفتاح الموزون على المحيط.
وقد لخص صاحب الجلالة كل هذه الأبعاد في قوله: "إن المواطنة التي نريدها لا ينبغي أن تختزل في مجرد التوفر الشكلي على بطاقة تعريف أو جواز سفر، وإنما يجب أن تُجَسَّد في الغيرة على الوطن، والاعتزاز بالانتماء إليه، والمشاركة الفاعلة في مختلف أوراش التنمية التي نتمناها وطنية كانت أو جهوية أو محلية، وتوسيع إشعاعه العالمي".

- أهمية التربية على المواطنة

من مزايا التربية على المواطنة أنها تعيد التوازن بين ما هو محلي وما هو كوني للتخفيف من غلواء قيم العولمة وما ترتب عنها من انهيار للحدود بين الثقافـات المحلية والعالمية؛ وما صاحب ذلك من آثار سلبية أحيانا؛ وذلك للمحافظة علـى الهويـة الوطنيـة والخصوصية الثقافية بشكل يضمــن الانتمـاء الذاتي والحضاري للمواطن دون تصادم مع الأفكار الرائجة في محيطه.
وتتجلى أهمية التربية على المواطنة، بالنسبة إلينا في المغرب، في كونها ترسخ الهوية المغربية الإسلامية والحضارية بمختلف روافدها في وجدان المواطن، كما ترسخ حب الوطن والتمسك بمقدساتـه مع تعزيـز الرغبـة في خدمته. وتتجلى هذه الأهمية أيضا في تقوية قيم التسامح والتطوع والتعاون والتكافل الاجتماعي التي تشكل الدعامة الأساسية للنهوض بالمشروع التنموي للمجتمع المغربي. وبفضل ما تثمره التربية على المواطنة من روح الأمل والتعبئة فإنها تعتبر حصنا متينا ضد ثقافـة التيئيس والتشاؤم والانهزامية. وتفتح آفاقا ملؤها الثقة في استشراف مستقبل أفضل.
ولعل من المفيد التذكير بهذا الصدد بأن ممارسة المواطنة ليست مرهونة "بالرشد القانوني" الذي يخول المشاركة في الحياة السياسية، وخاصة العمليات الانتخابية، بل إن لكل مرحلة، بدءا من السنوات الأولى من الحياة، أشكال وتعابير وصيغ لتلك الممارسة متى تم تحسيس الأطفال بها. وبناء على ذلك فإن تصور التربية على المواطنة من هذا المنظار، أي من زاوية ما يمكن أن تنميه حاليا من سلوكات مواطنة يومية، متكيفة مع كل فئة عمرية، من شأنه أن يحدث، مع مرور الزمن وتظافر جهود قنوات أخرى، ذلك التراكم الذي يغرس قيم المواطنة في تضافر الفكر والوجدان ويجعل من بلورتها وتفعيلها أمرا طبيعيا، إراديا متسما بالديمومة.

- أهداف التربية على المواطنة

تسعى التربية على المواطنة إلى تحقيق أهداف تتجلى في تثبيت قيم اجتماعية وأخرى فردية.
أما القيم الاجتماعية فتتمثل في مجموعة من المبادئ لابد من ترسيخها، ويأتي في مقدمتها الإحساس بالهوية المغربية الإسلامية والحضارية، والاعتزاز بها والتضحية من أجلها، مع الانفتاح، في الوقت نفسه، على الثقافات الأخرى والتفاعل معها في جو من الانسجام والموضوعية والتسامح والحوار المبني على الاحترام ومحبة الإنسانية. ومن تمتع بهذا الإحساس تتعزز لديه ثقافة أداء الواجبات قبل أخذ الحقوق وتترسخ في عاداته قيم احترام القوانين والأعراف المعمول بها محليا ودوليا.
أما بالنسبة إلى الاحتياجات الفردية للمواطن، فإن أهداف التربية على المواطنة تتمثل في تدعيم مجموعة من المبادئ، منها على الخصوص:
1 ) احتـرام مقدسـات الوطـن والتعامـل مع قضاياه بقيم الإيجابيـة والمسؤولية في كامل الثقة بالنفس؛
2 ) الاندماج مع الجماعـة بروح من التضامـن والإخاء؛
3 ) التحلي بالسلوك الديموقراطي وقبول التعدد؛
4 ) حب العمل والتفاني فيه أملا في رفع مردودية المجتمع وإنتاجيته الاقتصادية والثقافية، حتى يرتقي في العيش والمكرمات إلى أعلى مراتب التنافسية العالمية.
كما تتوخى التربية على المواطنة بلوغ أهداف على المستوى العملي وكذا على المستوى الوجداني أي بناء المواقف.
فعلى المستوى العملي ينتظر القيام بأعمال ملموسة مهما كانت بسيطة، تكرس قيم المواطنة الفاعلة.
أما على المستوى الوجداني، فالمبتغى هو التشبع بقيم المواطنة بشقيها المتمثلين في الحقوق والواجبات كوجهين لعملة واحدة، وكذا تكوين مواقف إيجابية تخدم المواطنة النشيطة من شأنها تجاوز الأعطاب الأخلاقية التي يشهدها المجتمع، والتي تتخذ تجليات شتى أهمها الاستهتار بالمرفق العام والتنصل من الواجبات وتضخيم مطلب الحق على حساب أداء الواجب إلى الحد الذي يفقد معه المطلب الأول معناه الصادق والأسمى.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elkasmi.mountada.net
 
التربية على المواطنة : الأهمبة والأهداف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  التربية على المواطنة : المفهوم والغابة
» وزير التربية الوطنية يقدم خارطة طريق إصلاح منظومة التربية والتكوين
» الوفا يكشف معالم إصلاح منظومة التربية والتكوين
» وزارة التربية الوطنيّة توقف نائب إقليم الحوز
» ريع التأمين المدرسي يحرم وزارة التربية الوطنية من 6 ملايير سنتيم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بــوابــة تـــربية وتــــعليـم-
انتقل الى: